بعد قطيعة دامت أربع سنوات قرّرت الإدارة الأمريكية إحياء العلاقات مع سوريا بتعيين سفير لها في دمشق في غضون الأيّام القليلة القادمة. ويأتي هذا القرار في سياق الحراك الديبلوماسي الأمريكي النشيط في المنطقة بعد عودة العلاقات السورية اللبنانية إلى طبيعتها والقناعة الحاصلة لدى واشنطن إثر تولي أوباما الرئاسة بأن الدور السوري أساسي للتوصل إلى اتفاق سلام في المنطقة. ويرى مراقبون أنّ قرار إعادة السفير الأمريكي إلى دمشق في هذا الظّرف بالذّات له دلالات أخرى على خلفية ما يجري حاليا من أحداث في إيران في أعقاب الانتخابات الرئاسية هناك حيث تراهن الإدارة الأمريكية على تقليص النفوذ الإيراني في المنطقة وتحجيم دوره المتزايد بكسب ودّ دمشق التي لها علاقات استراتيجية مع طهران أملا في «جرّ سوريا» إلى «معسكر المعتدلين». ورغم هذا التقارب الأمريكي السوري فإنّ واشنطن مازالت مصرّة على إخضاع دمشق إلى عقوبات أمريكية منذ سنوات بدعوى أنّ لسوريا «دورا في مساعدة مقاتلين على التسلّل إلى العراق».