شرعت «الصّباح» منذ عدة أيام في نشر المسابقة التي دعت مؤسسة ليو سافير من أجل رؤية للمتوسط 2020 التابعة لمركز بيريز للسلام أطفال العالم للمشاركة فيها بالتعبير عن آرائهم في السلام من خلال ما يستوحونه من اللوحة الشهيرة للرسام العالمي بابلو بيكاسو «حمامة السلام» التي رسمها سنة 1949. وانخراط «الصّباح» في هذه المبادرة يتأسس على جملة من المبادئ أولها أن السلام لا يصنع مع الأصدقاء بل مع الأعداء، ولأجل بلوغ هذا الهدف لا بد من غرس هذا المفهوم - أي مفهوم السلام - في القلوب قبل إخراجه في اتفاقات مكتوبة ومن ثمة إلى أرض الواقع. ومن هنا جاءت ضرورة إعداد ناشئتنا وشبابنا في العالم العربي لهذا الأفق الذي بات حتميا حيث لم يعد باستطاعة الفلسطينيين تحمل المزيد من العنف والدماء وباتت لدى معظمهم الرغبة أكيدة في العيش بأمان داخل حدود دولة مستقلة لهم، وبالتالي كان من واجبنا مساعدتهم على تحقيق هذا الأمل لا دفعهم باتجاه حرب لم يعودوا يملكون الوسائل لخوضها. إن «الصّباح» - التي دافعت منذ نشأتها سنة 1951 عن قضية التحرير الوطني في تونس وفي المغرب العربي - تبنت دائما القضايا العربية والإسلامية، - وستواصل في هذا المنهج - كما عرفت أيضا بدفاعها بنفس القوة عن قضايا السلام والحوار بين الثقافات وستستمر في ذلك إن شاء اللّه طبقا للقناعات والمبادئ العميقة التي رسخها مؤسسها الأستاذ الحبيب شيخ روحه رحمه اللّه. ولهذا فإن مساهمتها في مسابقة «حمامة السلام» لأطفال العالم تندرج في هذا الإطار، مع العلم أن هذه المسابقة نظمتها مؤسسة إسبانية تحمل اسم الرسام الشهير بابلو بيكاسو بمشاركة اثنتين من كبريات الصحف الفلسطينية (القدس) والاسرائيلية (يديعوت أحرانوت)، إلى جانب كبريات الصحف المصرية (الأهرام) والمغربية والتركية والمالطية ومن عدة دول أخرى.