كما كان منتظرا ومنطقيا حقق سيادة الرئيس زين العابدين بن علي أول أمس الأحد 25 أكتوبر 2009، فوزا باهرا في الانتخابات الرئاسية، وحققت قائمات التجمع الدستوري الديمقراطي انتصارا رائعا في الانتخابات التشريعية في مختلف الدوائر الانتخابية. لقد أكد التونسيون بهذا التصويت الجماهيري الواسع لأبن تونس البار ولحزبه الرائد، أنهم قد صوّتوا للوطن ولمستقبله الواعد. فالرئيس زين العابدين بن علي كان على الدّوام مضحيا من أجل وطنه، ملتزما بلا حدود بالحفاظ على استقلاله وعزّته، عازما بكل إصرار وثبات على الخطو به إلى الأمام بدون تردد أو فتور، مقدما بذلك أروع الأمثال في الوطنية والإيثار ونكران الذات. فالكل يذكر أنه يوم تحوّل السابع من نوفمبر 1987، حين هبّت الجماهير بتلقائية، منادية بحياته، دعاها كي تنادي بحياة تونس، مكرّسا بذلك روح بيانه التاريخي الرائد الذي أعلنه فجر ذلك اليوم الخالد، والذي جاء ليختزل مشروعا حضاريا شاملا يصهر كل الأبعاد في الصورة المشرقة للوطن. ولا أحد ينكر أن سيادته لم يدخّر جهدا طوال سنوات التغيير المبارك من أجل تعزيز سيادة تونس ومناعتها، وصون استقلالها وضمان حرية قرارها وفرض احترامها، وهيبتها، وأنه لم يفتأ يعمل لتوفير مقوّمات الرفاه والعزة والكرامة لشعبها، والوصول بها في كنف الهدوء والمثابرة إلى مصاف الدول الصاعدة استعدادا للبلوغ بها في السنوات الخمس القادمة بمشيئة اللّه تعالى مراتب الدول المتقدّمة، فكانت بذلك عن جدارة واستحقاق مثالا يحتذى في تجربتها التنموية المتفردة، ومرجعا يستدل به في المحافل الاقليمية والدولية، وهو ما تترجمه مختلف التصنيفات المشرّفة التي تمنحها لها المؤسسات الدولية والمنتديات العالمية في مجالات الحكم الرشيد والاستقرار السياسي، والشفافية في المعاملات والقدرة التنافسية وجودة الحياة وغيرها من المؤشرات التي تبرز صواب رؤية القيادة وحكمتها وريادتها في التسيير والتدبير، وتشبعها بالروح الوطنية حتى النخاع. ان هذه البيعة الشعبية العارمة للرئيس زين العابدين بن علي، فضلا عن أنها تعبير متجدد من التونسيين في الداخل والخارج عن عرفانهم بالجميل لسيادته لما أقدم عليه فجر التحول المبارك لانقاذ البلاد مما كان يتهددها من مخاطر، ولما بذله على امتداد أكثر من عشريتين من جهود خيّرة ولما قدمه من أجل وطنه وشعبه من تضحيات جسيمة على حساب راحته وعائلته، هي تجديد للعهد مع المكاسب والنجاحات وتعبير عن قناعة وطنية تامة بأن الخير كل الخير في هذا الاختيار الصائب ضمانا لمستقبل واعد بشّر به البرنامج الانتخابي للرئيس المنتخب ليشمل بفيض خيراته الجميع بلا استثناء، ويجد فيه الكل ذواتهم وهمومهم ومشاغلهم وطموحاتهم من النساء والرجال والشباب والأطفال والميسورين والمحتاجين والعاملين والعاطلين والمقيمين والمهاجرين على حدّ السواء. لقد قال التونسيون والتونسيات بصوت واحد يوم الأحد الماضي، بعد أن تزاحموا منذ الصّباح الباكر على صناديق الاقتراع في أجواء حماسية متميزة، ان ابن تونس البار سيادة الرئيس زين العابدين بن علي هو خيارنا الوحيد والأوحد لرفع ما ينتظرنا من تحديات ولتحقيق ما يحدونا من طموحات، وان التجمع الدستوري الديمقراطي الذي قاد الحركة الوطنية وحقق الاستقلال وبنى الدولة العصرية وكان المؤتمن على التغيير، هو الذي نأتمنه اليوم مجددا على المستقبل لكسب الرهانات وتحويل التحديات إلى انجازات. انها ارادة الشعب التي هي فوق كل ارادة، وانه الاحتكام إلى صناديق الاقتراع رمز الحرية وجوهر الديمقراطية، وانه الدرس الأكبر في الوطنية والنزاهة والموضوعية على أولئك المناوئين الخارجين عن الاجماع الوطني، اللاهثين وراء أطراف خارجية لشحنها ضد بلادهم وحملها زورا وبهتانا على التشكيك في مكاسبها وانجازاتها، أن يقرؤوه وأن يستوعبوه بتروّ وتبصّر ان بقي لهم شيء من العقل والبصيرة، فذلك هو الردّ الواضح على أكاذيبهم المسعورة والجواب الصارخ بأن حملاتهم المغرضة والمأجورة التي يستهدفون من ورائها النيل من سمعة تونس ونجاحاتها، لن تثني التونسيين وقيادتهم الوطنية المخلصة عن المضي قدما في مسار التنمية والاصلاح وعلى درب الديمقراطية والتعددية وحقوق الانسان واثراء المكاسب والانجازات في كل القطاعات وشتى المجالات. فقد تعاهد القائد وشعبه على أن يكون شعار المرحلة القادمة «معا لرفع التحديات» وأن يكون سلاح الجميع بلا استثناء لكسب الرهانات الماثلة والمنتظرة تكريس روح التضامن والمشاركة، وتضافر الجهود وتوحيد الصف وعدم التفرق والالتفاف حول محبة تونس وقدسيتها والولاء لها دون سواها. فهنيئا لابن تونس البار سيادة الرئيس زين العابدين بن علي بهذا الالتفاف الجماهيري الرائع والمحبة الشعبية العارمة، وهنيئا لنا بشخصه المفدّى قائدا حكيما لمسيرتنا، نواصل معه تحقيق النجاحات والطموحات. والعهد علينا، نحن التونسيين بلا استثناء، أن نبقى على الدوام أوفياء لسيادته، ملتفين حول خياراته، عازمين على مزيد البذل لتحقيق ما رسمه لنا ضمن برنامجه الانتخابي الواعد من خطوات على درب التطوير والتحديث والرقي والتقدم. قال تعالى في محكم التنزيل: «فأما الزّبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض» صدق اللّه العظيم.