تونس - الصباح: تلوح بوادر صابة الحبوب هذا العام استثنائية بمختلف المقاييس فقد ناهزت المساحات الجملية المبذورة 1,387 مليون هكتار ويعود ذلك إلى اجراءات الترفيع في أسعار الحبوب عند الانتاج التي كانت سخية للفلاحين ودفعتهم الى مزيد التوسع في الزراعات الكبرى كما كانت العوامل المناخية في الموعد خلال فصل الربيع متجاوزة المعدلات العادية وارتفعت بالتوازي قيمة القروض المسندة لتمويل الموسم وهو ما يتوقع ان ينعكس ايجابيا على مردود الصابة التي تلمح بعض التقديرات غير الرسمية إلى أنها ستتجاوز بنسبة معتبرة 22 مليون قنطار.. في ظل هذه المؤشرات الواعدة وعلى ضوء الاستعدادات الكبيرة لانجاح موسم الحصاد جمعا وتخزينا وتأمين جمع كل حبة قمح اخذت في الأثناء تسيطر بعض الهواجس والتخوفات في صفوف المنتجين مردها ما سجل في بعض مناطق الانتاج من ضغوطات طلب على التل لتلبية الحاجيات المكثفة من هذه المادة في مستوى صابة الأعلاف فما بالك بدخول أوج موسم الحصاد وما سيطرحه من طلبات متزايدة من مختلف المستلزمات أكياس وتل والات حاصدة... بنسق غير مسبوق تشديد المراقبة مصادر فلاحية مهنية لم تخف انشغالها من مواجهة بعض الاشكاليات في هذا الصدد قد تزداد حدتها مع التقدم في الموسم خاصة الى مستوى التل بحكم وفرة المحاصيل المتوقعة ورغبة كافة الفلاحين في الحصول على حاجياتهم في أفضل الظروف واسرعها... ومن بين أبرز المشاغل المطروحة راهنا ارتفاع سعر التل في عدد من المناطق وهو امر لم يستسغه البعض خاصة وأن أسعار مادة الحديد الموجه للبناء في السوق الخارجية كما المحلية انخفض بشكل ملحوظ ومع ذلك ظلت مادة التل خارج دائرة هذا الانفراج كما صرح احد مصادرنا موجها اصبع الاتهام في هذا المجال الى بعض المحتكرين الذين يتعمدون الترفيع في الأسعار مستغلين خصوصية صابة هذا الموسم والتزايد المرتقب على الطلب لفرض سقف اسعار معينة. وخشية استفحال العمليات الاحتكارية شدد مصدر مهني من الفلاحين على ضرورة تدخل وزارة التجارة لمراقبة مسالك التوزيع. ضغط الطلب ولان بعض الأخبار تتحدث عن ارتفاع في اسعار التل بجهة سليانة سعينا لرصد رأي ممثل المنظمة الفلاحية بهذه الولاية حول مدى توفر هذه المادة بالكميات اللازمة لتلبية حاجيات الجهة وعن الاسعار المعتمدة وكذلك ظروف سير عملية التزود بمستلزمات الحصاد. ولئن ابدى السيد الحبيب الرزقي رئيس الاتحاد الجهوي ارتياحا لاجواء الاستعداد لموسم الحصاد ولمستوى التحضيرات مؤكدا الحرص على توفير كامل الحاجيات من قبل السلط المعنية الجهوية فقد اشار الى بعض المشاغل المطروحة والتي تفرزها طبيعة الموسم ومنها ضغط الطلب للتزود بمادة التل بما ينعكس على ظروف تأمين طلبيات المنتجين لدى مصنع الفولاذ واكتظاظ طوابير الانتظار امامه وبالنسبة للأسعار فانها تتفاوت وتتأرجح بين 1.820د و2د وهناك من خفض فيها الى 1.700د مبديا نفس الملاحظة السابقة حول عدم انعكاس الحديد بالسوق المحلية على مادة التل. وفي سياق متصل أشار الحبيب الرزقي الى ان البعض قام بجلب التل من ليبيا لكن جودته كانت متدنية لسرعة تمزقه. مخاوف دخول الخواص عملية التجميع ماتزال تثير بعض المخاوف في صفوف المنتجين على ما يبدو خشية تضييق الخناق على الفلاحين وفرض ارادتهم وشروطهم عند التجميع. وفي هذا الصدد أفاد محدثنا ان اجتماعا سيعقد غدا الاثين بين المهنة والمجمعين الخواص بالجهة لتباحث كل الاشكالات والمشاغل المطروحة وتبديد المخاوف في اتجاه احترام حق كافة الأطراف وعدم التحامل على الفلاح.. الموسم بالارقام تشير لغة الأرقام المتعلقة بتامين مستلزمات موسم الحصاد الى توفر نحو 2008 الة حاصدة تعتبرها وزارة الفلاحة كافية لتلبية الحاجيات الجملية بالنسبة للتل تقدر الحاجيات العامة بحوالي 12 الف طن منها 4 الاف طن للاعلاف تم الى غاية موفى ماي توفير ما يزيد عن 7500 طن فيما تتواصل عمليات التصنيع بنسق متصاعد ويقدر المخزون الحالي من الأكياس لدى مؤسسات التجميع بنحو 550 الف كيس جديدة ومليوني كيس مستعملة مقابل حاجيات في حدود 1.6 مليون كيس. اما مراكز التجميع فيقدر عددها ب200 مركز منها 175 مركزا قارا وقرابة 25 مركزا موسميا وتطمح وزارة الاشراف الى ارتفاع مساهمة الخواص في عملية التجميع الى 40% من الكميات علما بان طاقة الخزن الجملية المتوفرة تتجاوز 12 مليون قنطار موزعة على ديوان الحبوب وشركتين تعاونيتين والخواص. ويتوقع ان يبلغ عدد مخابر التعيير الجهوية 44 مخبرا موزعة على مختلف مناطق الانتاج ولضمان حسن سير موسم الحصاد والمحافظة على الصابة من الحقل الى مراكز التجميع تمت دعوة اللجان الجهوية لمتابعة المواسم الفلاحية لاتخاذ ما يلزم من اجراءات