أدت الفنانة "جوان مورغان" مساء امس الاول روائع فنية "لايديت بياف" و"جاك برال" مستعينة ب3 عازفين واحساس عال جسده حضورها على الركح.. كانت قد اشارت اثناء انطلاق حفلها الى ان قلة عدد المرافقين لها من عازفين لا يعني ضرورة ان التنفيذ الموسيقي. سيخلو من الامتاع والحرفية! اقيم الحفل بفضاء مسبح قبة الهواء بالبلفيدير وامام حضور "جماهيري" محتشم جدا كانت الانطلاقة مع نغم "اوقفوا الموسيقى" الذي لاقى التفاعل التام لتنتشي "النمرة" الفرنسية جوان ولقب اسنده لها الفرنسيون لما تميزت به هذه الفنانة من جودة ورفعة في الاختيارات الغنائية وتواصل اجتياحها للذاكرة حين غنت "لايديت بياف" نغما اخر شهير من زمن الثلاثينات وكان حرصها على ان يردد الحاضرون"لي تروا كلوش بصورة حرفية" معاناة "بياف" ومن خلال ما استعرضته "جوان مورغنا" عبرالسرد، امكن لبعض الذين لم يكشفوا تفاصيل حياة "ايديت بياف" التعرف على محطات مؤلمة من هذه الحياة التي دفعت هذه الفنانة ومنذ سن الطفولة المبكرة الى التنقل والعيش في اكثر من بيت، وكانت في كل مرة تصطدم بواقع يصر على استغلال طفولتها او انوثتها فيما بعد ولم تكن الحياة وردية امام عينيها بل تواصلت الامها حين احبت احد الملاكمين المعروفين، فتوفي في حادث طائرة فاصابتها نوبات الحزن التي تحولت فيما بعد الى انهيارات نفسية وعصبية قادتها الى ادمان المخدرات ومغادرة الحياة في 10 اكتوبر 1963وبين تاريخ مولدها (19 ديسبمبر 1915) وموتها صنعت هذه الفنانة مجدها بانغام لم تغادر الذاكرة الى اليوم ومنها (لا في اون غوز) و(ايمن الامور) وغيرهما.. استعادة "جوان" كان تقديم "جوان مورغان" لهذه المراحل باسلوب مسرحي مؤثر استعانت ببعض عناصر الفرقة المصاحبة لها لتجسيد بعض المواقف او الأصوات المعبرة عن آراء او تصريحات، ودعمت هذه "الخلطة" باحساس مستفيض جعلنا نقارن بين جزاى الحفل اذ بدا واضحاتحيز "جوان" الى "اديت بياف" على حساب ضيف سهرتها الثاني "جاك برال" في الفقرة المخصصة لهذا العملاق الفرنسي البلجيكي ادت "مورغان" اكثر من نغم معروف ولعل ابرزها هو نغم "عندما لا يكون لنا سوى الحب" الذي لاقى استحسان الحاضرين وادته "جوان" بشاعرية اضفت على المسبح طقسا روحيا خاصا كان الحفل ممتعا لولا العزوف - غير المبرر- لعشاق الاغنية الفرنسية الكلاسيكية