قرطاج (وات): أكدت السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية ورئيسة منظمة المرأة العربية ان التحولات الديمغرافية على صعيد البلدان العربية في ضوء ما تشير اليه الاحصاءات الوطنية اليوم. من ازدياد عدد المسنين في التركيبة السكانية يستدعي «احداث يوم عربي للمسنين يكون فرصة متجددة لتبادل الخبرات وتنسيق الجهود والتعاون عربيا من اجل واقع افضل للمسنين العرب». وسجلت رئيسة منظمة المرأة العربية في رسالة بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمسنين توجهت بها الى السيدات الاول بالدول العربية الاعضاء في المنظمة وعضوات المجلس الاعلى للمنظمة بارتياح التطور الذي تحقق على الصعيد العربي في مجال رعاية المسنين والاحاطة بهم مشددة على أن هذه التحولات الديمغرافية تستدعي من المهتمين بشريحة المسنين في البلاد العربية اعتماد اساليب جديدة ووضع اطر مبتكرة «تراعي واقع ان المسن اليوم لم يعد عاجزا وانما يتمتع بكامل قدراته الذهنية والفكرية والبدنية مما يؤهله الى الاستمرار في اداء دوره في بناء مجتمعه والمساهمة في مزيد رقيه وازدهاره». وبينت في رسالتها أن تونس اتخذت من الاصلاحات والاجراءات والتشريعات ما ينسجم مع التحولات التي يشهدها المجتمع التونسي ولم تغفل في كل ذلك عن ايلاء عناية خاصة واهتمام رفيع بكل الفئات القابلة للتاثر وفي مقدمتها الاسرة التي حرصت الدولة على تامين اوضاع مختلف اعضائها واجيالها وخاصة المسنين ايمانا منها بان الوسط الاسري يبقى الاطار الامثل لرعاية المسن واحتضانه. واضافت حرم رئيس الجمهورية في نفس المعنى أن تونس عملت على وضع برامج واليات عديدة تمكن كبار السن من حياة صحية نشيطة وتكفل لهم ما يلزم من احاطة ورعاية وحماية وتتيح للمجتمع فرصة الاعتماد على مهاراتهم وخبراتهم ومعارفهم وتجاربهم ليواصلوا مشاركتهم في تنمية بلدهم. وأعربت السيدة ليلى بن علي عن اكبارها لروح المبادرة والتطوع وتقديرها للجهود السخية للناشطين في الحقل الاجتماعي والعمل الجمعياتي على امتداد الساحة العربية في خدمة الصالح العام واسهامهم في تكريس قيم الخير والتضامن من اجل احاطة اشمل بالفئات ذات الحاجيات الخصوصية بما في ذلك رعاية المسنين. ودعت في هذا المضمار ناشطي تنظيمات المجتمع المدني العربية ذات الصلة الى مضاعفة الجهد لمزيد تحسيس الاجيال العربية الصاعدة بمسؤولياتها تجاه المسنين اعترافا بفضلهم والى ان تكون الجمعيات والمنظمات الاهلية والمدنية الى جانب منظمة المراة العربية طرفا وشريكا فاعلا في اليوم العربي للمسنين الذي اقترحت احداثه وذلك من اجل «تدعيم اسس مجتمعات عربية متماسكة ومتضامنة ومتوازنة لكل الاجيال والاعمار». وأكدت رئيسة منظمة المرأة العربية في خاتمة هذه الرسالة ان التضامن الانساني والتعاون الدولي ضروريان لاسناد الجهود الوطنية الرامية الى تجسيم خطة العمل الدولية للشيخوخة بما يحتم على الحكومات ومكونات المجتمع المدني المعنية تعزيز تعاونهاخاصة باتجاه البلدان الاقل حظا التي تحول امكاناتها المادية وظروفها الاقتصادية دون تحقيق هذا الهدف وذلك من أجل بناء «عالم لكل الاعمار والاجيال».