حامد، تلميذ باحد المعاهد الثانوية، اجتاز امتحان الباكالوريا منذ ايام واثناء ايام المراجعة النهائية والتأهل لخوض «مغامرة» الباكالوريا عاش حامد مغامرة اخرى. وقد سرد علينا تفاصيلها نلاحظ ان هذا التلميذ هو من سكان الوردانين وهو مصاب بمرض السكري، ويتلقى العلاج «الانسولين» وذلك ما جعله يعاني من بعض الضعف في نتائجه الدراسية. قبل اجتياز حامد لامتحان الباكالوريا في دورته الرئيسية اتصل به صديق له يوم 1 جوان المنقضي واعلمه بوجود نسخ من مواضيع امتحان الباكالوريا في مادتي الرياضيات والاعلامية وعرض عليه مشاركته بمبلغ من المال لشراء الامتحانين من شخص نجح في الحصول عليها ويتاجر بها فتردد حامد في بادىء الامر ولكن صديقه سرعان ما اقنعه بجدية الموضوع ومصداقيته فالتقى بهذا الشخص الذي تمكن من اقناعهما بانه سوف يسرب اليهما الامتحانين مدعيا ان الشخص الذي سيمده بهما اطار بوزارة التربية كما اشترط عليه التكتم عن الامر كما لم يفته لكي يكسب ثقتهما اكثر ان يدعي لهما ايضا انه قام بنفس العملية في دورة السنة الماضية لامتحان الباكالوريا واجتاز جميع التلاميذ الذين اشتروا منه الامتحانات الدورة بنجاح. النسخة ب700 دينار اقتنع التلميذ حامد بجدية مخاطبه وفاتح والده في الموضوع طالبا منه تسليمه 1400دينار لشراء امتحاني الرياضيات والاعلامية وهما المادتان الرئيسيتان في الامتحان الذي كان حامد يستعد لاجتيازه بحكم انه ينتمي الى شعبة الاعلامية فحاول الاب اقناع ابنه بان هناك احتمالا كبيرا لان يكون الامر عبارة عن عملية تحيل لا غير الا ان الابن اصر على شراء المادتين وطلب من والده اعتبار المبلغ دينا له عليه فاضطر الاب الى الموافقة لارضاء ابنه ولذلك اتصل ب«الوسيط» وضرب له موعدا للقاء في العاصمة وفي يوم 2 جوان وعلى الساعة الخامسة والنصف مساء التقى بهذا الاخير مرفوقا بشخص ثان في حوالي الخامسة والخمسين من عمره قدمه له على انه اطار بوزارة التربية فادخلهما منزله وسلمهما 1300 دينار وفي المقابل سلماه صورتين من «موضوعي الامتحان» وبعد ذلك اخذ الاب النسختين وتحول الى الوردانين حيث سلمهما لابنه الذي سعد كثيرا بذلك وظل ساهرا طيلة تلك الليلة يراجع للامتحان. ولكن يوم 3 جوان كانت مفاجأة غير سارة بالمرة في انتظار التلميذ ووالده فعندما دخل «حامد» قاعة الامتحان ووزعت مواضيع المواد صدم بانها لم تكن متطابقة تماما مع «الكنز» الذي دفع فيه ثروة صغيرة وبعد انتهاء الامتحان وظهور نتيجة الدورة الرئيسية كان حامد من المؤجلين لدورة التدارك فيما خير والده التقدم امس الاربعاء الى وكالة الجمهورية بتونس بشكاية يتهم فيها صديق ابنه وشخصين آخرين بالتحيل عليه وعلى ابنه ومن المنتظر ان تأخذ العدالة مجراها ويتم تتبعهم قضائيا.