هادية جويرة من الأصوات التونسية المميّزة انطلقت بخطى وئيدة ولكنها ثابتة، حاولت أن تفرض نفسها في الساحة الفنية التونسية ولكنها غابت فجأة وتركت العديد من الاستفهامات، حاولت من خارج تونس أن تقدم إنتاجا متنوعا ونجحت في ذلك. ولكن بقيت دائما غائبة عن المهرجانات رغم أن الجمهور يقدّر فنّها عن كل هذه المقوّمات كان لنا لقاء مع الفنانة هادية جويرة. * السؤال الأول الذي يتبادر إلى الأذهان لماذا هذا الغياب عن الساحة الفنية؟ - بالعكس أنا لم أغب ربما تقلّص حضوري في تونس لكن صوتي بقي حاضرا عربيا وعالميا، إذ لي إنتاج غزير خارج تونس -ألبومان عربيّان وخمسة فيديو كليب- إضافة إلى 22 أغنية موزّعة في أرجاء عديدة من العالم. * لو تتذكّرين انطلاقتك العربية؟ - بدأت المسيرة من الكويت، تعرّفت على صباح الناصر الصباح ودعاني لأنضم إلى شركته وكانت زاخرة بالأسماء على غرار أحمد سعد من مصر وللاّ المغربية. * ولكنها انطلاقة محتشمة إذ لم يندرج اسمك مع شركة كبيرة وهذا طموح كل الفنانات المهاجرات؟ - لم أتوجّه إلى الشركات الكبرى لأنني لم أتلق أي اقتراح أو عرض في هذا السياق ولم يكن لي بديل آخر. * هادية ليس لك أي إنتاج خاص رغم مسيرتك الطويلة؟ - ما ينقصني الجانب المادي إذ ليست لي امكانيات مادية تمكّنني من إنتاج أعمال خاصة بي، تكلفة الأغاني كبيرة جدا ولا يستطيع الفنان بمفرده أن يواجهها. * لماذا لم تكن انطلاقتك الكبيرة من تونس؟ - تعوزنا خبرة صناعة الفنان وهذا يعود بالأساس إلى عقليّة لا تؤمن بالفنان التونسي الذي يستطيع أن يتميّز إن توفّرت له الامكانيات لذلك. * لماذا لا نراك في المنوعات التلفزية هل نتحدث عن علاقتك بالمنشطين؟ - يربطني بالجميع الاحترام والتقدير، ولعلّ عدم استقراري في تونس هو الذي يجعلهم لا يوّجهون إليّ الدعوة لكن كلما سنحت الفرصة واتصلت بهم أجد نفسي مبجّلة بينهم. * هناك العديد من الأسماء بدأت بعدها هادية جويرة وتقدمت عليها عدّة أشواط ماهو السر في ذلك؟ - أسرار عديدة وراء ذلك، أريد أن أتحدّث بصراحة، الفن اليوم لم يعد صوتا جميلا وإطرابا ومقدرة على الغناء بل مادة وعلاقات، الصوت وحده لا يكفي وكم من أصوات جميلة تجدها مغبونة وأخرى لا تجيد شيئا من الغناء ولكنها بارزة وتقبل عليها المهرجانات ويقع التعاقد معها وهي لا تفقه شيئا من الغناء. * يقول البعض إن هادية جويرة مشطّة في طلباتها المادية ألا يعدّ هذا سببا في عدم حضورك في المهرجانات؟ - هذه الحجّة مردودة على أصحابها، كاشي هادية جويرة لا يتجاوز عشرة آلاف دينار، تصاحبني فرقة قوامها عشرون عازفا ولي من الإنتاج الخاص ما يؤثّث سهرة كاملة ولكنني أجد نفسي خارج الاعتبار. * هذا يجرّنا للحديث عن الساحة الفنية في تونس ما رأيك فيها؟ - هي تقوم على نقطة استفهام كبرى بعض الأسماء مسيطرة بمفردها أسماء تعرف بأغاني غيرها. * ولكنّك أيضا غنيّت أغاني الآخرين؟ - مرّة واحدة شدوت لياسمين الخيّام وقد استأذنتها قبل أداء الأغنية، دعني أقول لك أنني -مظلومة برشة- وإن سألتم الله فأسألوه البخت. * أنت ابنة صفاقس ولكنك غائبة أيضا هناك؟ - بل مغيّبة، الجمهور يحبّني ويطلبني وكنت مبرمجة في سيدي منصور ولكن وقع الاتصال بي وقالوا لي ملفّك مرفوض، من يقيّم الفنانين؟ ممعن في الأخطاء ولا علاقة له بالفن. * ألا تحتاج هادية جويرة إلى مدير أعمال ينظّم حضورها ويسعى إلى إيجاد عروض لها؟ - لا أؤمن بمدير أعمال، جرّبت مرة هذه الوصفة فوجدتها سلبيّة مدير الأعمال -يعاون- يساعد ولكنني لم أجد ذلك فأعرضت عن هذا الاختيار. * بماذا نختم هذا اللقاء؟ - بلادك، بلادك، أولى بيك ولكن...؟؟ حاورها: نبيل الباسطي للتعليق على هذا الموضوع: