تونس الصباح:رغم مرور فصل الشتاء ببرده وأمطاره ودخول فصل الربيع منذ مدة تناهز الشهر تقريبا، مازالت التقلبات المناخية متواصلة، حيث لم تشهد الحرارة ارتفاعا ملحوظا إلا في بعض الأيام القليلة. ولعل ما يخيم على البلاد من سحب خلال هذه الأيام، وتواصل نزول كميات الأمطار محليا على العديد من الجهات، وخاصة منها الشمالية والوسط بات يطرح سؤالا حول أسباب تواصل هذه التقلبات من ناحية وانعكاساتها على القطاع الفلاحي بالسلب أو بالإيجاب من ناحية أخرى ثم وفي جانب آخر هل أن المثل القائل "مطر مارس ذهب خالص" يبقى دوما صحيحا، خاصة وأننا تجاوزنا هذا الشهر منذ أيام، وأن القطاع الفلاحي في مجالات الزراعات الكبرى بدأ يستعد لجمع صابة الأعلاف الخشنة. حول تواصل التقلبات المناخية إلى غاية أفريل سألنا المعهد الوطني للرصد الجوي، وبخصوص انعكاسات هذه التقلبات المناخية على القطاع الفلاحي وكان لنا أيضا تساؤلات طرحناها على البعض من الوسط الفلاحي. الرصد الجوي والتقلبات المناخية أفادتنا مصادر من المعهد الوطني للرصد الجوي أن التقلبات الحاصلة حاليا على تونس، وتواصلها لغاية هذه الأيام من شهر أفريل تعتبر عادية جدا، وهي تعكس التحولات الطبيعية للطقس والمناخ بشكل عام. وبين لنا هذا المصدر أن الأمور المناخية تعتبر عادية وهي على العكس قد عادت الى تحولاتها الطبيعية، حيث أنه في العادة، وفي سالف العشريات الفارطة يقع التعويل في القطاع الفلاحي على أمطار هذه المرحلة بالأساس لنجاح الموسم من خلال تطوراته الطبيعية التي تجري كما تم خلال هذا العام. أما بخصوص مجرى الأيام القادمة وما ينتظر عبرها من تقلبات فقد أفادتنا مصادر المعهد الوطني للرصد الجوي أنه ينتظر أن تنزل كميات من الأمطار خلال هذا الاسبوع، وسوف تكون موزعة على مناطق الشمال، وسوف تتسم أيضا بزوابع رعدية محلية تشمل أيضا الوسط والجنوب التونسي. وينتظر أن يتميز الطقس اليوم بنزول أمطار في عديد الجهات، وذلك نتيجة كثافة السحب المنتظر وصولها خلال الأربع وعشرين ساعة القادمة. وخلال الأسبوع القادم سوف تبقى بعض السحب بادية على جهات عديدة من البلاد، مع حصول تقلص تدريجي فيها، وسوف تشهد حرارة الطقس ارتفاعا تدريجيا مع نهاية الاسبوع القادم. الوسط الفلاحي منشرح لأمطار هذه الأيام .. لكن بعض الفلاحين في الجهات وخاصة منها الشمال أعربوا عن فرحهم الكبير بتواصل التقلبات المناخية، وتواصل نزول زخات الأمطار حد هذه الأيام، واعتبروا ذلك مؤشرا هاما على نجاح صابة الزراعات الكبرى. غير أن البعض منهم أفادنا بأن جانبا من الفلاحين يبدي قلقا بخصوص صابة الأعلاف التي تعتبر على أبواب حصادها. وأعرب هؤلاء على أن الحاجة تبقى ملحة جدا إلى جمع المحاصيل المزروعة من الأعلاف، خاصة وأن هناك جملة من الصعوبات قد حصلت في هذا المجال خلال الأشهر الفارطة وعلى امتداد السنة الماضية، مما يدعو إلى تأمين صابة الأعلاف التي تعتبر هامة لهذه السنة. وبخصوص أنواع العود الأحمر الخاص بأنواع الأشجار المثمرة الربيعية والصيفية فقد أفادتنا مصادر فلاحية أنه ينتظر أن يكون سير الموسم بخصوصها هام، علاوة أيضا على كافة أنواع الغلال الأخرى مثل الدلاع والبطيخ الذي ينتظر أن تكون زراعاته البعلية هامة باعتبار كميات الأمطار الأخيرة. لكن الوسط الفلاحي لم يخف بعض الصعوبات التي يمر بها قطاع الزيتون خاصة في الجنوب والوسط، حيث أن كميات الأمطار المتهاطلة على هذه الجهات قد انحبست منذ مدة.