تونس - الصباح ... لن تمنح السعودية تأشيرات السفر لأداء مناسك الحج إلاّ على ضوء اعتماد الشهادة الطبية المسلّمة من البلد الموفد للحجيج والمحترمة للإجراءات الاحترازية التي وضعتها المملكة العربية السعودية. كما أنّ الحصة المقرّة لكل دولة إسلامية المحددة بعدد الحجيج لن يقع الحد منها أو مراجعتها وذلك على خلفية الإجراءات والاحتياطات الصحية التي أوصت بها ورشة العمل التي أقيمت بجدة والتي سبقت اجتماع المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط. هذا ما أكده د.عبد الله بن عبد العزيز الربيعة وزير الصحة السعودي خلال حديث أجريناه معه على هامش إشرافه أمس مع نظيره التونسي السيد منذر الزنايدي على حفل توقيع اتفاقيات تعاون ثنائي. وعلى أهمية الاتفاقيات المبرمة والمعززة لواقع التعاون الصحي فقد استأثر الجانب المتعلق بالظرف الصحّي العالمي وتداعياته على موسم الحج بالحيّز الأهم من اللقاء. * معالي الوزير تتطلع عديد الحكومات إلى تطوير صبغة الإجراءات الاحترازية للحج التي تمخضت عن ورشة عمل جدة من توصيات إلى اشتراطات على اعتبار أهمية أبعادها الصحية الضامنة لحماية الحجيج فهل من جديد في هذا الشأن بما يجعل هذه الإجراءات إلزامية أكثر للدول المعنية؟ - صحيح.. سجّل اجتماع القاهرة لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط توصية لتحويل وتطوير توصيات ورشة عمل جدة الاحترازية الى اشتراطات وقامت وزارة الصحة بصياغتها ورفعها الى الجهات الرسمية بالمملكة العربية السعودية.. وبعد اعتمادها وصدورها ستقوم الجهات المختصة بإيصالها إلى الدول الموفدة للحجيج. * نفهم من ذلك أنّها ستتحول فعلا إلى اشتراطات.. فماذا عن الأبعاد التي سنتخذها على مستوى الاعتماد..؟ - حينما تعتمد الاشتراطات من المملكة السعودية سيتم تبليغها الى السفارات السعودية بكافة الدول المعنية لاحترام شروط العمر التي تم تحديدها وقائمة الأمراض المزمنة وستطالب وزارات الصحة المعنية بإقرار شهادات طبية في الغرض لمواطنيها سيقع اعتمادها من قبل السلط السعودية ولن تمنح التأشيرات الا بناء على هذه الشهادات الطبيّة. * على ضوء الإجراءات الصحية الاحترازية التي تمّ إقرارها والتي ستحد حتما من عدد الحجاج هذا العام هل ستسعى السعودية إلى التقليص من الحصص المخصصة لكل دولة في موسم الحج؟ - .. لا.. لم تقم المملكة الى حد هذه الساعة بالتقليص من حجم الحصص المعتمدة للحجيج... * كنتم أشرتم في التصريح الذي نشرناه أمس ب«الصباح ولوطون» الى أهمية تأجيل العمرة والحج للفئات التي تعاني من الأمراض المزمنة وعدّدتم الحالات المرضية التي يستحسن لأصحابها الامتناع عن أداء الحج من باب الوقاية والحفاظ على السلامة الصحية لهذه الفئات الهشة صحيّا... الحرص إذن سيكون دؤوبا على حث الجميع على احترام هذه التوصيات. - لقد تم تحديد قائمة الأمراض وننصح أصحابها بعدم المجازفة بوضعهم الصحّي مثل مرض السكري والقلب والكبد والسمنة المفرطة.. إلى جانب شرط السن وقد صيغت هذه الاشتراطات لصالح المواطن العربي والمسلم وعلى وزارات الصحة في البلدان المعنية التركيز على صحّة مواطنيها وتوعيتهم بالمخاطر التي تحدق بهم.. وهذه التوصيات مقرّرة بالنسبة لموسمي العمرة والحج.. * وماذا عن تعامل الجهات السعودية المختصة مع ظاهرة الحج خارج إطاره المنظم خصوصا في مستوى فرض احترام الشروط الصحية السابقة الذكر؟ - المعروف أن الترتيب لموسم الحج يتم تنظيمه من قبل الجهات المعنية إلاّ أنّه بالنسبة لمن يخرج عن المنظومة ويخرج عن التوصيات الاحترازية لا يمكن إلاّ أن يتحمل مسؤولياته في ذلك ناهيك وأن منح التأشيرات لأداء مناسك الحج يخضع أساسا للشهادة الطبية. * الإجراءات الاحترازية المقرّرة هذا الموسم ستحد حتما من عدد الحجيج وبالتالي من حجم المدخيل المتأتية من الحج فهل سيكون للتراجع المرتقب تأثير بارز على موازنة الحج هذا العام.. وماذا عن قيمة الاعتمادات المخصصة لتنظيم الحج؟ - إنّ ما تنفقه المملكة العربية السعودية على موسمي العمرة والحج ضخم للغاية وما تصرفه يفوق بكثير المداخيل المتأتية من أداء مناسك الحج.. وإن كنت لا أستحضر الآن قيمة الاعتمادات المبرمجة سنويا لتنظيم هذه المناسك فإن ما يتم تخصيصه من ميزانية ضخم ومهول.. جدا.. * ماذا عن واقع التعاون الصحي بين البلدين ولا سيما في ما يتعلق بالنقطة الخاصة بالاستفادة من التجربة التونسية في مجال طبيب الأسرة؟ - بعد التعاون الثنائي في القطاع الصحي قديما جدا وهو مبني على الأخوّة وعلى ثوابت مشتركة ولا يمكن إلاّ أن نعتز بأسس هذا التعاون وحول مشروع التعاون القاذم في مجال طب الأسرة فإنه يندرج في إطار برنامج النهوض والتطوير الكبير الذي تقوم به السعودية في هذا التخصص من خلال تأهيل الطبيب العام في اختصاص طب الأسرة وسيتم التشاور في هذا الشأن مع وزير الصحة التونسي لضبط مجالات التعاون وأوجه تدريب الكوادر الطبية في هذا التخصص وفق برنامج تأهيل يعقد في تونس.. منية اليوسفي -