انقسمت التقلبات بفعل ضغط مضاد غيّر مسارها باتجاه الشمال والشرق قبل بلوغها العاصمة تونس الصباح نظم المعهد الوطني للرصد الجوي أمس زيارة لفائدة ثلة من الصحفيين إلى مقره تم خلالها تفسير التقلبات الأخيرة التي عرفتها البلاد، وذلك بالوقوف على كامل هذه التطورات بالصورة والتحليل، وما سبقها من تكهنات وتحاليل لمسار السحب بدءا من ظهوره على أجزاء من أفريقيا ووصولا إلى تونس. وقد أبرز السيد المنصف الراجحي المدير العام للمعهد في بداية اللقاء كافة البلاغات والاستعدادات التي تم تبليغها إلى السلط العليا والمؤسسات ذات النظر حول كل التطورات المنتظرة. وبين الراجحي أيضا أن التقلبات الحاصلة أخيرا ليست الأولى من نوعها، بل هي من المظاهر التي سبق أن حصلت بنفس الأسلوب في سنوات 1984 و1990، وقبلها، وقد تم الإنتباه إليها في السابق بإمكانيات لم تكن متوفرة وكان يمكن أن نقول عنها أنها كانت متواضعة، لكن الآن وبما يتوفر للمعهد من إمكانيات فنية وطاقات بشرية ووسائل إتصال متعددة الوسائط، وبرمجيات، كفاءات بشرية فان الاستشعار كان مبكرا وفي أوانه باعتبار ما يتوفر في المعهد من إمكانيات. التقلبات الأخيرة، تطوراتها ،، ومسارها داخل القاعتين الفنية وقاعة العمليات بالمعهد تولى جمع من المهندسين الشبان من خلال عشرات الصور والخرائط الحية إبراز كافة التطورات المناخية الحاصلة منذ أكثر من أسبوعين، وظهور السحب والتقلبات، مبرزين في الآن ذاته كافة العوامل التي صاحبتها سواء عبر الرياح والرياح المضادة لها أو الرطوبة، ودرجات الحرارة. كما تولى السيد المنصف الراجحي العودة بنا من خلال هذه الخرائط التي تفسر قدوم التقلبات مبرزا في اللآن ذاته كافة النشرات التي صاحبتها في الوقت المطلوب سواء منها المناخية أو الخاصة بالتقلبات الأمطار، وكذلك الموجهة الى المطارات والموانئ والبحارة وأيضا وسائل الإعلام. وبين في هذا الجانب برنامج الأحوال الجوية في التلفزة الوطنية، ليس دوما محينا، خاصة وأنه يحصل في بعض الأحيان تصويره قبل ساعات من بثه، لكن الأحوال الجوية والتقلبات تتغير احيانا في لحظات والبعض الآخر في ساعات وذلك بفعل العوامل الحاصلة من منطقة إلى أخرى ومن وقت إلى آخر. مسار التقلبات والتغيرات الحاصلة وتوقع المعهد الوطني للرصد الجوي يومي الثلاثاء و الأربعاء الفارطين أن تصل التقلبات المناخية التي تمركزت قبلها بيوم على مناطق الجنوب بداية من مساء الأربعاء إلى المناطق الشمالية للبلاد وتتركز بالأساس على خليج تونس. وبناء على هذا كان المعهد اصدر بيانا بخصوص التطورات المرتقبة، وتولت وسائل الإعلام بناء على هذا البلاغ دعوة المواطنين الى ملازمة الحذر خاصة بالنسبة لمستعملي الطريق على وجه الخصوص. وتمت بناء عليه جملة من الاستعدادات على كافة المستويات، تحسبا لما يمكن أن ينجر عن التقلبات القادمة، وما سينجر عنها من أمطار ستكون محليا غزيرة في العاصمة وضواحيها. لكن وبناء على جملة الصور التي تابعناها على شاشات المعهد بين لنا المهندسون العاملون هناك أنه ومن ألطاف الله أن هذه التقلبات قد أنقسمت إلى نصفين قبل بلوغها خليج تونس، وقد مال بعضها إلى جهة الوطن القبلي، حيث تهاطلت هناك أمطار غزيرة بلغت 80 مم على بعض الجهات وإلى غاية الساعات الأولى من مساء ذلك اليوم، بينما إنقشعت بقية التقلبات لتتركز على مناطق الشمال والشمال الغربي، حيث نزلت أيضا أمطار غزيرة. وهكذا وحسب تفسير المعهد فإن هذه التقلبات قد حادت عن مسارها، وأن سحبها الكثيفة لم تمر بخليج تونس كما كان متوقعا، مما جعل ليلة الاربعاء الفارط تكون هادئة تماما على العاصمة وكامل الخليج، وهو أمر لم يقع التأكد منه على مستوى الأرصاد بالمعهد إلا خلال الساعات الأولى من ليلة أول أمس. وقد بينت مصادر المعهد أن انقسام هذه التقلبات لم يكن منتظرا، حيث كانت التقلبات وسحبها تزحف شمالا باتجاه منتظم، ولم يحدث فيها تغير إلا لدى بلوغها مشارف الوطن القبلي ومناطق من الوسط التونسي. وفي بعد علمي للظاهرة وانقسام كتل السحب الكثيفة التي كانت زاحفة باتجاه الشمال التونسي، بينت مصادرنا أن ضغطا هوائيا شماليا قد أخترق هذه التقلبات الجنوبية، وتسبب في تجزئتها جزءين مما جعلها تنشطر إلى شطرين، بعضها حاد شمالا والبعض الآخر حاد شرقا، وأدى ذلك الإنقسام في النهاية إلى عدم بلوغها العاصمة وخليج تونس بشكل عام. وبينت مصادر المعهد أن هذه الغيوم قد شكلت هلالا محيطا بتونس فوق البحر من الجهة الشمالية، ثم انقسمت ليتجه بعضها إلى إيطاليا والبعض الآخر إلى الجزائر، لتعاود مسارها باتجاه تونس من جديد وتنتج عنها أمطار أول أمس.