تونس - الصّباح: كان منذ ايام قليلة بامارة أبوظبي رئيسا للجنة تحكيم الافلام الوثائقية بمهرجان الشرق الاوسط السينمائي، وقد اشاد بمستوى الافلام الوثائقية المقدمة في المهرجان والتي كان «زرزيس» المتوج للتونسي محمد الزرن واحدا منها. هو المنتج والمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي. التقته «الصباح» فحاورته. * ترأست لجنة تحكيم الافلام الوثائقية بمهرجان ابوظبي السينمائي فهل تعتبر هذا الحضور مضيفا لمسيرة السينمائي عموما؟ ارى انها مضيفة في جانب منها ولكن لا انكر ان مشروعي السينمائي الاساسي هو مشروع تأسيس. فأنا أعشق انجاز الافلام ولا اتحمس كثيرا لفكرة المشاركة في لجان التحكيم. كنت في الجزائر ودبي، واغراني في هذه المهمة النقاش الذي يحدث بين المختصين حول الافلام المشاركة. هذه النقاشات بما تتضمنه من اراء وافكار ومعلومات تسعدني وتحقق لي الاضافة التي ابحث عنها. * هل صحيح انك ستعود قريبا بفيلم روائي طويل؟ فعلا ويكون هذا العمل الذي ننتجه بالتعاون بين فلسطينوتونس جاهزا للعرض في منتصف السنة القادمة، ولا يحيد موضوعه عن المواضيع الفائتة التي خضت فيها والمتعلقة بالقضية الفلسطينية وبواقع المواطن الفلسطيني تحت وطأة الاحتلال المستمر.. * امازلت تعتقد كما صرحت سابقا بأن المواطن العربي يبقى جاهلا لتفاصيل المعاناة اليومية للفلسطيني على ارضه؟ طبعا.. وأصر على هذا الموقف، فالمأساة اكبر من الصور المنقولة، وقد يكون التعاطف مع القضية جيدا ولكنه لا يخدم القضية، وها ان 60 سنة مرت وفلسطين محتلة والتعاطف الشعبي مع القضية متنام ولكن المأساة تزداد حدة وعمقا. * هل يجب ان تتغير المضامين السينمائية الراهنة وتواكب ما وصلت اليه القضية الفلسطينية من تأزم كما ذكرت؟ نحن مطالبون بفضح الممارسات الافظع التي يرتبكها المحتل وتتغافل عن ذكرها او وصفها وسائل الاعلام عمدا. * كيف تفاعلت مع الطرح الذي جاء في فيلم «الزمن الباقي» المتناول للقضية الفلسطينية من منطلق ايليا سليمان؟ تختلف الرؤى السينمائية باختلاف المدارس والمذاهب الفكرية التي ينتمي اليها المخرجون، فالذين عاشوا خارج فلسطين لهم رؤيتهم وطريقة عملهم حسب المدرسة التي ينتمون اليها. ولايليا سليمان اسلوبه الخاص وفي نظري «كلوّ بيخدم القضية الفلسطينية». * هل يتدخل الخيال لدى المخرج السينمائي ليخفف من حدة الواقع؟ هذا ضروري حتى وان لم يكن الواقع حادا فالسينما هي مزيج بين الواقع والخيال، وللمخرج كل الحرية في اختيار الطريقة التي سيطرح بها افكاره. وعادة ما يكون الخيال موظفا في هذه المرحلة بالذات. * كيف وجدت قيمة الافلام الوثائقية التي شاهدتها في المهرجان بصفتك رئيس لجنة التحكيم؟ لقد فاجأني المستوى الجيد لهذه الافلام واقول ان 10 من جملة 14 فيلما كانت تستحق التتويج. اسعدني التتويج الذي ناله فيلم «زرزيس» لمحمد الزرن فالفيلم «مخدوم» بطريقة جيدة. * رشيد مشهراوي صديق تونس على الدوام فمتى تكون متواجدا بيننا؟ فيلمي الروائي الجديد هو انتاج مشترك بين تونسوفلسطين، لذلك ستجدينني في بلدكم بصورة تكاد تكون يومية.. (يضحك).. وانطلاقا من يوم 18 اكتوبر احل بينكم لاستكمال سيناريو هذا الفيلم وللاتفاق حول افلام اخرى انتجها في بلدكم. والحقيقة ان توزيع فيلم «عيد ميلاد ليلى» في نصف العالم تقريبا قد شجعني لاعيد التجربة في الانتاج المشترك بين تونسوفلسطين.