التونسي يرتاح للسحب ويخشى الدفع! تونس-الصباح: مع تطور التجارة الالكترونية في تونس،كان لا بد من مواكبة لهذا التطور على المستوى اللوجستيكي وكذلك على مستوى العقليات حيث ظلت التجهيزات من موزعات آلية للنقود ووسائل الدفع الطرفي ضعيفة على مستوى العدد وكذلك على مستوى الصيانة والجودة وتقديم الخدمة المطلوبة وأيضا على مستوى تقبل المواطن للتطور الحاصل واعطاء ثقته في التعامل المالي الالكتروني. وحسب الأرقام والمؤشرات الصادرة عن شركة نقديات تونس الخاصة بشهر أفريل الماضي مثلا فإن عدد البطاقات البنكية الخاصة بالسحب والدفع المسلمة لحرفاء البنوك بلغ 1.922.333 بطاقة في حين بلغ عدد الموزعات الالية للأموال 1314 موزعا. بمعدل موزع آلي لكل 1463 حامل بطاقة. وهو رقم ضعيف خاصة اذا ما اعتبرنا انعدام الجودة في أغلب الموزعات التي تكون في أغلب الأحيان بحالة عطب أو غير متوفرة على المال او خارج الخدمة... بين نقص الجودة وانعدامها وهذا النقص في الموّزعات وانعدام جودتها جعل الحريف لا يتعامل بايجابية مع الموزعات الآلية ولا يلجأ الى استعمال بطاقته في السحب الا نادرا.وحسب مؤشرات وأرقام نقديات تونس فان سنة 2008 مثلا لم تشهد سوى 30.990.831 عملية واذا أخذنا بعين الاعتبار عدد الحاصلين على بطاقة سحب ودفع بنكية سنة 2008 والبالغ 1.870.125 بطاقة نجد أن معدل استعمالات الفرد لبطاقته سنويا لا يتجاوز ال16,57 مرة وهو رقم ضعيف يدل على أن الحريف لا يستعمل بطاقته الا مرة وربع المرة في الشهر أي أنه لا يستعملها تقريبا الا لسحب أجرته!! وأفاد السيد خالد فرادي المدير العام لشركة نقديات تونس "الصباح" أن الشركة وبالتعاون مع كل البنوك تعمل على تطوير الأرقام وتعمل على تطوير المعاملات بالبطاقة البنكية سواء في السحب وخاصة في الدفع لدى التجار المزودين بآلات الطرف الالكتروني البالغ عددهم حتى موفى شهر أفريل الماضي 12589 تاجرا. وحسب مديرها العام تعمل شركة نقديات تونس على أن يبلغ عدد بطاقات الدفع والسحب الإلكتروني في تونس 2.5 مليون بطاقة في موفى سنة 2009 مقابل 1.870.125 مليون بطاقة سنة 2008. وكذلك الترفيع في عدد الموزعات الآلية للأوراق النقدية إلى 1625 موزعا، مقابل 1246 موزعا سنة 2008. واضاف السيد فرادي أن من بين الاهداف كذلك الترفيع في عدد التجار المنخرطين في عمليات الدفع الإلكتروني بالبطاقات مع موفى 2009 إلى 26 ألف تاجر، مقابل 13284 سنة 2008 (حسب أرقام الشركة فان عدد المنخرطين من التجار في انخفاض وليس في ارتفاع اذا ما تمت المقارنة بين عددهم في نهاية السنة الماضية 13284 ونهاية أفريل الماضي 12589!!!) على أن يبلغ عدد المعاملات المالية القائمة على البطاقات الإلكترونية الى 50 مليون عملية منها 23 مليون عملية دفع. انعدام التوازن بين السحب والدفع وتدل الارقام الواردة أن ثقافة استعمال البطاقات الالكترونية لإتمام العمليات المالية مازالت لم تترسخ في ذهن التونسي مع وجود حالة عدم توازن بين حجم عمليات السحب والدفع الالكتروني حيث أن التونسي لا يستعمل بطاقته الا لسحب الأموال من الموزعات الالية دون استعمالها للدفع وخلاص المشتريات واستخلاص معاليم فواتير الكهرباء والغاز والماء والهاتف... وهذا ما يؤكده السيد خالد فرادي الذي أشار الى ان عمليات السحب تطورت بنسبة 82.7 بالمائة سنة 2008 مقارنة بسنة 2003 في حين لم تتطور عمليات الدفع سوى بنسبة 16.8 بالمائة. ... ويبدو أن عقلية التونسي لم تستوعب بعد عمليات الدفع الالكتروني وربما انعدام الثقة يجعله لا يستعمل بطاقته للخلاص خاصة اذا تعرض مرة لخطأ ما- والأخطاء عديدة- مثل سحب نفس المبلغ اكثر من مرة أو كذلك تعرضه لاحراج امام قباضات بعض المغازات مثل عدم قبول البنك للمعاملة أو عدم توفر الرصيد الكافي وكذلك انتظاره الطويل لحصول الاتصال الالي بين آلة الطرف الالكتروني للمغازة او التاجر مع البنك....