السماسرة أرادوا اقتسام عائدات صفقة انضمامي للشعب الإماراتي الإفريقي دفع مئات الملايين من أجل مهاجمين فاشلين مستقبل الترجي الجرجيسي أفضل من حاضره رافقت خروج لسعد الورتاني من النادي الإفريقي ضجّة كبيرة حيث اختلفت التأويلات والتفسيرات وتبادل أحد المسؤولين مع اللاعب الاتهامات، كما تضامن عديد اللاعبين الموجودين حاليا بالحديقة «أ» مع الورتاني ولم ينتظروا أن يعامل ببرود كبير... ولتوضيح عديد المسائل قدم لسعد الورتاني ل«الأسبوعي» حوارا فسّر فيه خلفيات مغادرته للحديقة «أ» بعد خمس سنوات من العطاء وتحدّث عن أجوائه وعن كل ما يحدث فيه اليوم ووضع حقيقة العروض التي وصلته من فرق تونسية وفشل عرض الشعب الإماراتي كما لم يفته الحديث عن فريقه الحالي الترجي الجرجيسي في حديث مطوّل كشف فيه الجزئيات. * اختيارك ترجي جرجيس هل كان اضطراريا؟ -... بالعكس إنه اختيار مركّز فقد وجدت مع رئيس النادي علي بعبورة أرضية للتفاهم وكان متمسكا بي واكتشفت فيه رجلا محبا لناديه ويريد خدمته على عكس عدّة رؤساء آخرين فهو لا يرأس ترجي جرجيس من أجل الشهرة أو مصلحة شخصية مثلما يحدث في فرق أخرى بل هو يصرف الكثير خدمة للكرة وتحديدا لترجي الجنوب لا أقول هذا الكلام رميا للورود والدّليل أنه انتدب عديد العناصر البارزة وسخّر عديد الامكانيات لتوفير الأرضية الملائمة لنجاح النادي. * الامكانيات التي تتحدث عنها لا تقابلها نتائج الفريق ولا وضعه في الترتيب..؟ - الفريق كان يحتاج لبعض الوقت حتى تندمج العناصر الجديدة صلب المجموعة وتتأهل عناصر أخرى للعب وأعتقد أن الترجي الجرجيسي سيظهر بوجه مغاير ابتداء من الجولة المقبلة وسنستعيد التوازن لأن ماهو متوافر يفرض على اللاعبين والإطار الفني مزيد المثابرة والعمل ليتحسّن الوضع، إنها مسألة وقت لا غير... * لماذا فشلت اتصالاتك مع النجم والنادي الصفاقسي والملعب التونسي وهل سعى البعض لتعطيلك؟ - لا فائدة من العودة إلى ما حدث لكن ما أؤكده أن النجم اتصل بي قبل أشهر من نهاية الموسم الماضي وكان مسؤولو الإفريقي على علم بذلك ثم لم يجدّدوا الاتصال بي ولا أعرف لماذا وأما النادي الصفاقسي فقد حصلت عديد الاتصالات وتفاوضنا في عديد المسائل لكن يبدو أن عدم خروج بعض العناصر التي كان يفترض أنها ستحترف قد عطّل الصفقة إذ لا ننسى أن «السي.آس.آس» يضمّ عديد اللاعبين في وسط الميدان. الاتصالات مع الملعب التونسي كانت جدية حيث قدّم لي المسؤولون اقتراحات وقدّمت طلباتي ولم يتمّ الاتفاق لأسباب مالية حيث لم يقبلوا بمقترحاتي... * حتى صفقة الشعب الإماراتي فشلت في آخر لحظة، وهل كان فريد بن بلقاسم (مدرب الشعب) وراء ذلك؟ - عرض الشعب الإماراتي لغز محيّر فبعد الاتفاق على كل التفاصيل حيث تفاوضت مباشرة مع المسؤولين وسهّل العملية المدرب فريد بن بلقاسم وكنت على وشك الالتحاق بالفريق لكن وفي وقت وجيز انقلبت كل المعطيات حيث دخل السماسرة في الصفقة وأصبح كل واحد منهم يقدّم نفسه على أنه وكيل أعمالي ويطلب من مسؤولي الفريق أن يعود إليه في المناقشات معي... كما أن سماسرة آخرون اتصلوا بي على أساس أنهم مفوّضون عن طريق الشعب الإماراتي حتى اختلطت الأمور وعندما وجدت أني لن أجني شيئا من هذا العرض خيّرت البقاء في تونس. * هل تقصد أن العرض كان متواضعا ماليا؟ - لو كنت سأحصل على ما اتّفقنا عليه بمفردي لقبلت اللعب مع الشعب الإماراتي لكن عندما أجد نفسي مطالبا باقتسامه مع آخرين لن أقبل بالغربة من أجل مبلغ يمكنني الحصول عليه في تونس. * غادرت الإفريقي مستاء من الطريقة التي عوملت بها نهاية الموسم، فهل كنت مستهدفا من بعض الأطراف؟ - قضّيت خمس سنوات في الإفريقي أعطيت فيها الكثير وكنت قائد الفريق ودافعت عن زملائي، كما نجحت معه رغم أن البعض كان رافضا لوجودي ولم يتوقف عن ترويج الشائعات ليؤزم علاقتي بباقي المسؤولين والجماهير ويقنعهم بضرورة إبعادي، وأعني بذلك أحد المسؤولين الذي كان يرفض دفاعي عن زملائي وتضامني معهم حتى يتصرّف كما يحلو له... مواقفي الجريئة وقول كلمة الحق جلبت لي المشاكل مع البعض لكنني لم أندم ما دمت صادقا مع نفسي وتجاه بقية زملائي رغم تآمر البعض عليّ لإبعادي عن الإفريقي من جهة أخرى أؤمن بالمكتوب وكان لا بد أن أرحل يوما من النادي الإفريقي لكن كنت أستحق على الأقل أن أعامل بطريقة أكثر تحضّرا احتراما للعشرة ولمسيرتي مع هذا الفريق الذي لعبت معه وأنا مصاب وضحّيت بعديد الأشياء، وقبلت أن أتقاضى أجرتي بعد فوات الآجال... * المدرب عبد الحق بن شيخة أسرّ إلى أحد أصدقائه أنك طلبت منه قبل نهاية الموسم إعلام المسؤولين بتمسّكك بالرحيل، فهل تملك حجّة تفنّد ذلك؟ - وما دخل عبد الحق بن شيخة في بقاء اللاعبين من عدمه، هل هو من يتفاوض معهم أم المسؤول؟ هو مدرب وتقع استشارته حول بعض العناصر واحتياجات الفريق أما باقي المسائل فهي من اختصاص المسؤولين وشخصيا لم يتّصل بي أي مسؤول في الإفريقي أو عرض عليّ تجديد العقد وأتحدّى أيا كان يقول عكس هذا... * هل تعني أن المسؤولين ينتدبون اللاعبين وليس المدرب؟ - ما أعرفه أن للإفريقي لجنة فنيّة تعنى بالانتدابات وتقوم بالتنسيق مع المدرب بضبط حاجيات الفريق والنقائص؟ أما على مستوى التطبيق فالوضع يختلف تماما وقد أكّد لي أحد أعضاء اللجنة الفنية أن عديد الانتدابات تمّت دون علمه ولم تقع استشارة المدرب. * كيف تفسّر تعويض الإفريقي لك بلاعب يكبرك سنا (أنيس بوجلبان) ألا ترى أنهم يريدون التخلّص منك بأية طريقة؟ - أنا لاعب محترف لديّ حقوق وواجبات ولا أعتقد أنه لديّ علاقات عدائية مع المسؤولين أو محيط النادي حتى يفكّروا في التخلّص منّي، انتهى المكتوب وكفى... بالإضافة إلى ذلك لا أحد يشكّك في امكانيات بوجلبان ولا أيضا في خبرته لكن علينا الإقرار بأن الوضع في فريقي السابق قد انقلب رأسا على عقب خاصة مع المدرب الجديد فهو لا يعرف المجموعة لكن «أولاد الحلال» قاموا باللازم وزوّدوه بأفكار خاطئة عن بعض العناصر حتى أصبح مذبذبا في عديد القرارات والاختيارات إذ كيف يجلس السلامي والمويهبي على بنك الاحتياطيين والحال أنهما القوّة الضاربة للفريق؟ وهل يعقل أن يتصرّف المدرب بتلك الطريقة مع وسام يحي؟ تخيّلت كل شيء إلا أن يرمي بوسام يحي على البنك والحال أن وجوده ضروري فوق الميدان؟ لقد أفرغوا الفريق من نجومه حتى أصبحت عدة فرق طامعة في هزم الإفريقي كما أن جميعنا يعرف أن وسام يحي يبدأ دائما موسمه بنسق بطيء ثم يتحوّل إلى منقذ الفريق وهدافه فلما يحاول البعض تهميشه؟ * لست وحدك من ظلمه الإفريقي... فهل تراه أذنب في حق من رحلوا عنه؟ - باستثناء درامان تراوري لم ينتدب الإفريقي مهاجما أجنبيا قدّم الإضافة خلال الأعوام الأخيرة رغم أنه صرف من أجلهم الكثير وآخر هؤلاء «أوتوروغو» انتدبوه بمئات الملايين وصبروا عليه سبع مقابلات ليسجّل هدفه الأول وهذا الموسم صام عن التهديف بل إنه غير جاهز للعب في مقابل كل ذلك لم يعط الأفارقة لأبنائه وخاصة ماهر عامر الذي منحه بن شيخة في الموسم الماضي ثلاث دقائق لعب، حكم فيها عليه بالفشل فضلا عن برهان غنام وصابر بن رجب. * وماذا تريد أن تقول أيضا؟ - أؤكد لأحباء ترجي جرجيس أن فريقهم سيكون بأفضل حال خلال الجولات مع اندماج العناصر الجديدة في أجواء الفريق وتحقيق التكامل بين اللاعبين كما أعلمهم أن جميع الأطراف ساعية إلى تكوين فريق عتيد قادر على البقاء وتحقيق نتائج طيّبة تتماشى وعراقة النادي وفي حجم طموحات أحبائه. حاوره: أسامة بن علي للتعليق على هذا الموضوع: