تونس الصباح .. مثل جهاز مراقبة الجودة في مادة الحليب والذي اصطلح على تسميته بكاشف الغش اداة ناجعة في ضبط كميات المياه المضافة الى الحليب ومزيد التحري من توفر مقومات جودة هذا المنتوج بما يخفف كلفة التحاليل ويضاعف من حجم عمليات المراقبة ويحد من آجالها.. ومتابعة لما افرزته هذه الالية من نتائج والاضافة التي يقدمها للمستهلك على مستوى مزيد الحرص على سلامة المنتوج افادت مصادر مطلعة بادارة الجودة وحماية المستهلك ان نطاق استعمال هذا الجهاز يشمل مراكز تجميع الحليب ومركزيات التصنيع ويعد اداة فعالة وعملية للقيام بالاختبار الاولي على عين المكان حيث انه اذا اثبت هذا الجهاز شك في وجود الماء المضاف الى الحليب يتم رفع عينة من المنتوج المستراب فيه واخضاعها للتحاليل المخبرية اما اذا تبين سلامته فلا داعي للقيام برفع العينات.. بما ييسر عمل مصالح المراقبة ويقلص من ضغط العمل بالمخابر ويعزز مقومات التحري والمراقبة.. وقد اقتصر التدخل خلال الفترة الماضية من سنة 2007 على رفع العينات التي تشوبها شكوكا حول تعمد الغش باضافة الماء وتنكب حاليا مصالح ادارة الجودة على دراسة تقارير التحاليل التي قامت بها وستكون نتائجها جاهزة في ظرف ايام. المراقبة الذاتية ويبدو ان تجاوب اصحاب مراكز التجميع والمركزيات كان جليا وفق مصادرنا التي افادت بأنها المراكز بادرت بدورها بالتزود بجهاز كشف جودة الحليب تعزيزا لاليات المراقبة الذاتية التي تراهن عليها ادارة الجودة كثيرا وقد بادرت ببعث خلية خاصة للتثبت من المراقبة الذاتية في نطاق اشمل لا يقتصر على منظومة الحليب بل يتجاوزها الى مختلف القطاعات.. وبمقتضى هذا التوجه يصبح لزاما على المؤسسات توفير آليات المراقبة الذاتية واعتمادها وهو مشروع انخرطت فيه عديد المؤسسات لوعيها الكبير بأهمية الجودة ومطابقة المواصفات الاوروبية والعالمية لا سيما وان كسب رهان التصدير والتواجد بالاسواق الخارجية أضحى وثيق الارتباط بتوفر عناصر الجودة العالية في مختلف حلقات الانتاج والترويج.. كشف الغش في المحروقات في انتظار ان تكشف تحاليل جودة الحليب عن نتائجها التي تلوح بأن تكون ايجابية عل صعيد فاعلية الجهاز ومزاياه المتعددة صرحت مصادرنا بأن النتائج المتوقعة يتوقع ان تضاهي النتائج المحققة في مجال مراقبة الغش في مجال المحروقات وتحديدا البنزين وهي ظاهرة طالما اشتكى منها اصحاب السيارات وامكن بواسطة جهاز كشف الغش السيطرة عليها والحد منها حتى ان التشكيات تراجعت الى مستوياتها الدنيا في هذا القطاع منذ انطلاق العمل بهذا الجهاز.. مع تواصل عمليات المراقبة وانتظامها.. تحسن الجودة اقر محدثونا بتسجيل تحسن مطرد على مستوى جودة الحليب من سنة لاخرى وقد تراجعت كثيرا حدة التشكيات والتجاوزات في السنوات الاخيرة وبعد القضاء نهائيا على مشكل الفورمول وهو مادة كيميائية تستعمل لحفظ المنتوج يمنع استعمالها وقد اثبتت التحاليل غيابها وعدم استعمالها واتجهت اهتمامات مراقبة الجودة الى ظاهرة ال«موياج» المتمثلة في مزج الحليب بالماء وهي بدورها مرفوضة تماما وقد سجل في المواسم الاخيرة تراجعا هاما لمستوياتها ونسب تواجدها في الحليب لتبقى حالاتها شاذة بعد ان كانت ظاهرة كثيرة التداول. بالتوازي يتجه الاهتمام الى محلات ونقاط بيع الحليب «صبة» ومشتقاته ويجري الاعداد لاصدار كراس شروط لمزيد تعزيز تراتيب السلامة الصحية والجودة وحمل اصحاب هذه المحلات على احترامها وسيتم في هذا الصدد التأكيد على عنصر الاسترسال ليتيّسر على المستهلك التعرف على مصدر المنتوج. ماذا بعد الحليب؟ بعد البنزين والحليب تعتزم ادارة الجودة توسيع نطاق الاستعانة بكاشف الغش في مجالات ومنتوجات استهلاكية واسعة النطاق حسب ما تستوجبه اولويات التدخل ومن المتوقع ان يكون زيت الزيتون والمشروبات الغازية في قائمة المواد المدرجة للمراقبة بهذا الجهاز.