تونس الصباح لم تخل الجولة الرابعة من بطولة الرابطة المحترفة الأولى من مفاجآت حيث فازت ثلاثة فرق خارج ميادينها وأثبت كل من الترجي الرياضي والنادي البنزرتي والنادي الإفريقي جديتهم وإصرارهم على لعب الأدوار الأولى. وبهزمه للملعب التونسي في المنزه، أعطى النادي البنزرتي درسًا للجميع وأثبت أن المليارات والأكداس من اللاعبين المنتدبين لا تكفي لتحقيق النتائج الإيجابية. فبعد أن كان الجميع يرشحه للعب أدوار ثانوية في البطولة والاكتفاء بالدفاع عن مكانه ضمن النخبة، قلب «قرش الشمال» المعطيات وحقق نتائج ممتازة ساهم بقسط وافر جدًا المدرب العربي الزواوي الذي نجح في تشكيل مجموعة متجانسة وطموحة من اللاعبين الشبان طعمها بذكاء ببعض اللاعبين ذوي الخبرة الكبيرة على غرار الأسعد الدريدي وحمدي المرزوقي. وكانت شخصيّة الزواوي وقدرته على تأطير اللاعبين وإبعادهم عن المشاكل التسييرية للنادي ساهمتا بدرجة كبيرة في تألق الفريق ونجاعته. إلا أنه على الزواوي ومسؤولي النادي البنزرتي إقناع اللاعبين أنها ليست إلا بداية وأنهم لم يحققوا شيئًا ملموسًا وأن مشوار البطولة طويل جدًا ويتطلب صبرًا ومجهودات متواصلة واستعدادات ذهنية كبيرة. وعلى عكس النادي البنزرتي، فاجأ نادي حمام الأنف المتابعين بضعف نتائجه وتذبذب أدائه الذي أثار عديد التساؤلات حول نجاح هيئة المنجي بحر في التعامل مع الرصيد البشري المتوفر وفي الاهتمام الجدي بالفريق خلال فترة ما بين الموسمين. وقد تتواصل متاعب الهمهاما إذا لم يحسن الفريق التعامل مع المباراة الصعبة التي سيستقبلون فيها في الجولة القادمة النجم الساحلي. من ناحية أخرى، أثبت فريق شبيبة القيروان أنه على الطريق الصحيحة وأن مسؤوليه أحكموا الإعداد للموسم الحالي إذ نجح اللاعبون المنتدبون في تقديم الإضافة. وبقطع النظر عن النتائج المحققة إلى حد الآن، وهي إيجابية عمومًا، لفتت الشبيبة الأنظار بالمستوى الفني والبدني المحترم في بداية هذا الموسم. في المقابل لا يزال مستقبل الفصرين يدفع فاتورة الارتجال في التسيير والتهاون في الاهتمام بمصير الفريق، ولا ندري ماذا يخبئ قادم الجولات لفريق المدرب الشاب كمال الزواغي الذي سيكون أمام مهمّة صعبة جدًا. ومن استنتاجات الجولة الرابعة تأكيد الترجي مرة أخرى واقعيته الكبيرة وقدرته على جني نقاط الفوز حتى في غياب الإقناع. أما الاتحاد المنستيري فلا يجب أن يخجل من هذه الهزيمة التي من إيجابياتها أنها كشفت للإطار الفني بعض النقائص التي يشكو منها الفريق خصوصًا على المستوى البدني. قمّة الجولة بين النادي الإفريقي والنادي الصفاقسي أوفت بوعودها من الناحية الجماهيرية خصوصًا وكشفت عن عمل كبير يقوم به المدرب الفرنسي لوشانتر في الإفريقي وهو عمل ردّ على المشككين، ويوحي بميلاد فريق عتيد يجمع بين النجاعة والانضباط التكتيكي. أما النادي الصفاقسي، الذي لا يخفي تعلقه الشديد بالمراهنة عل البطولة، فإنه مازال يبحث عن توازنه في الهجوم خصوصًا، ولا بد لأنصاره انتظار التأقلم الكامل للاعبين مع أفكار آيت جودي وقناعاته.