سوسة الصباح موهبة كروية تونسية صاعدة سيكون لها حتمًا أكثر من شأن في قادم المواسم حتى في أبرز الأندية الأوروبية وهذا من خلال النجاح الباهر والتألق المتميّز الذي حققة والذي شد انتباه عديد الفنيين والخبراء الرياضيين العالميين على امتداد كل الاختبارات التي خضع لها بمعية حوالي 300 شابًا في أكاديمية ليفربول الأنفليزي من كامل أرجاء العالم تقريبًا (الهند أمريكا البرازيل أستراليا اليابان وغيرهم...). إنه أمير الصديق البالغ من العمر 12 عامًا، أصيل مدينة قصيبة سوسة بجهة الساحل والذي أحرز المركز الأول عن جدارة تامّة واستحقاق لما أظهره من خصال كروية راقية وقدرات فنية أبهرت كل مواكبي هذه التظاهرة الرياضية لنادي ليفربول الذي ينوي بجدية تامة ضم أمير لصفوفه والتعاقد معه ولو في مثل سنه المبكرة هذه. «الصباح» تحدثت لوالد أمير محمّد علي الصديق عن كل الجوانب المتعلقة ببدايته الرياضية وآفاقه المستقبلية فقال لنا: «ككل الشبان كانت بداية أمير في تعاطي لعبة كرة القدم في "الحومة" أي في "البطاحي" منذ أن كان عمره 5 سنوات، ولقدراته ومواهبه رغم صغر سنه شدّ انتباه كل الرياضيين بمدينة القصيبة لحد التحاقه بفريق مسقط رأسه حيث قضى موسمًا واحدًا. ولكونه يشغل خطة قلب هجوم فإنه كان دائمًا على موعد مع الشباك في كل لقاء من ذلك أنه سجل حوالي 16 هدفًا في موسم واحد حتى تمت دعوته لتعزيز صفوف المنتخب الجهوي وقد تواصل تألقه وبروزه مما جعله يكون محط أنظار كل الرياضيين. وفي مرحلة موالية التحق بأكاديمية النجم الساحلي التي برز فيها كما يجب. وبالتوازي فإن أمير متألق أيضًا في دراسته (حاليا بالسنة الثامنة أساسي) وهو موفق بين الرياضة والدراسة». اختبار ليفربول تألق أمير كما قال لنا والده محمّد علي « جعله يكون محط أنظار ومحل اهتمام وكلاء اللاعبين رغم صغر سنه، وفي هذا الإطار اتصل بي أحدهم فكان أن طرح عليّ فكرة تحوّل أمير إلى أنفلترا للخضوع لاختبار في أكاديمية ليفربول من 27 إلى 29 جويلية الماضي ومن 3 إلى 5 أوت الجاري فلم أمانع الفكرة لكوني واثق من قدرات ابني الكروية». نجاح ساحق على امتداد أيام الاختبار الأربعة أقنع أمير كل الخبراء والفنيين الرياضيين من جملة 300 شاب المشاركين من كل بقاع العالم، من ذلك أنه خلال 8 مقابلات تطبيقية دامت كل واحدة 20 دقيقة سجل 16 هدفًا إضافة لكونه في مسابقة ترويض الكرة قام بأكثر من 300 حركة إضافة إلى عديد العمليات الأخرى، ولذلك كان النجاح المستحق لأمير والمركز الأول عن جدارة ضمن اختبار أكاديمية أحد أعرق الأندية الأنفليزية. ماذا عن الاحتراف؟ وعن سؤال توجّهنا به لوالد أمير حول ما إذا كان سيسمح لابنه بالانضمام إلى ليفربول أجابنا: «سأحدّد موقفي بعد شهرين من الآن عما إذا كان سينضم لهذا النادي أو لا. وهذا على إثر المراسلة الواردة عليّ من هذا النادي الأنفليزي وأنا لازلت متردّدًا بين الموافقة والرفض لصغر سن أمير. وإن لم يكتب لهذه التجربة الاحترافية المبكرة أن تثمر، فإن أمير سيعود إلى النجم الساحلي بصورة آلية ودون أي قيد أو شرط لمواسم أخرى، ومن بعد ذلك سيحترف من الباب الكبير ضمن أي فريق أوروبي بارز وهذا لثقتي في قدرات ابني الكروية والفنية والأخلاقية. انطباعات أمير أما صاحب المركز الأول في اختبار أكاديمية ليفربول فقد صرّح لنا بما يلي: «أعمل جاهدًا للتوفيق بين الدراسة والرياضة من ذلك أنه وفي كل يوم أقطع حوالي 10 كلم عدوًا ما بين القصيبة وسيدي عبد الحميد ذهابًا وإيابًا بمفردي وأتدرب في المساء وهذا طبعًا إلى جانب قيامي بواجباتي الدراسية». كما أضاف أمير أنه متيم بكرة القدم إلى حد النخاع. وعن طموحاته الرياضية قال: «أتمنى أن أكون لاعبًا بارزًا على الساحة كما أتمنى أن أنتمي للمنتخب في مواسم لاحقة، وهذا شرف لكل لاعب بطبيعة الحال». وعن ميولاته الرياضية صرح لنا أنه يحب النجم الساحلي قبل أي فريق آخر، كما أنه متيم بحب ميسي وإبراهيموفيتش كما يعشق ياسين الشيخاوي وأسامة الدراجي.. وآخر سؤال توجهنا به لأمير حول ما إذا كان يرغب حاليًا في الانضمام لنادي ليفربول الأنفليزي بعد نجاحه في الاختبار بامتياز فأجاب مبتسمًا: «القرار الحاسم من مشمولات والدي». جالسهما وحاورهما