تونس - الصباح ألقى السيد سمير العبيدي وزير الشباب والرياضة والتربية البدنية مساء أمس محاضرة تمحورت حول «الشباب والمشاركة في الشأن العام» وذلك بمقرّ لجنة الحملة الانتخابية للرئيس زين العابدين بن علي. وحضر هذا اللقاء كلّ من السادة الصادق شعبان وكمال مرجان وعبد الرحيم الزواري إضافة إلى ثلّة من الكوادر والشخصيات الوطنية التجمعية وعدد من الشباب والطلبة. وأكّد السيد سمير العبيدي في كلمته على أهمية موضوع مشاركة: الشباب في الشأن العام لما يكتسيه من بعد وطني وإقليمي ودولي وشدّد على القيمة التي يحظى بها الشباب في فكر الرئيس بن علي ثقة فيه ومراهنة عليه. وتساءل الوزير عن ماهية المشاركة ومعانيها ورفض اختصار مشاركة الشباب في الشأن العام في أبعادها السياسية أو الحزبية واعتبرها مقاربة تجانب الصّواب، في المقابل أعتبر أي صبغة للمشاركة رياضية كانت أو تطوعية، تعطي معنى لمشاركة هذه الفئة. وفي بعدها القانوني استعرض سمير العبيدي ضمان حق المشاركة الذي تضمنه الدستور التونسي في فصله الثامن والميثاق الوطني للشباب والاعلان العالمي لحقوق الإنسان. وأفاد الوزير بأن الرئيس بن علي ومنذ التحوّل أعطى أهمية خاصة للشباب حيث تتالت الاستشارات الشبابية وانتهت سنة 2008 بإمضاء ميثاق وطني للشباب، وتضمنت كل هذه الوثائق المرجعية بنودا اهتمت بمشاركة الشباب في الشأن العام. وعلى مستوى القرارات، تم التخفيض في سنّ الترشح لمجلس النواب من 29 سنة إلى 23 سنة، وضمت اللجنة المركزية للتجمع الدستوري الديمقراطي 60 عضوا شابا نصفهم إناث، كما دعمت كل مكونات المجتمع المدني الشبابية (الجمعيات والمنظمات..). مشاركة هامة للشباب في الشأن العام وفي عرضه لأهم المؤشرات الدالة على أهمية هذا الموضوع في تونس أفاد سمير العبيدي أنّ الاستشارة الوطنية للشباب في سنة 2005 ضمت نقاطا بينت أن 17% من الشباب التونسي منخرط في المجتمع المدني و62% أكّدوا على اقتناعهم بأهمية المشاركة في الشأن العام وهو مؤشّر قريب من النتائج الأوروبية فالأبحاث تؤكّد أنّ مشاركة الشباب الأوروبي تتراوح بين 18 و20% في حين أنّ الدول النامية تشهد أرقاما متدنية في هذا الشأن بين 8 و9% وأفاد أيضا بأنّ الدراسات تؤكّد أن 85% من الشباب في أوروبا لا يهتم بالسياسة و78% منهم لا يتحدّثون فيها. التحدّيات اعتبر السيد سمير العبيدي أنّ الخمس سنوات المقبلة ستشهد تحولات عميقة على كل المستويات وقال إنّ تحديات اقتصادية واجتماعية وتربوية ستؤثّر في مستوى مشاركة الشباب في الشأن العام». ومن أبرز هذه التحديات الثورة الرقمية وتطور الفضائيات: وهي مسببة لمخاطر السلوك المخل بالأخلاق ومزالق التطرّف وتحدّيات أخرى تتعلق بقدرة مكونات المجتمع المدني الشبابي على التأقلم مع المتغيّرات والطموحات الشبابية ومواكبتها. ووصف الوزير التحدّيات الرقمية ب«التحدّي الأكبر»، فالإنسانية تشهد ثورة رقمية غير مسبوقة ويتموقع الشباب في قلب هذه الثورة وجوهرها. وأوضح الوزير هذه النقطة بالتطرّق لمثال الشبكات الاجتماعية على الأنترنات، ففي فرنسا 96% ممن تتراوح أعمارهم بين 10 و17 سنة يبحرون على الأنترنات يوميا وفي أوروبا يقضي الشباب 1500 ساعة أمام شاشة الحاسوب مقابل 80 ساعة للنقاش مع العائلة. وهناك أكثر من 300 مليون مشترك في "Facebook" وهي ظاهرة كونية، أما ظاهرة المدونات فيملك ما يقارب 40% من الشباب الفرنسي مدونة شخصية و50 مليون شاب أمريكي كون مدونته الخاصة على الشبكة. وأكد الوزير أن هذه التحولات لا نشعر بها لأنها غير ملموسة وليست بالمادية، واستشهد «بقمة تحالف الحركات الشبابية» الذي انتهى مساء أمس بمكسيكو والذي يهدف إلى التغيير في العالم من خلال التكنولوجيات الاتصالية الحديثة وباستعمال الفيديو في الحركات الشبابية الاجتماعية، وهو ممول من قبل أطراف حكومية إضافة إلى Google وFacebook... ويشارك في هذه الشبكة الأكثر انتشارًا Facebook اليوم 824 ألف شاب تونسي، 97% منهم تتراوح أعمارهم بين 18 و34 سنة. وقال الوزير إن الرئيس بن علي ووعيًا منه بهذه التحولات الكبيرة، وفر مؤخرا 6 حافلات كلفة الواحدة 180 مليونًا مجهزة بالأنترنات للشباب في المناطق النائية. الشباب في البرنامج الانتخابي لبن علي وقد احتل الشباب حيزًا هامًا في البرنامج الانتخابي للرئيس بن علي للخماسية القادمة، فقد أقرّ بعث برلمان شبابي، وهو مؤسسة استشارية تساهم في تجسيم مقومات المواطنة لدى الشباب. وألح على تكريس الحوار الدائم مع الشباب على المستويين الوطني والجهوي للإصغاء إلى شواغله ورصد اهتماماته واستجلاء تطلعاته. وتضمن البند التاسع (9) من برنامج الرئيس بن علي الانتخابي، اعتماد ما تنتجه الشبكات الاجتماعية على الأنترنات لتطوير قنوات التواصل مع التونسيين بالخارج «وهو نقطة فريدة في البرامج الانتخابية العالمية». كما قدم منحة ب10 آلاف دينار لكل جمعية تنتج موقع واب تشاركي (2.0) يتضمن محتويات متصلة بالثقافة التونسية والتراث الوطني ومختلف اهتمامات بلادنا. وتضمن البرنامج أيضًا دعم الشراكة بين المؤسسات الشبابية والمؤسسات التربوية والثقافية والرياضية، إضافة إلى إطار تشريعي جديد ينظم العمل التطوعي.