ارتفاع مخزونات السدود إلى 1.940 مليار متر مكعّب ماذا عن الوضع الميداني بالمزارع؟ تونس الصباح: ..تشهد بلادنا منذ اسابيع والى هذه الفترة هطولات مطرية هامة وبنسق يكاد يكون مسترسلا دون ان تكون بالغزارة المخيفة نزلت بردا وسلاما على قلوب الفلاحين المستبشرين بكميات الغيث خاصة في قطاع الزراعات الكبرى لفوائدها على مثل هذه الزراعات وغيرها. وفيما انصبت الانظار طوال الفترة السابقة على متابعة تطور المخزونات والتشوق الى مزيد تغذية المائدة المائية وتحسين تغطية الواردات من مياه الامطار بالسدود.. يتجه الاهتمام هذه الفترة وفي ظل الكميات الهائلة من الهطولات المسجلة والتي رفعت بشكل لافت منسوب المياه بهذه المنشات نحو المتابعة الدقيقة والحينية لنسق سيلان المياه من خلال مبادرة وزارة الفلاحة والموارد المائية الى احداث لجنة وطنية ولجان جهوية لليقظة تعمل على الرصد الآني لوضعية واردات السدود حتى يتسنى التحكم في منظومة المياه وتجنب الفيضانات كهدف رئيسي في مثل هذا الوضع المطري. مستوى المياه ومواكبة لموضوع المخزونات والواردات المسجلة هذه الفترة في مقارنة مع الموسم الماضي تفيد المعطيات التي استقيناها من مصادر مطلعة بوزارة الفلاحة الى ان حجم واردات السدود بلغ منذ بداية الشهر الجاري الى غاية امس (22 افريل) 580 مليون متر مكعب مما رفع الواردات الجملية المجمعة منذ غرة سبتمبر 2008 حتى الامس الى نحو مليارين م3 ما يعادل نسبة 114% من معدل واردات المياه هذه الفترة. علما بان واردات السدود سجلت في نفس الفترة من السنة المنقضية حوالي 600 مليون م3 كما تفيد المعطيات التي امدتنا بها الوزارة الى ان المخزون الجملي المسجل بالسدود بلغ الى حدود امس الاربعاء الى 1.940 مليار متر مكعب بزيادة ب550 مليون م3 مقارنة مع مخزون السنة الفارطة. المتابعة اذن تتسم بشدة اليقظة على مستوى المنشآت المائية لمواجهة اي طارئ وان يبدو الوضع تحت السيطرة حاليا. احاطة وتوجيه على صعيد اخر علمنا كذلك ان تنسيقا مكثفا بين مختلف مصالح وزارة الفلاحة الناشطة بالجهات يجري تنظيمه لاحكام عملية تأطير الفلاحين بعد الامطار المسجلة لتثمينها وتقديم التوجيه والاحاطة الفنية التي تستوجبها هذه المرحلة المتقدمة من موسم الحبوب وذلك بالتركيز اساسا على اتمام عمليات التسميد والمداواة بما يساهم في تحقيق خطة تطوير مردودية القطاع المعلنة منذ مطلع الموسم. الوضع الميداني ومتابعة لمدى حاجة الفلاحين وقطاع الزراعات الكبرى بالخصوص للامطار في مثل هذه الفترة من الموسم ومدى تأثير تواصل الهطولات على المزارع.. ونوعية التداعيات او المخاطر التي يخشى الفلاحون وقوعها؟ اوضح لنا السيد عبد القادر عمارة المواكب عن كثب لسير مواسم الزراعات الكبرى باتحاد الفلاحين ان امطار افريل نزلت بركة وخيرا على القطاع الفلاحي والكميات المسجلة كافية لتأمين متطلبات الموسم «بل لعلها يضيف محدثنا تثير بعض الانشغال باجال تواصلها خاصة بالنسبة للمناطق السفلى المتواجدة بعدد من الولايات مثل بنزرت التي شهدت كميات هائلة من الامطار خشية ان تغلق المساحات السفلى بالمياه جراء ركودها مما يؤدي الى اختناق النبتة ما لم يتم تسريح المياه وتصريفها» مخاوف ولم يخف محدثنا الصعوبات التي تشهدها بعض هذه المناطق جراء تراكم المياه وركودها.. مثيرا في السياق نفسه ما يمكن ان ينجر عن تواصل الهطولات من اضرار بالسنبلة حيث يتسبب نزولها حسب المصطلح المستعمل في لغة الفلاحين الى «رقاد» النبتة بما ينعكس على الحبة ويؤثر عليها مستقبلا. وبسؤاله عن الحلول الممكنة لمواجهة هكذا ظرف انكر عبد القادر عمارة وجود حلول جاهزة وممكنة لان تداعيات الوضع تتجاوز حدود الانسان مضيفا بان بعض اصناف الحبوب تتأثر اكثر من غيرها بهذا الوضع علاوة على زخم الامطار وركود مياهها فتكون نتائجها واضحة على مردودية ونوعية هذه الحبوب عند الحصاد. حصل ما في الصدور وبخصوص نجاعة استكمال عمليات المداواة حاليا وجدوى القيام بها لمن تعذر عليه من الفلاحين انجازها سابقا يقول مصدرنا.. «الان حصل ما في الصدور ويصعب على من فاتته المداواة من قبل القيام بها الان لصعوبة النفاذ الى المزارع ويبقى الحل الوحيد المداواة جوا.. على ان هذه المعطيات لم تحل دون ان يامل مخاطبنا خيرا في حصيلة هذا الموسم من الحبوب استبشارا بامطار الخريف.