كانت متشبعة بالأمل رغم صعوبة الحياة فاجأ موت الشابة حنان الجويني سكان حي بوقطفة II في منطقة السيجومي بضواحي العاصمة أين تقطن عائلتها حيث ترك خبر وفاتها نتيجة حالة تسمّم بمدينة أراد الرومانية منذ أيام حالة من الدهشة والهلع لديهم إذ كانت هذه الشابة (24 عاما) تبحث عن طريق لها في الحياة لبناء ذاتها ولتأمين استقرارها. لقد كانت تتقد نشاطا وحيوية ومتفائلة ومسكونة بالعمل ورغم فشلها في اجتياز امتحان الباكالوريا فقد علمت في احدى الشركات المتخصصة في صنع الكوابل وهي الفتاة المثقفة التي بلغت مستوى الباكالوريا.. كانت تدرك مدى صعوبة الحياة لكنها كانت متشبعة بالأمل. ذات يوم عرضت عليها الشركة التي تعمل بها وعدد آخر من زميلاتها القيام بتربص لتحسين مستواهن المهني وذلك في مدينة آراد في رومانيا فحصلت على الفور على موافقة والديها: هشام - وهو إطار في بلدية باب البحر - وشهرزاد التي تعمل في الحلاقة، وتم إعداد الوثائق اللازمة للسفر وطارت الشابة حنان وزميلاتها ومجموعة من الشبان الذين تم اختيارهم أيضا للقيام بتربص بغية الحصول على رتبة رؤساء طباخين، إلى رومانيا حيث تم إسكانهم في أحد النزل بمدينة آراد على مسافة 3 ساعات من موقع التربص الذي يستغرق ساعات من العمل اليومي.. كانت الأمور تسير بصورة عادية إلى حد يوم الأحد الماضي حين أحست حنان بآلام مفاجئة فسارعت احدى زميلاتها إلى مساعدتها في الصعود إلى شقتها أين لفظت أنفاسها الاخيرة، مع العلم أن نفس الحالة سجلت لدى فتيات أخريات إلا أنهن تخطينها بسلام. ورغم هول المصيبة التي حلت بهما، فقد ظل الوالدان هشام وشهرزاد متماسكين وصرحا لنا بأنهما لا يشعران بكونهما وحيدين في هذا الظرف العصيب وعبرا عن ثقتهما في أن القضاء سيكشف الحقيقة حول ملابسات الحادثة وذلك بفضل «التعليمات التي أصدرها رئيس الدولة للقيام بما يتعين من إجراءات لدى السلطات الرومانية المختصة». وقد ساد يوم أمس جو من الخشوع في كامل الحي الذي كانت تقطن به حنان في انتظار جلب جثمانها من رومانيا