معز إدريس كان «مدافعا» صلبا عن مصالح النجم... لذلك تنازلت مدرب هرتا برلين مهتمّ بيوسف المساكني والدراجي والجمل والبلبولي! ظلّ محمد أمين الشرميطي منذ التحاقه بالنجم الرياضي الساحلي موسم 2006 مثيرا للجدل وقد أسال الكثير من الحبر عندما رفض الامضاء لفائدة فريقه الأم شبيبة القيروان وكان وراء تألق النجم الرياضي الساحلي في أول مشاركة له بكأس العالم للأندية كما أنه ساهم إلى حد كبير في انعاش «كاستي» الشبيبة والنجم.. محمد أمين الشرميطي هذا الفتى الذي تمناه كل مدرب ضن تشكيلته تمكن اليوم من خوض تجربة الاحتراف بأعتى البطولات الأوروبية عن بدايته وما رافقها من أحداث عن تألقه وعن الاحتراف كان لنا هذا اللقاء مع محمد أمين الشرميطي بمناسبة قضائه لعطلته السنوية بيننننا. * لنبدأ من البداية لمن يعود الفضل في وصولك إلى هذا المستوى من المجد الكروي رغم صغر سنك؟ - لا بد من الاعتراف بالجميل أولا إلى والدي ووالدتي وهما اللذان وقفا إلى جانبي وأحاطاني بكل الرعاية والاهتمام فوالدتي مربية وهي أكثر العارفين بخفايا التأطير والمساعدة كذلك الشأن بالنسبة لوالدي الذي شجعني على تعاطي هوايتي رغم الصعوبات التي يمكن أن يتعرض لها الطفل وأبرزها التوفيق بين الرياضة والدراسة هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن أسماء عديدة قد سنحت الفرصة اليوم وعبر صحيفتكم لأتقدم لها بجزيل الشكر والاعتراف لها أيضا بالجميل إذ لولاها لما تمكنت من التألق والبروز وأخص بالذكر المختار بوقيلة - المرحوم فتحي شهب وكذلك عثمان الشهايبي لهؤلاء جميعا وغيرهم ممن وقف إلى جانبي اعترف لهم اليوم بالجميل دون نسيان المدرب لطفي الحسومي وسي عثمان جنيح. * رغم كل هذا الكلام الجميل فإن شبيبة القيروان لم تجد منك إلا «الجحود» إذ رفضت في أول فرصة يمكنك من خلالها البروز أكثر فماذا تقول عن هذا الموضوع؟ - لم أكن جحودا كما يعتقد البعض إذ تمكنت من التألق بصفوف الشبيبة بالأصناف الصغرى والتحقت بالفريق الوطني للشبان. لكن تلك أحكام الاحتراف ولكل واحد نظرته للأشياء فقد كان والدي حريصا على مواصلتي لدراستي ولم يكن يرغب في أن أكون على ذمة فريق محدّد لذلك رفضت الإمضاء ولم أرفض المشاركة. * وهذا ما لم يعجب الهيئة المديرة لشبيبة القيروان لتتم معاقبتك أليس كذلك؟ - هذا صحيح ولم أفهم لحد الآن ما معنى أن أعاقب وأحرم من اللعب والمشاركة في أدوار متقدمة من كأس الآمال في ذات الموسم. * ألم تتأثر بذلك الموقف من الهيئة؟ - لا على العكس من ذلك إذ لم يكن موقفي هذا غريبا أو شاذا لأن طموحاتي كانت أكبر من ذلك بكثير وقد كانت ثقتي بامكانياتي أكبر مما يتصوره البعض. * ألهذا الحد كنت واثقا بنفسك رغم صغر سنك؟ - لعلمك وللتأكيد على ما ذكرت فقد كنت وأنا ضمن أصاغر الشبيبة على وشك الانضمام إلى النادي الإفريقي بعد أن قمت رفقة زميلي حمزة السلامي باختبار فني تمّ على إثره قبول زميلي حمزة لأنه مهاجم ومن سوء حظ النادي الإفريقي أن رفضني بدعوى أني مدافع أيسر وليست لهم حاجة بضم مدافع. * لكنك قمت قبلها باختبار فني بالنجم وأنت بصنف الأداني أليس كذلك؟ - هذا صحيح وقد تم قبولي من طرف المدرب لطفي الحسومي إلا أن الهيئة المديرة للنجم رفضت انتدابي نظرا لكوني أمضيت إجازتي لفائدة الشبيبة. * وعدت من جديد لفريق جوهرة الساحل هل هذا يعني أنك متيّم بحب النجم أم بحثا عن فريق عريق يراهن من أجل الحصول على الألقاب؟ - الاثنان معا فقد كنت أطمح للانتماء لفريق كبير يراهن من أجل الحصول على الألقاب تلك هي طموحاتي التي ذكرتها لك إضافة لما وجدته من اللامبالاة من طرف هيئة الشبيبة التي رأت معاقبتي لأكثر من 6 أشهر وهذا ما سهّل انتقالي إلى سوسة لمواصلة دراستي في الباكالوريا وفي نفس الوقت التدرب مع صنف الآمال. * وأمضيت عقدا أوليا ليضمن النجم الساحلي عدم مغادرتك حضيرة النادي. أليس كذلك؟ - من حسن حظي أن وجدت رئيس هيئة في قيمة السيد عثمان جنيح الذي هو إضافة لخطته كرئيس هيئة فهو فني له دراية كبيرة إذ كان مقتنعا بما أمتلكه من فنيات لذلك فقد سعى لضمي لصفوف النادي وقد سلمني في فترة أولى 20 ألف دينار كما أن دور المسؤول سليم الدرويش كبير في إقناع والدي دون أن أنسى ما قام به السيد شكري دولة من أجل انتقالي من شبيبة القيروان إلى النجم الساحلي. * وهل وجدت صعوبات للتأقلم مع الأجواء الجديدة بالنجم؟ - لقد وجدت صعوبة في فرض نفسي ضمن مجموعة تضمّ أسماء كبيرة الشيخاوي، السليتي إلا أن المدرب فوزي البنزرتي كان خبيرا بإقحام العناصر الشابة ضمن المجموعة وهذا ما حصل بعد جولات كما هو الشأن للمهاجم أيمن السلطاني. * تألقك ضمن صفوف النجم جلب إليك الأنظار بسرعة فماذا تقول عن العروض التي تلقيتها كلاعب شاب؟ - بالفعل وهو ما فتح أمامي أبواب الاحتراف خارج حدود الوطن إذ تلقيت عرضا من السد القطري وكذلك عرضا مغريا من فريق تركي جاء أحد مسؤوليه إلى سوسة خصيصا، لكني رفضت هذه العروض لأني أطمح إلى ماهو أفضل وقد كنت رافضا حرق المراحل. * لكنّك وبمجرد تألقك بمسابقة رابطة الأبطال أصبحت ترغب في مغادرة النجم بعد تلقيك عدة عروض. فماذا تقول عن موقف الهيئة المديرة ورفضها لتلك العروض وأعني عرض هرتا برلين؟ - أولا أريد الإشارة إلى أن مسؤولي نادي هرتا برلين كانوا يتابعون نشاطي وأدائي منذ فترة طويلة وهو ما جعلني أحلم بأن أكون في بطولة ألمانيا.. وهو ما أثّر سلبا على أدائي لما تعرّضت له من توتر واضطراب ذهني وهذا ليس بغريب نظرا لصغر سني إلا أن ما جاء من طرف الهيئة المديرة هو الصواب بعينه لأن الرئيس معز إدريس كان «مدافعا صلبا» وضمان حقوق فريقه- ضمان حقوقي كلاعب شاب يمكنه مزيد التألق وإفادة فريقه وارتفاع نسقه كل هذه العوامل جعلتني أمرّ بفترة فراغ صعبة لأتجاوزها بسرعة بعد أن عرفت وأن التريّث ضروري في مثل تلك الحالات. * وانتقلت أخيرا إلى نادي هرتا برلين؟ - وهذا ما تم فعلا إن اختلفت الطرق فالهدف واحد إذ تمكنت من الالتحاق بالبطولة الألمانية بعد أن ضمن كل طرف حقه المادي وما أسعدني في كل ما جرى أن ساهمت في انعاش كاسة فريقي النجم الساحلي بمبلغ معتبر كما هو الشأن لفريقي الأم شبيبة القيروان ورغم كل التنازلات المادية التي قدمتها لفائدة فريقي النجم فإني اليوم مقتنع بذلك في سبيل اختيار مدروس دون تسرّع ولم أندم على ذلك. * وما الذي وجدته مغايرا بفريقك الجديد هرتا برلين؟ - رغم ما بلغته بطولتنا من تطوّر إلا أن الاحتراف لدى الفرق لاألمانية له طابع خاص ويمتاز بالعقلية الاحترافية ونظام الحياة والأسلوب المتطوّر في التعامل مع اللاعب ليعرف ما له وما عليه في بطولة قوية إضافة لما يحظى به اللاعب التونسي هناك من احترام وثقة بعد تجربة عدة أسماء معلول، زبير بية، جوهر المناري، كريم حقي وأسماء أخرى فإني قبلت التحدي لأواصل على نفس المنوال. * هذا يعني أن اللاعب التونسي قد أصبح مطلوبا لدى الفنيين الألمان؟ - بالفعل فقد عبّر لي مدربي «فافر» عن إعجابه بعدة أسماء تونسية وقد أصبح العديد من المدربين يتابعون باستمرار نشاط بطولتنا. * ومَن مِن الأسماء التي أبدى مدربك إعجابه بها؟ - يوسف المساكني، البلبولي، عمار الجمل والدراجي هذه الأسماء تجد المتابعة والاهتمام من طرف مدربي «فافر» وربما الأيام القادمة تؤكد صحة كلامي بالتحاق أحد هذه العناصر بفريق هرتا برلين. * ومن تتمناه إلى جانبك لتجد النجاعة الكاملة في هجوم هرتا برلين؟ - أتمنى تواجد كريم حقي إلى جانبي كذلك الشأن بالنسبة لأسامة الدراجي والذي أراه قادرا على التألق في «البونديسليفا». * كثر الحديث في الفترة الأخيرة عن حقيقة تعاقدك وما يحويه العقد من بنود. فماذا تقول؟ - ليعلم الجميع أني لم أطلع على العقد الممضى بين النجم وهرتا برلين وما جاء به من بنود كل ما أعرفه أني انتقلت في شكل إعارة لمدة 3 سنوات ولا علم لي ببند «وعد البيع» الذي تحدث عنه البعض. المهم بالنسبة لي أني مرتاح اليوم بفريقي هرتا برلين رغم العروض التي وصلتني فإن مدربي يرفض مجرد الحديث في هذا الموضوع... وإن عدت في قادم المواسم بعد انتهاء فترة الإعارة فسأكون سعيدا بعودتي هذه لفريقي النجم الرياضي الساحلي هذا ما عندي من معلومات يمكن أن يعرفها الشارع الرياضي لا غير. غرسل عبد العفو للتعليق على هذا الموضوع: