في اطار السينما الحديثة ومسابقة افلام من الامارات والاحتفالات والسينما العالمية ومحور «ما هذا الذي نرتكبه في حق عالمنا» الذي تندرج في اطاره افلام على غرار «شاطئ الحرباوات» و«هدية الباشاماما» و«كوكب البلاستيك» و«شركة الطعام المتحدة» وتهدد جميعها الى الاقتراب من البيئة العالمية وتسليط ضوء «سينمائي» على المخاطر التي تتعرض لها لاتحاذ الاجراءات الضرورية لحماية كوكب الارض. في اطار مسابقة الامارات للأفلام تم عرض 5 افلام قصيرة بعناوين متباينة بين التصريح والتلميح وبين الوضوح والثورية وكانت «عبور» و«أحزان صغيرة» و«مفتاح» و«جفاء مؤقت» و«مساء الجنة» معبرة عن اختلاجات مختلفة برؤى مستقلة وبخبرة 9 سنوات ماضية من عمر هذه المسابقة المعروفة في الامارات وقد أثنى النقاد المتابعون لهذه التجربة على المجهود المبذول من قبل هؤلاء المخرجين الشبان للارتقاء بالسينما المحلية التي انطلقت في رسم ملامحها الخاصة رغم حداثة عهدها بالنشأة.. وقد حصلت المخرجة السعودية هيفا المنصور على جائزة هذه التظاهرة علما وانها عرضت البعض من اعمالها في دورة سابقة لايام قرطاج السينمائية. هيليو بوليس وقتل الأمل.. وفي اطار مسابقة الفيلم الروائي عرض بقاء قصر الامارات مساء أمس الأول فيلم «هيليوبوليس» للمخرج أحمد العبد الله وشارك في التمثيل فيه كل من خالد أبو النجا وهاني عادل وحنان مطاوع ويسرا اللوزي. وقد قدمت الفنانة سمية الجويني في هذا العمل دورا ثانويا لفتاة مسيحية عابثة. يطرح العمل بايقاع بطيء متعمد بعض مشاكل الشباب المصري المتعلقة اساسا بايجاد سكن وتوفير المال لاقتناء مكونات هذا المنزل من اجهزة «كهرومنزلية» ضرورية. ويتحرك الباحث (البطل) خالد أبو النجا بين المنازل القديمة في مدينة مصر الجديدة (هيليوبوليس) لينجز بحثا عن الأقليات العرقية في مصر ليلتقي سيدة مصرية يهودية تطلب منه بلطف بعد أن يتحدث اليها بألا يذكر انها من ديانة يهودية للناس الذين يلتقيهم. وينتهي بحث هذا الشاب المصوّر بالتقاء الشرطي الذي يأمره بالامتناع عن التصوير والعودة من حيث أتى. كما يتعرض هذا العمل لمشاغل بعض الشباب الحالم بالهجرة لانه لا يجد فرص العمل في بلده. وتقدم حنان مطاوع هذا الدور لفتاة مسيحية تعمل في نزل متواضع وتراسل اهلها مدعية انها في باريس وان عملها يدر عليها مالا كثيرا فيما تبيع في الاصل جسدها بمقابل مادي ترسله لهم! وتظهر سمية الجويني في دور صديقة حنان مطاوع التي لا تختلف عنها من حيث السلوك. حداثة التصوير الفيلم يؤسس لطريقة تصوير حديثة في السينما المصرية، اكد البعض من النقاد المصريين انها لا تجد الترحيب الكبير في مصر، لغرابة ايقاعها وارتكازها على مشاهد مبهمة في بعض الاحيان. وقد عرض كذلك في اطار «الاحتفاليات» فيلم «الرسول» للمخرج «أرويتن موفرمان» والذي أدان بشكل سينمائي واضح الحرب الامريكية على العراق وناهض فعل التقتيل والعنف مبرزا ما يسببه من آثار نفسية أليمة وعميقة. و«الرسول» من انتاج سنة ,2009 يصوّر بأسلوب سينمائي بعيد عن الخطابات السياسية ومآزقها الحياة العبثية المتدهورة للجنود الامريكيين المتواجدين في العراق. وقد قدم الفيلم 6 مشاهد مؤثرة ل6 عائلات امريكية لحظة تلقيها لمقتل ابنائها المتورطين في تلك الحرب. وفي اطار عروض السينما العالمية عرض كذلك الفيلم الوثائقي «فالنتينو الامبراطور الاخير» للمخرج «مات تيرنور» واستعرض فيه صاحبه جوانب من حياة المصمم العالمي الشهير «فالنتينو غرافاني» وصديقه المقرب «جيان كارلو جاماتي» ومراحل اطلاق شهرة «فالنتينو» وتربعه على عرش الموضة في العالم. بدا المخرج عبر استعراض مختلف مراحل حياة المصمم منحازا الى النقاط الايجابية التي تميز حياة «فالنتينو» ولم يبحث عن اسئلة محيرة متعلقة بهذه الحياة، كالسؤال عن سبب امتناع المصمم العالمي عن الزواج طيلة حياته، حتى أننا لم نفهم «طبيعة» علاقته بالمرأة.. سوى من خلال ما ينجزه لها من تصاميم رائعة.