تونس الصباح انتظم مساء امس الاول بالمسرح البلدي بالعاصمة حفل فني لفائدة الصندوق الوطني للتضامن، احياه كل من درصاف الحمداني و«داف» و«شارل دومون».. كان ذلك بحضور عدد هام من جمهور دبلوماسي ورسمي اجنبي وتونسي. قدّم للحفل في حدود الساعة السابعة والنصف باللغتين العربية والفرنسية كل من وليد التليلي ودنيا الشاوش. وانطلقت السهرة مع صوت درصاف الحمداني الذي مثل مفاجأة سارة للحضور الذين يجهلون امكانيات هذه الفنانة خاصة حين غنت «لايدت بياف» «لافي أون رُوز». وادت الحمداني بصوت مفعم بالاحساس الصادق اغنيتي «امتى ح تعرف» لاسمهان و«حبي يتبدل يتجدد» للهادي الجويني الى جانب نغم ثالث «ليالي اشبيليا» للجويني كذلك فاجأت من خلاله وتركت احلى الانطباعات، خاصة حين همت بالخروج. فصفق الجمهور بحرارة وطالبها بالبقاء اكثر. «ميشال ابار» بعد 30 سنة ثم صعد «ميشال آبار» الطرف الفرنسي في تنظيم هذا الحفل ليثمن هذه التجربة التي تجمعه بوزارة الثقافة وبعض الاطراف المنظمة للحفلات بتونس على غرار صندوق 26-26 للتضامن وبلدية تونس، التي تساهم في هذا الحفل الخيري وبحضور شخصيات لامعة من المجالين الفني والسياسي في فرنساوتونس. واوضح «ابار» انه، وقبل 30 سنة من تاريخ حفل امس الاول، جاء الى تونس للمرة الاولى ليلتقي حينها الفنان الهادي الجويني... فتكونت صداقة حقيقية بينهما، واصبح «لآبار» منذ ذاك اللقاء علاقات مودة وحب خالص لهذا البلد الذي حمل اليه نجوما من فرنسا على غرار «باتريك برويال» و«اسماعيل» واخرون. وتواصل الحفل بعد ذلك مؤثرا مع الفنان «شارل دومون»، وقد ادى اغان مختلفة يحفظها الجمهور عن ظهر قلب على غرار «ليزامون» «لايديت بياف»، وهو الذي وضع لحنها، ثم غنى «لبياف» ايضا «نون جونو روغرات ريان» (لا، لن اندم على اي شيء) ووجدت هذه الانغام وتواصلت فقرة «شارل دومون» الى حدود الساعة التاسعة الا ربع، ليتغير الايقاع مع «مجنون الركح» ونجم السبعينات «داف» الذي كان منشطا ومغنيا يجيد الموازنة بين هذين الفعلين، حتى انه كان يؤدي احدى اغنياته التي لاقت التفاعل لايقاعها الصاخب، حين قرر الصراخ والسقوط ارضا متظاهرا بمفارقة الحياة، وانتفض فيما بعد والابتسامة لا تغادر ثغره ليواصل اداء اغنيته! وغنى «داف» اغنيات «بار آزار» و«آلو إليزا» و«دونسي مانتونون» وكلها اغان طبعت مسيرة هذا الفنان بطابع التميز، رغم تعليق البعض بأن «داف» هو فنان من الدرجة العاشرة في فرنسا. لكن ما سمعناه وشاهدناه في السهرة كان مفندا لهذا الحكم. فقد احترم هذا الفنان الحضور وقدم افضل ما لديه على الركح. ولم تكن عملية مغادرته للفضاء سهلة وسط هتافات المطالبين بعودته وذلك في حدود الساعة العاشرة ليلا موعد انتهاء الحفل. ملاحظات عامة.. كنا نتمنى لو ان فقرة درصاف الحمداني لم تقتصر على ادائها ل3 أنغام مع مقطع قصير من اغنية «بياف» فلهذه السيدة حضور اسر وصوت يدافع عنها لتحتل مساحة اكبر وتعامل كما يعامل «دومون» و«داف». ونشير في المقابل الى الابعاد الانسانية للسهرة والتي تفاعل معها ضيوف تونس من فرنسا في لفتة لدعم مشاريع صندوق التضامن الوطني 26-26 والدعم هذه المرة من فنانين اجانب امنوا بهذا المشروع.