تونس/الصباح: لم تكد مؤسسة الإنتاج «ياليل» تعلن عن انتهاء الموسم الأول للتظاهرة المسرحيةTunis fait sa comédie التي تواصلت منذ أكتوبر إلى غاية جوان الجاري حتى أعلنت عن برنامج جديد خاص. يشتمل البرنامج على مجموعة من المبادرات من أبرزها تبني فكرة الممثل لطفي العبدلي وانتاج عرض «الوان مان شو :مايد إن تونيزيا»، الذي يقدم اليوم بمسرح مدينة تونس لأول مرة للجمهور في انتظار الإعلان عن سلسلة من العروض الجديدة بالمهرجانات الصيفية وكنا قد واكبنا الإعلان عن التجربة المسرحية الجديدة للطفي العبدلي في عدد أمس . وتعتبر المبادرة الثانية لنفس المؤسسة من المبادرات التي يتوقع أن تحقق نجاحا خاصة في صفوف الأطفال .هي تتمثل في تونسة الأوبيرات الموسيقية «ماوكلي طفل الأدغال» المأخوذة عن احدى أبرز القصص العالمية الموجهة للأطفال "Le livre de la jungle " التي يعرفها الأطفال التونسيون و يحفظون تفاصيلها عن ظهر قلب .ولا نخال أن هناك في تونس من لم تسحره قصة ذلك الطفل الصغير «ماوكلي» الذي ربّته الذئبة في الغابة و الذي شب في الأدغال تحت حراسة أصدقائه الحيوانات وخاصة « بالو وباغيرا» ولكن ماوكلي لم يعش فقط وسط الأصدقاء وإنما كان عليه مواجهة الحيوانات الشريرة المتربصة به وخاصة «شريخان» النمر المفترس . صاحب نوبل للآداب والكتاب الخالد يروي ممثلون من تونس القصة بتفاصيلها. ويتولى الممثل الشاب حمدي طرابلسي تقمص شخصية ماوكلي ونجد إلى جانبه مجموعة من الممثلين والممثلات الذين يتخفون في أزياء الحيوانات ويجسدون بقية الأدوار على غرار «باغيرا وبالو» و«شيريخان والملك لويس» ونذكر من بينهم كل من محمد علي الخليفي وسارة الناصر وطلال الجلاصي وغيرهم كما تشارك مجموعة من الراقصين والراقصات في هذه الأوبيرات .مع العلم أن تونس كانت قد استضافت هذا العام فرقة مسرحية فرنسية قدمت نفس العرض ولاقى اقبالا جماهيريا كبيرا مما دفع مؤسسة «ياليل للإنتاج» إلى التفكير في تونسة الفكرة وتقديمها إلى الجمهور التونسي وذلك وفق ما أوضحه السيد سامي منتصر خلال لقاء تحدث فيه عن تقييمه لتجربة «تونس تقوم بمسرحها» وأعلن فيه عن برامج المؤسسة الجديدة خاصة منها الإنتاجات الفنية الجاهزة . وتجدر الإشارة إلى أن كتاب طفل الأدغال الشهير يعود للكاتب والشاعر «روديارد كيبلينغ» "Rudyard Kipling" الذي ولد في مومباي الهندية سنة 1865 وتوفي سنة1936 . وهو حاصل على جائزة نوبل للآداب سنة 1907 وكان قد ألف كتابه الشهير خلال إقامته بالولايات المتحدةالأمريكية .وقد جعلت عبقرية الرجل الكتاب من بين أروع ما كتب من أدب عالمي خاص بالأطفال ويصعب أن لا نجد هذا الكتاب اليوم في أية مكتبة تقصدها في العالم . وتتمثل تونسة العمل في الإعتماد على ممثلين تونسيين فريق تقني تونسي لكن النص يبقى بالفرنسية أما الديكور والأزياء فهي نفسها المتداولة في العالم . وتجدر الإشارة في نفس السياق أنه تم تحويل القصة إلى عدد كبير من الأعمال التلفزيونية الموجهة للأطفال .العرض الذي يدوم ساعة و 20 دقيقة مبرمج ليوم 19 جوان الجاري بداية من الرابعة مساء بالمسرح البلدي بالعاصمة في انتظار الإعلان عن مواعيد بقية العروض . مسرح مدينة تونس:أولمبيا عشاقه وكان قد أعلن أمس عن اختتام الموسم الأول لتظاهرة " Tunis fait sa comédie التي تم تنظيمها ببادرة من مؤسسة «ياليل لللإنتاج» بالتعاون مع بلدية العاصمة و اتصالات تونس المساند الرسمي للتظاهرة .اختتمت التظاهرة التي امتدت على موسم ثقافي كامل بالمسرح البلدي بالعاصمة بعرض لمسرحية «سهرت» التي اقتبسها الشاذلي العرفاوي عن نص للأديب علي الدوعاجي يحمل عنوان «سهرت منه الليالي». تم تقديم 13 عرضا مسرحيا تونسيا وفرنسيا خلال الموسم الذي استغرقته التظاهرة . ويبدو أن التجربة لن تتوقف عند موسم واحد و هو ما أعلنه سامي منتصر (مؤسسة ياليل للإنتاج ) أول أمس خلال اللقاء المذكور وقال أن تظاهرة Tunis fait sa comédie تتواصل في الموسم الثقافي القادم بنفس الفضاء أي مسرح مدينة تونس الذي وصفه «بأولمبياه» وأنها تنفتح على تجارب مسرحية أخرى من إيطاليا وإنقلترا مثلا ولم ينف امكانية برمجة بعض العروض العربية مشيرا إلى أن الإتصالات جارية حاليا مع المسرحيين الأردنيين . واستشهد سامي منتصر بمجموعة من الأرقام ليؤكد نجاح التظاهرة في موسمها الأول .ومن أبرز هذه الأرقام ما يتعلق بحجم الإقبال قرابة تسعة آلاف متفرج وهو ما اعتبره رقما إيجابيا بالمقارنة مع طاقة استيعاب مسرح مدينة تونس (لا تتجاوز 900 متفرج للعرض الواحد). كانت التظاهرة تسعى في البدء إلى أحياء تقليد كانت تعرف من خلاله العاصمة تونس وهو يتمثل في العروض المسرحية الخفيفة و الفرجوية وذات الجودة العالية في آن واحد .الأمر الذي حصل إلى حد ما حسب المتحدث .