ومتخمة... باليورو.. منشغلة بقنابلها الموقوتة: البطالة.. الحرقان... و«الإسلام العربي»... في ديارها... منهمكة بترتيب... بيتها الذي ترفض واشنطن تعديله... متوجّسة من الصين... وعينها على صعود الهند وزحف المارد البرازيلي... رغبت في «رجل قوي» ذي صوت عالٍ لكنها أطاحت بطوني بلير واختارت شاعرا بخبرة سياسية ناشئة... مشهور في بلجيكا غير معروف في أوروبا... * * * * * خسرت بريطانيا... بلير ولم تربح غوردون براون ارتبط طوني بواشنطن/ بوش فخرج من «داونينغ ستريت»... ترشح للرئاسة الأوروبية فوجد في طريقه... ميركل وساركوزي تأخر عنه براون... في التصويت فدخلت «أشتون»... الى المفوضية بخبرة باردة.... وتجربة باهتة... وصيت أقل مما يحظى به براون في حزب العمال... * * * * * فان رومبوي... «رامبو» بلجيكا... في السياسة... شغل رئاسة الوزراء في أقصر مدة أخمد نار الانقسام أعاد الغاضبين الى معاقلهم استرجع ثقة الشعب بالوحدة استأنفت بلجيكا هدوءها الذي كادت تفقده إلى الأبد... كسب حب الداخل... واعجاب الخارج فاختارته القارة العجوز ليكون زعيمها... رغم كثرة زعمائها... دخل رومبوي المجلس الأوروبي... بحكمة بلجيكية: «من يعرف كيف يحكم بلجيكا يكون قادرا على تسيير أوروبا»... * * * * * رجل أوروبا الجديد مفاوض محلي... في قارة تعيش بالمفاوضات... تعلّم الاقتصاد... في بلد بلا أزمات... سياسي... بتجربة قصيرة ودربة أقصر... يميني في أوروبا... موجوعة بيمينييها ومتجهة نحو يسارها الصاعد... يؤمن بسياسة... «الخطوة... خطوة» في قارة تتحرك عقارب ساعتها بالسرعة القصوى... أقسم أن يخرج أوروبا... من قلقها ونسي أن القلق... خصلة أوروبية بشّر ب«ديبلوماسية هادئة».... في جغرافيا مشحونة بالعواصف متكتّم... بين دول تبحث عن حوار... بصوت عالٍ في عالم... لا مكان فيه إلا لأصحاب الحبال الصوتية المتينة... * * * * * تركيا... عقدة أوروبا وسبب صداعها... تخشى منها... عضوا في الاتحاد وتخشى عليها... إذا ما تركت خارج الحساب تغضب من تقاربها... العربي وتمد لها نصف يدها... بشروط إسرائيلية تنزعج من «عدالتها» الأصولية... لكنها تجد فيها... نموذجا... للتصدير في السوق العربية... جاء فان رومبوي للاتحاد... فأصيبت أنقرة... بضربة شمس باردة وصفته ب«المعارض» لتركيا و«المعادي» لموقعها الأوروبي... لكن الرجل... طمأنها بتوسيع القارة... وفق معايير الاتحاد... وبالشراكة مع واشنطن واحتضان أنقرة... كشريك مميّز...