شيّع عدد كبير من سكان مدينة قصر هلال الخميس الماضي جثمان عفيف جدّة الذي لقي حتفه في حادث سقوط الطائرة العمودية بفرنسا يوم 20 جوان الماضي والذي خلّف سبعة قتلى. علما أن الطائرة كانت تقوم برحلة ترفيهية لمجموعة من عمال فضاء ترفيهي بمناسبة الذكرى الثلاثين لافتتاحه. عفيف هو شاب في الثامنة والثلاثين من عمره، وهو التوأم لشقيقه عاطف والثاني في الترتيب العائلي بعد كبير الابناء علي وأصغرهم نبيل في حين تاتي شقيقته نجاح في المرتبة الرابعة كان قد تحول الى فرنسا وعمره سبعة أشهر وشاء القدر ان يعود في صندوق ليوارى التراب بعد ان وافته المنية في حادث سقوط المروحية التي كانت في رحلة جوية ترفيهية تستغرق في العادة بين 10 و20 دقيقة. وقد اكد لنا والده الذي كان لنا لقاء به ان جثة ابنه لم تتعرض الى تشوهات بالمرة والاصابة الوحيدة كانت على مستوى الجبين. الفقيد ارتقى الى رتبة مسؤول على الفضاء الترفيهي في منطقة افينيار التي تبعد حوالي 60 كلم عن مدينة غرونوبل بعد ان كان عاملا فيه والفضاء يستقبل حرفاء من جنسيات مختلفة. الهدية يوم 20 جوان أي يوم الحادث المشؤوم قامت الطائرة العمودية بخمس طلعات، والطلعة السادسة لها، هي تلك التي حملت فيها الاطار العامل في الفضاء الترفيهي انطلاقا من مديره وصولا الى بقية مسؤوليه واعمار الجميع تتراوح بين 19 و38 سنة وكانت هذه الرحلة الترفيهية الجوية بمثابة الهدية للجميع ولكن حمولتها تجاوزت طاقة استيعابها من خلال راكب سابع وهو من الاسباب التي يرجح تسببها في الحادث. ويوضح والد الضحية التونسي بأن التحقيق الذي تواصل مباشرته الدوائر الفرنسية المختصة لم يكشف بعد عن الاسباب الحقيقية للحادث واشار الى ان من بين الضحايا السبع هناك ثنائي يستعد للزواج في موفى شهر اوت القادم. موكب جنائزي جماعي في غرونوبل السيد محمد جدة نوه بالوقفة التي وقفتها قنصليتنا في مدينة غرونوبل الفرنسية وما بذلته من جهود للاحاطة والتخفيف من وقع المصيبة وتيسير اتمام كل الاجراءات. كما شكر كل أفراد الجالية التونسية هناك وقد ذكر ان موجة التعاطف والمواساة كانت كبيرة وهو نفس ما عاشه في مسقط راسه ايضا شاكرا الجميع على تعاطفهم ومواساتهم، كما عرض علينا نسخة من احدى الصحف الفرنسية الصادرة مؤخراوالتي تحدثت تحت عنوان "الافينيون يبكون ضحايا حادث سقوط المروحية الفرنسية" عن مدى حجم المصيبة التي ألمت بالمدينة بعد حادث سقوط المروحية وقد اقام المسؤولون موكبا جنائزيا جماعيا للضحايا ووشحوا التوابيت بأكاليل الزهور قبل تسليم الجثامين لاهاليهم. علما بان حطام الطائرة قد وقع نقله الى مستودع برون بمطار مدينة ليون والتحقيق متواصل وهناك جمعيات تعنى بالدفاع عن ضحايا هذه الحوادث مشيرا الى ان ابنه الأكبر سيتولى متابعة كل المستجدات في خصوص هذا الحادث المريع.