... الاستراتيجية الدفاعية جنبتنا «مجزرة» أمام إسبانياوجنوب إفريقيا ... هربت من صربيا حتى لا أقتل إخواني في حرب لا معنى لها جوهانزبورغ «الصباح» كان يدرك جيدا بان مهمته انتحارية بقبول تدريب منتخب العراق نظرا للظروف التي يعاني منها العراق ونظرا لقصر المدة التي تولى فيها المهمة ومع هذا فقد قبل التحدي واعتبر قيادة منتخب بلد يعاني من الاحتلال شرف في حد ذاته لهذا السبب لم يجادل كثيرا في المفاوضات ولم يشترط راتبا عاليا تولي بورا مهمة تدريب المنتخب العراقي تقريبا في ظروف مشابهة لظروف فييرا الذي اتى من الخطوط الخلفية. بورا لم يكن ضمن قائمة اسماء المدربين التي كانت بيد الاتحاد العراقي وقد تم الاتفاق معه بسرعة البرق. تسلمه لقيادة المنتخب ارجعت الامال لمحبي المنتخب العراقي وخاصة تصريحاته الموضوعية والواقعية. هل انتهى شهر العسل بين بورا والكرة العراقية بعد هذه المشاركة التي انقسم الراي حولها؟ام سيواصل المدرب الصربي المحارب مهمته من اجل تحد جديد؟وكيف يقيم هذه المشاركة ويشخص مواطن الاخفاق؟ هذه الاسئلة وغيرها شكلت المحور الرئيسي للقاء الذي خص به «الصباح» في هذا الحوار وتحدث المدرب الصربي بكل صراحة ولم يتهرب من المسؤولية س: هل انت راض على النتائج والاداء؟ ج: ادرك جيدا بان الشارع الرياضي العراقي اعتبر مشاركة العراق في بطولة القارات فاشلة وبعيدة عن الامال والتوقعات ولكنني لا اتفق مع من ينتقد نتائجنا لاكثر من سبب اولا نحن لسنا البرازيل ولا ايطاليا ولا اسبانيا وثانيا ظروفنا لا تسمح بان نتفوق على الاخرين صحيح اننا تفوقنا على انفسنا في المباريات الثلاثة ولكن التقصير الوحيد في مباراتنا امام زيلندا الجديدة والتي لم نسجل فيها اهدافا لا انكر بان الاتحاد العراقي سخر لنا كل الامكانيات وشكرا لقطر وقيادتها الرياضية التي احتضنتنا في وقت لم يكن فيه اي مجال لاجراء تدريباتنا داخل العراق لظروف لا تخفى عن الجميع انا لا الوم اللاعبين كثيرا ولومي الوحيد هو اهدار فرصة كانت في متناولنا امام منتخب نيوزيلندا التي لا تفوقنا في شيء وما اقوله نحن لم نفشل فشلا كاملا ولم نحقق نجاحا كاملا والامور نسبية وارجوا ان لا ينظر العراقيون الى نصف الكاس الفارغة فقط كما يقول المثل س: هناك ماخذ عليك لانك لعبت باسلوب دفاعي ولم تفكر في الهجوم الا في المباراة الاخيرة؟ ج: فعلا لعبت بخطة دفاعية ولا اتهرب من المسؤولية لسبب بسيط وهو ان الفريق المنافس كان اقوى منا.. في المباراة الاولى جنوب افريقيا كانت مصرة على الفوز منذ الدقيقة الاولى وحتى الدقيقة الاخيرة وامام اسبانيا تجنبنا «مجزرة» وكان علينا الخروج باقل الاضرار واعتبر الخسارة امام بطل اوروبا وافضل منتخب حاليا في العالم وبهدف وحيد انجازا كبيرا لم تحققه منتخبات اخرى بدليل ان منتخب جنوب افريقيا الذي يسانده 65 الف متفرج خسر بهدفين معه ونيوزيلندا بخماسية. في المباراة الاخيرة كان هناك توازن في الاداء ولعبنا الهجوم لان امكاناتنا كانت تسمح وشاهدتم كيف ان الهجوم صنع اكثر من فرصة للتسجيل ولكن الحظ من جهة وتالق الحارس النيوزيلندي من جهة اخرى حرمنا من فوز مستحق س: افهم ان فلسفتك هي الدفاع افضل وسيلة للهجوم؟ ج: هذه ليست فلسفتي وانما هي امكاناتك على ارض الواقع.. متى كانت لديك اوراق رابحة في الهجوم وقوة ضاربة بامكانك ان تجازف ولكن عندما يكون خصمك افضل منك عدة وعتادا فلا بد من البحث عن طريقة توفر عليك الخسارة الفادحة انا لم اختر الطريقة الدفاعية عن طواعية وانما امكاناتي هي التي حتمت علي اللعب بهذه الطريقة وبالمناسبة انا سعيد من الناحيةالرقمية نحن لم يقبل دفاعنا سوى هدفا واحدا في المقابل قبلت ايطاليا اهدافا اكثر منا والبرازيل ايضا وخرجنا بنقطتين والعيب الوحيد هو عدم تحقيق اي فوز واحيانا يكون التعادل مساويا للفوز س: هناك من يقارن نتائج مصر بطل افريقيا بنتائج العراق؟ ج: هذه المقارنة غير جائزة واريد ان اسال كم من سنة حسن شحاتة يدرب المنتخب المصري وكم من لاعب مصري يحترف في البطولات الاوروبية القوية؟ س: هل تفكر الاستمرار مع المنتخب العراقي ج: هذا السؤال سابق لاوانه انا جئت لمهمة معينة وهي كاس القارات والعراق على حد علمي ليس امامه استحقاقات قريبة سنتحدث في هذا الموضوع لاحقا ونقيم المشاركة مع المسؤولين س: لماذا تقيم في المكسيك وليس في صربيا؟ ج: هذه قصة طويلة لقد هربت من صربيا حتى لا اعمل في الجندية وحتى لا اقتل اخواني هناك واقيم في المكسيك ومعي الجنسية المكسيكية وانا مرتاح هناك مع عائلتي واتنقل كثيرا س: نشاهدك في البطولات العالمية تحمل الكاميرا وتصور ما هو سر هذه الكاميرا؟ ج: التصوير هوايتي الاولى ولدي مجموعة من كاميرات التصوير الفيديو الحديثة ولا اترك مناسبة الا واسجلها للتاريخ ولارشيفي الخاص