بمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني للمرأة وجه الرئيس زين العابدين بن علي الى السيدة عزيزة حتيرة رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية رسالة في ما يلي نصها: «يطيب لى ونحن نحتفل بكل ارتياح واعتزاز بالعيد الوطني للمرأة ان اتوجه باحر التهانى واطيب التنميات لاعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني للمرأة التونسية ولمناضلاته ومنخرطاته وللنساء التونسيات كافة. ان يوم 13 اوت من كل سنة يوم متميز ببلادنا لانه يؤرخ لانطلاقة حاسمة للمرأة التونسية تطورت وترسخت عبر الزمن بفضل رصيد وطنى ثري بحركات الاصلاح والتحرير والتنوير ما فتئ يتجدد مع كل مرحلة ويدفع بالمرأة التونسية الى ان تبقى دائما عنصر امان واطمئنان وعنوان حداثة وتقدم ورمز جهد واجتهاد داخل الاسرة والمجتمع تمارس حقوقها وتؤدي واجباتها في كنف الحرية والعدالة والمساواة. وقد برهنت تونس باصدار مجلة الاحوال الشخصية خاصة على ان التحرر السياسى لاينفصل عن التحرر الاجتماعي وان التمسك بالثوابت الوطنية الدينية والثقافية والاجتماعية لا يتناقض مع روح التطوير والتحديث. لذلك راهنا على المرأة واتخذنا العديد من الاجراءات والمبادرات للارتقاء بمنزلتها الى افضل المراتب سواء في مواقع العمل والانتاج او في مواقع القرار والمسؤولية. واني واثق بان المرأة التونسية واعية باهمية المرحلة وبالظروف العالمية الراهنة لتواصل بذكائها وقوة عزيمتها تكريس شراكتها الكاملة والمتكافئة مع الرجل وهي متعلقة باصالتها وبمقومات شخصيتها الوطنية متفتحة على العصر ومتفاعلة مع متغيراته تتحلى باليقظة وتثابر على الافادة والابداع في كل شؤون الحياة. وانوه بهذه المناسبة بالجهود المحمودة التي يبذلها الاتحاد الوطني للمرأة التونسية منذ اكثر من نصف قرن باعتباره سندا قويا للبناء الوطني ورافدا اساسيا من روافد مجتمعنا المدنى يسهر في نطاق اختصاصه على الاحاطة بالمرأة وتاهيلها واثراء تكوينها وتنمية قدراتها وحماية مكتسباتها. كما احيي سائر المنظمات والجمعيات النسائية لما تقوم به من اعمال قيمة في تعزيز مسيرة الرقى ببلادنا وفي مساعدة المرأة على ممارسة حقوقها السياسية والمدنية بكل ثقة ومسؤولية. وانى على يقين بان الاتحاد الوطني للمرأة سيضطلع بدوره مع بقية المنظمات الوطنية في انجاح الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي تتهيأ لها بلادنا هذه السنة باعتبار هذه الانتخابات حدثا سياسيا بالغ القيمة سيعكس ما بلغه شعبنا من نضج وتقدم على صعيد المسار الديمقراطى وتكريس التعددية. ونحن ندعو المرأة التونسية الى ان تكون في مستوى الامال المعلقة عليها والمسؤوليات الموكولة اليها في كل المجالات حتى تبقى حصنا منيعا ضد تيارات الجمود والانغلاق ووجها مشرقا لتونس الحديثة في مسيرتها الحضارية الشاملة. وكل عام والمرأة التونسية بخير».