نحو بلوغ نسبة 60% كهدف تجميع هذا الموسم تونس - الصّباح: ...صابة واعدة... صابة استثنائية... استنفار على أشده لانجاح موسم الحصاد هذا العام بما يفي الكميات الهامة المنتظرة من الحبوب حقها من الحفظ والتجميع والتخزين وتخصيص 12 مليون قنطار كطاقة جملية للخزن... اجتماعات وجلسات عمل بين المهنة والادارة للترتيب الجيد لانطلاقة موسم الحصاد... حركية كبرى في مكاتب وزارة الفلاحة والمنظمة الفلاحية وتحمس كبير من الفلاحين لخوض غمار عملية الحصاد بأكبر قدر من الاستعدادات. ومع ذلك ما أن يتعلق الأمر باستطلاع تقديرات الصابة الجملية واستقراء لغة الأرقام حتى يسكت الجميع عن الكلام المباح وتتوارى تبريرات التكتم وراء ستار طلب الستر على الصابة تطيّرا من شر العين. لكن أن يتمادى هذا التطيّر والتحكتم إلى هذه الفترة المتقدمة من الموسم والتي «أمسكت فيها كل يد بانتهاء وقف المثل الشعبي الدارج في إيجاز لجاهزية الجميع لموسم الحصاد وبناء حاجيات الموسم من الأكياس والتل واليد العاملة ووسائل النقل والميكنة تبعا لتقديرات محددة للصابة... يفترض أن تكون المعلومة المرقمة حول هذه التقديرات وليس المحاصيل النهائية متأخرة ولا نفهم بالتالي سببا لتواصل التكتم عنها.. ورفض الافصاح عنها.. حتى أن مجرد الاعلان عن تقديرات أعدها ديوان الحبوب حول توقعات التجميع وفق سيناريوهات ثلاثة تم اعتمادها في بلورة هذه التقديرات. رفض السيد عبد السلام منصور وزير الفلاحة والموارد المائية أمس عرضها على الحضور من ممثلي الاتحادات الجهوية للفلاحة والمندوبيات الجهوية والاطارات الفلاحية ووسائل الاعلام الحاضرة في الندوة الوطنية السنوية الملتئمة أمس بمقر اتحاد الفلاحين. ومع تفهمنا لهذه المخاوف نعتقد أن تواصل التستر عن حجم الصابة في هذا التوقيت لن يغير من المؤشرات شيئا على أرض الواقع شيئا خاصة وان التفاؤل بصابة استثنائية يحدو الجميع. تراجع لصالح من؟ لئن تعذر علينا الحصول على أرقام أو توقعات صريحة بشأن محاصيل هذا الموسم من الحبوب فإن توقعات التجميع تتراوح من 8 مليون قنطار الى حدود 12 مليون قنطار وان رجحت مصادر مهنية أن تكون تقديرات التجميع منحصرة في حدود 10 مليون قنطار هذا العام وهي أرفع بكثير من الحصيلة المسجلة الموسم الماضي والتي كانت متدنية حيث لم تتجاوز 40% من الصابة الجملية. علما بان فرضيات ديوان الحبوب لم تستبعد كميات القبول ب10 مليون قنطار والتي سيكون فيها نصيب القمح الصلب 7,5م.ق والقمح اللين 2م.د والشعير والتريتيكال 0,8م.ق. وحول مسألة التجميع وتذبذبها شدد الوزير على أهمية بلوغ هدف 75% من التجميع مستقبلا مع اقرار هدف آني ب60% هذا الموسم وهو هدف واقعي بالنظر الى حجم الصابة الواعد وكذلك اعتبارا الى ان الكميات المجمعة في سنوات سابقة بلغت 53% قبل ان تتقهقر الى 40% خلال الموسمين الماضيين وهو ما يطرح التساؤل التالي والذي ورد على لسان الوزير نفسه... لصالح من يقدم هذا التراجع؟! تطمينات حول المخاوف والهواجس التي أثارها بعض المنتجين من تدخل المجمعين الخواص حرص وزير الفلاحة على طمأنة الجميع بأن معاضدة هذا العنصر لجهود التجميع أخذ في التطور وقد سجلت السنة الماضية مساهمة الخواص بنسبة 22% من الكميات المجمعة على أمل وان تبلغ هذه المساهمة ما قيمته 40% من التجميع هذا العام مثنيا على دورهم ومبرزا ان نشاطهم يخضع الى مراقبة ديوان الحبوب الذي سيكون له ممثل بكل مركز تجميع داعيا الى ضرورة احترام كراس الشروط المنظم لنشاط المجمعين الخواص. وفي نداء موجه لجموع المنتجين أكد السيد عبد السلام منصور على أهمية احترام الفلاحين لأجل 31 أوت 2009 كآخر موعد لتسليم المحاصيل والانتفاع بالمنحة التي أقرها رئيس الدولة لتسليم الحبوب قبل موفى أوت . «أقبض وخلّص» اتفق كل من رئيس المنظمة الفلاحية ووزير الفلاحة في لقاء أمس على ضرورة مبادرة الفلاح باستخلاص ديونه والايفاء بتعهداته تجاه البنك.. وفي نداء مباشر توجه به الى الفلاحين دعا مبروك البحري الى خلاص ديونهم البنكية وتغيير الصورة السيئة بكونهم يرفضون تسديد ديونهم في مواسم الصابة» مضيفا قوله «المنظمة لا تتسامح ولا تدافع عن الفلاحين الذين يتعمدون التملص من خلاص الديون... لكنها تدافع عن الفلاحين الذين تعرضوا الى اضرار ناجمة عن جوائح طبيعية على غرار حجر البرد..» آملا ان تتفهم الادارة وضعياتهم المالية.. من جهته وبعد ان ذكّر بالاجراءات المعلنة لحث الفلاحين الى تسوية ديونهم الفلاحية شدد الوزير على أهمية احترام العقود الممضاة مع البنك والتخلي تماما عن الذريعة الدارجة بأن الفلاح «ما ينجمّش يخلّص» لما تمثله من عائق امام القطاع برمته حاثا المنتجين على خلاص ديونهم في مثل هذا الموسم الطيب. مشاغل وملاحظات وكعادة كل اجتماع سنوي لبحث واستعراض الاستعدادات لانجاح موسم الحصاد تعددت تدخلات ممثلي الفلاحين لبسط ملاحظاتهم ومقترحاتهم المتعلقة بينها بتأمين المسالك الفلاحية وتوفير مستلزمات التجميع والخزن وتعهد المعدات الفلاحية بالصيانة الى جانب توخي مقاييس تعبير منصفة للمنتجين وحمل المجمعين الخواص على احترام كراس الشروط.