منوبة الصباح سجلت ظهر السبت الماضي حادثة مؤسفة جدا في حي خالد بن الوليد بمنوبة ذهب ضحيتها عون أمن يبلغ من العمر 45 عاما اذ كان العون بصدد القيام ببعض الأشغال امام محل سكناه ولما استعان بسلم حديدي لامس من سوء حظه سلكا كهربائيا ذا ضغط عال فتلقى صعقة كانت كافية لإنهاء حياته. وقد تكفل أعوان فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بمنوبة باجراء الأبحاث وشيع أهالي الحي بعد عصر الأحد الضحية الى مثواه الأخير. اجتهاد وتفان «كان حظه مع السعادة أن يراها في أبنائه متحديا الظروف الصعبة لكن غول الكهرباء اختطفه وأرداه قتيلا وكان هاجسه تأمين نفقات الأسرة وتوفير ظروف أفضل لها» هكذا بدأت حسناء أرملة الفقيد حديثها معنا معيدة بصوت خافت والدمع يذرف من عينيها خصال الفقيد محمد الهادي العوادي وتضحياته لأجل اسعاد افراد العائلة وشغفه المتواصل بتجميل المسكن وقد بنى جزءا كبيرا منه بنفسه مستغنيا في كثير من الأحيان عن خدمات بناء ومعولا على مجهوده وما يمتلكه من «ذوق» حسن. وتضيف محدثتنا أن زوجها استطاع بعد زواجه بثلاث سنوات وبمساعدة والده أن يقتني قطعة أرض بجهة حي خالد بن الوليد وبالاعتماد على بعض القروض شيد بناية خصص الطابق الأول بها لسكنى العائلة ثم أضاف طابقا ثانيا أراده كهدية لابنه حيان (11 سنة) لكنه توفي دون اتمامه. كيف حصلت الحادثة يوم الواقعة كان الفقيد بالطابق الثاني بصدد اتمام بعض الأشغال التجميلية وعند محاولة تغيير مكان السلم الحديدي صعقه الكهرباء بعد أن لمس السلم الحديدي أسلاك شبكة الضغط العالي المارة على مقربة من منزله. وتقول الزوجة المنكوبة أنها اتفقت مع زوجها على التحول يومها مع أفراد العائلة الى منزل شقيقتها التي تقطن بنفس الحي استجابة لدعوتها بمناسبة شهر رمضان وبعد أن تحدثت معه في الأمر نزلت الى الطابق السفلي لتنشغل بشؤون المنزل بينما بقي هو يقوم بأشغال البناء وبعد مرور ثلاث ساعات تقريبا سمعت صياح ابنها وبصعودها وجدت زوجها ملقى على الأرض وهو يشخر، لحظتها شعرت أن مكروها قد اصابه فأطلقت عقيرتها بالصياح والتحق بها الأجوار وتم اعلام السلط الأمنية ودعوة سيارة الاسعاف لكن الموت لم يمهله. رحل الفقيد وترك أرملة وثلاثة أبناء فتاتين وفتى.