بتكليف من الرئيس زين العابدين بن علي أشرف السيد عبد الله القلال عضو الديوان السياسي للتجمع الدستورى الديمقراطي ورئيس مجلس المستشارين يوم الثلاثاء على إحياء ذكرى حوادث 5 جانفي 1950 التي جرت ببرج السدرية من ولاية بن عروس بين قوات الاستعمار والوطنيين بهذه الجهة واستشهد خلالها عدد من أبنائها. وأبرز عضو الديوان السياسي خلال اجتماع عام انتظم بمقر الجامعة الدستورية ببرج السدرية ما يوليه الرئيس زين العابدين بن علي من رعاية فائقة وتقدير كبير لمناضلي هذه الجهة مؤكدا حرص سيادته المتواصل على رد الاعتبار لرموز الحركة الوطنية والشهداء والمقاومين وتخليد ماثرهم ونضالاتهم وتضحياتهم من أجل تونس واستقلالها وسيادتها ومناعتها. واستعرض بحضور الإطارات الجهوية والمحلية يتقدمها والي بن عروس والكاتب العام للجنة تنسيق التجمع الظروف التاريخية التي حفت بحوادث 5 جانفي 1950 مؤكدا أن هذه الذكرى تنمي مشاعر الاعتزاز بالوطنية وتحرك لدى سائر التونسيين على اختلاف أجيالهم مشاعر الوفاء والاعتراف بالجميل للشهداء والمقاومين والمصلحين وزعماء الحركة الوطنية كما تعزز الفخر بالانتماء الى التجمع الذي ما انفك يعمل على تكريس القيم النبيلة والاهداف الطموحة التي رسمها رئيس الدولة وفي مقدمتها تعبئة كل الامكانيات لتعزيز مسيرة تونس الموفقة ودعم أركان مناعة الوطن وسيادته واستقلالية قراره. وأكد السيد عبد الله القلال أن العبرة التي يجب استخلاصها في هذه الذكرى تكمن في الالتزام بتحقيق الاهداف التي ضحى من أجلها الشهداء والمناضلون والمتمثلة في الحفاظ على سيادة البلاد والرفع من مستوى المواطن في كل المجالات وهو ما يعمل من أجله سيادة الرئيس الذى وضع منذ التحول في مقدمة أولوياته ازالة العوامل المعيقة للنمو ومنها بالخصوص الفقر والجهل والمرض والتطرف في ظل ما رسمه من توجهات صائبة وخيارات حكيمة ضمن مشروعه المجتمعي التحديثي. وبعد أن استعرض أهم التحديات المطروحة وفي مقدمتها التشغيل وبناء اقتصاد عصري قوى أشار رئيس مجلس المستشارين الى المكانة الرفيعة التي أولاها الرئيس زين العابدين بن علي لترسيخ مقومات الوفاق الوطني وتعميق التجربة الديمقراطية التعددية التي قال انها ترسخت اليوم على مستوى سائر المؤسسات الدستورية وعلى صعيد المجالس الجهوية والبلدية. وبين أن رهان تونس التغيير على الانسان يعد أولوية مطلقة ودائمة وأن التحول بقدر ما أثمر مكاسب ثمينة اقتصاديا واجتماعيا فانه عزز التفاف كل الحساسيات ومختلف شرائح الشعب التونسي حول قيادة البلاد التي أتاح تمشيها الاصلاحي على مدى العقدين الماضيين توطيد دعائم النمو الاقتصادى والرقي الاجتماعي وترسيخ مقومات الامان والاستقرار وتعزيز اشعاع تونس ومصداقيتها في سائر المحافل الاقليمية والدولية. ولاحظ عضو الديوان السياسي للتجمع أن الوفاء لتضحيات الشهداء والمقاومين والعرفان بالجميل لما حققه سيادة الرئيس من مكاسب للوطن وللمواطن يقتضيان أولا وأساسا الانقطاع للعمل والبذل من أجل اثراء المكاسب المسجلة وتجسيم الاهداف الطموحة للمرحلة القادمة والتي تضمنها البرنامج الانتخابي الرئاسي /معا لرفع التحديات/ المتميز بشموليته وثراء مضمونه وتنوع أهدافه. ودعا كذلك الى التصدى للمشككين والمناوئين الذين يسوءوهم نجاح تونس وعبر الحاضرون في هذا الاجتماع عن أخلص مشاعر الوفاء والعرفان بالجميل للرئيس زين العابدين بن علي مجددين التفافهم المتين حول سيادته والوفاء الدائم لشهداء الوطن الابرار. وكان السيد عبد الله القلال تولى قبل ذلك رفقة الوالي والاطارات الجهوية وضع اكليل من الزهور أمام نصب الشهداء ببرج السدرية وتلاوة فاتحة الذكر الحكيم ترحما على ارواحهم الزكية.