تونس الصباح: اثرت الازمة المالية العالمية من خلال تداعياتها الحادة على اقتصاديات العالم بصفة مباشرة على قطاع النسيج والملابس الجاهزة في تونس حيث بلغ عدد المؤسسات العاملة في القطاع التي اضطرت الى غلق ابوابها خلال الاشهر الاربعة الاولى من العام الحالي 15 مؤسسة مقابل 11 مؤسسة خلال الاشهر الاربعة الاخيرة من سنة 2008 مما اسفر عن فقدان 1328 فرصة عمل. هذا ما تم التصريح به خلال لقاء انتظم اول امس ببادرة من الغرفة التونسية الفرنسية للتجارة والصناعة حول «قطاع النسيج والملابس في مواجهة الازمة». وسجلت صادرات القطاع لشهر مارس 2009 تراجعا ب16,2% مقارنة بنفس الفترة من سنة 2008 حسب احصائيات المركز الفني للنسيج. اما على مستوى الاشهر الاربعة الاولى من سنة 2009 فان الصادرات سجلت تراجعا بنسبة 16% لتبلغ 1593,2 مليون دينار مقارنة بنفس الفترة من سنة 2008. كذلك الشأن بالنسبة للواردات التي بلغت 1042,4 مليون دينار خلال الاشهر الاربعة الاولى من العام الحالي مسجلة تراجعا ب13,6% وتبقى تونس المزود الخامس للنسيج والملابس في اتجاه الاتحاد الاوروبي حتى رغم الانكماش الاقتصادي الراهن. وتضاعف السعر المعمول به عند التصدير بين سنة 2000 و2009 مسجلا نموا ب107%. ورأى السيد عفيف شلبي وزير الصناعة والطاقة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة في كلمة له خلال اللقاء ان عدد المؤسسات التي اضطرت للاغلاق يعد متواضعا باعتبار حجم الازمة وما خلفته من اضرار في بلدان اخرى، مشيرا الى ان قطاع النسيج والملابس الذي يعد احد القطاعات الصناعية الاكثر عرضة لمختلف تداعيات الازمة المالية العالمية يعمل من اجل الحفاظ على موقعه في الاسواق العالمية وضمان دوره في توفير فرص العمل وفي عملية النمو وما يزال رغم الظرف غير الملائم يتوفر على امكانيات او مزايا تمكنه من الخروج من النفق. واعتمد في ذلك على ارتفاع نوايا الاستثمار خلال الاشهر الثلاثة الاولى من العام الحالي الى 74 مليون دينار مقابل 55 مليون دنيار خلال نفس الفترة من سنة 2008 مسجلة نموا ب35%. فيما ارتفعت قيمة الاستثمارات الاجنبية المباشرة خلال الفترة ذاتها لتبلغ 25 مليون دينار مقابل 7 مليون دينار خلال ذات الفترة من 2008. واشار السيد الوزير الى الاجراءات التي اقرتها الدولة لمساعدة المؤسسات الاقتصادية على مجابهة تداعيات الازمة المالية العالمية موضحا ان هذه الاخيرة مكنت من مساعدة 96 مؤسسة عاملة في القطاع وتثبيت 19856 فرصة عمل. الازمة فرصة للنهوض بالاقتصاد رغم التأشيرات السلبية للازمة الا انها يمكن ان تمثل فرصة لتجاوز عديد العراقيل والنهوض بالاقتصاد والسعي الى الانفتاح على الاسواق العالمية وكسب اسواق جديدة خلافا للاسواق التقليدية المعهودة وقد سعت وزارة الصناعة والتجارة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة الى اطلاق الحملة الترويجية حول الاستراتيجية الصناعية في افق 2016 وتبين هذه الاخيرة ان تونس تستقبل اكبر عدد من المؤسسات الاوروبية فهي تحافظ على مكانتها في الترتيب المزود الخامس للاتحاد الاوروبي والمزود الثاني لفرنسا في قطاع النسيج والملابس ومن المنتظر ان تتضاعف الصادرات في افق 2016 لتبلغ 4060 مليون يورو وستبلغ الاستثمارات 155 مليون يورو. كما يمثل الصالون الاورومتوسطي للملابس «Texmed2009» واجهة للعرض التونسي خاصة عند مشاركة الشركات متعددة الجنسيات العالمية المتخصصة في النسيج والملابس. هذا يعطي دفعا للاقتصاد التونسي لجلب الاستثمارات الاجنبية والانفتاح على اسواق جديدة.