الخطأ البشري فني... ولا يمكن تفسير الكارثة ب«الزوابع» الرعدية العنيفة استبعد خبير فرنسي في تصريح ل«الصباح» بصفة قطعية أن تكون صاعقة طبيعية تسببت في تدمير الطائرة الفرنسية المنكوبة وهلاك 128 من ركابها مثلما راج في كثير من وسائل الاعلام الفرنسية والعالمية.. واعتبر الخبير دوهوناجاي أوداه أن " الهدف من مثل تلك التفسيرات للحادثة الاليمة قد يكون طمأنة مستعملي الطائرات والمسافرين مستقبلا ..وخاصة مستعملي رحلات الخطوط الفرنسية وطائرات الايرباص ..بينما تؤكد كل المعطيات الفنية والعلمية أن الطائرات العصرية ومن بينها الارباص وخاصة منها ما كان معدا للرحلات البعيدة المدى مجهزة بوسائل دفاعية قوية وناجعة بنسبة مائة بالمائة ضد كل أنواع الصواعق والزوابع الرعدية والاضطرابات المناخية مهما كانت حدتها ..وهو ما يفسر عبور الطائرات يوميا للمحيطات العملاقة والمحيط الاطلسي تحديدا بسلام ..بما في ذلك المنطقتان المدارية والاستوائية حيث تحتد التيارات الهوائية والتقلبات المناخية.. ولا يمكن أبدا قبول وجهة النظر التي تعتبر أن الحواجز المضادة للبرد القارس جدا خارج الطائرة والتقلبات المناخية والزوابع الرعدية والصواعق مجرد " قشرة " قد يقع تدميرها بسب اضطراب جوي قوي ..مثلما يردده البعض منذ أيام ..مع نشر صور افتراضية عن سحب كثيفة قد تكون أزعجت قائد الطائرة المنطوية ومساعديه ؟؟ ويمضي مخاطبنا قائلا: إن الايرباص 300 وغيرها من الطائرات المتطورة ومنها بوينغ مجهزة برادارات دقيقة ترصد التقلبات المناخية عن بعد ..وتسجل لقادة الطائرة كل الزوابع والمناطق المتوترة على بعد 500 كلم ..وهو ما يعني أن الطائرة التي تحلق بسرعة تحوم ما بين 900 وألف كيلومتر في الساعة قادرة على تغيير وجهتها بيسر بعيدا عن منطقة المخاطر..على الأقل قبل 40 دقيقة من اقترابها من نقطة الزوابع والعواصف العنيفة ..فلا مجال إذن للحديث عن المفاجآت المناخية ..لأن الأمر لا يتعلق بسيارة في طريق ريفية تقليدية بل بمسالك جوية مرصودة بالرادارت الدقيقة ..التي تدعمها معلومات دقيقة توفرها الأقمار الصناعية ..وتتابعها مراكز رصد علمية متقدمة جدا .. كيف يمكن تفسيرالكارثة إذن ؟ حسب نفس الخبير فان الفرضية الاقرب هي حصول خلل كهربائي فجئي شامل ..تسبب في تعطيل المحولات الكهربائية الاصلية والبديلة في نفس الوقت ..مع خلل في المزود الاحتياطي للكهرباء وفي أجهزة ارسال المعلومات الكترونيا الى مراكز المتابعة الأرضية للجوانب الفنية للطائرة ..اذ تشير المعلومات الاولية التي بثها الجانبان البرازيلي والسينغالي أنهما لم يتلقيا الإشهار الالي من التجهيزات الالكترونية للطائرة بالخلل ولا باي طلب للنجدة وللتدخل لاصلاح العطب عن بعد ..وهو ما يرجح أن الامر يتعلق بخطا فني بشري ..وليس بحادث تفسره الاضطرابات الطبيعية .. وذكر الخبير الفرنسي بكون طائرة ايرباص سقطت قبل حوالي عامين في رحلة داخلية فرنسية وتحديدا في منطقة ميلوز حيث لا مجال للحديث عن صواعق طبيعية " خارقة "..