منشطات دون المطلوب في أحيان كثيرة نلاحظ هامشية بعض المنشطين في كيفية طرح المواضيع وانتقاء الاسئلة المناسبة للضيوف بشكل يفيد المتلقي اكثر.. آخر هذه النماذج منشطة برنامج «الرابعة» على قناة حنبعل التي قالت أن الاعلام تعامل مع انفلونزا الخنازير ببساطة.. لا أدري عن أية بساطة تتحدث؟.. ومن أين جاءت بهذا الاستنتاج؟.. اللهم إذا كان بينها وبين الاعلام الذي تتحدث عنه أكثر من حجاب أو ستار.. باعتبار أن الاعلام سواء كان سمعيا او بصريا أو مكتوبا ارتقى الى درجة التميز في التعامل مع هذا المرض.. قام بدوره التحسيسي والتوعوي والاخباري وسعى الى متابعة آخر التطورات مع تسليط الضوء على كل المستجدات من خلال آخر الاحصائيات وحالات الوفيات.. وبعيدا عن هذه الملاحظات بدت هذه المنشطة مرتكبة احيانا ومتلعثمة أحيانا اخرى. ونفس هذه الملاحظات تنطبق على منشطة برنامج في «دائرة الضوء» التي بدت عاجزة على إدارة الحوار بالشكل المطلوب وفي حلقة «الجنون» خذلتها العبارات وغابت عنها الاسئلة الموجهة وطغت على حضورها الهامشية فخرج المشاهد من تلك الحلقة خالي الوفاض بل تغلب جانب الخرافة والاساطير على جانب العلم وخرج الجمهور مقتنعا بأن الجنون سكنت العائلة أما في الحلقة الاخيرة التي خصصت للمبيتات الجامعية الخاصة فإنها عجزت مرة أخرى عن إدارة الحوار وعلى عكس الحلقة الاولى لم تغادر مقعدها بما جعل «البلاتو» يشبه صالونا وكانت الى جانب ذلك باهتة ولم تقدر على تقديم طبق تلفزي متميز للمشاهد ومما لاشك فيه انه يتحتم على هاتين المنشطتين إعادة النظر في طريقة تقديمهما وتعديل الأوتار واحترام الحضور الذين جاؤوا ليساعدوهم فلا تقاطعاهم ولا «تنبزاهم» وذاك أضعف الايمان. كفاءات الجهات تحدثت مؤخرا مع الممثل عبد القادر مقداد بشأن ابتعاده عن الاعمال الدرامية في السنوات الاخيرة فوجه لومه وعتابه للمخرجين الذين يتجاهلون باستمرار الكفاءات في الجهات وأبدى حسرته من هذا التجاهل. وفي الواقع أن عبد القادر مقداد على حق.. و ولابد أن يتدخل أصحاب القرار داخل مؤسسة التلفزة التونسية لتعديل هذه المسألة بشكل حازم ومنح الفرصة للاسماء القديرة في مختلف أماكن الجمهورية بما من شأنه أن يخدم العمل الدرامي أولا، ويزيل عن هذه الكفاءات الشعور بالغبن ثانيا. ثم أن المخرجين الذين سيكلفون بإنجاز مسلسلات رمضان المقبل مطالبون بالتفتح على كل الطاقات لأن بعض المغمورين أو «المطمورين» يملكون الامكانيات التي تؤهلهم الى تقديم الاضافة لا أن تمر بعض «الكاستينغات» تحت «حس مس» وفي الخفاء ولا يستفيد منها إلا أصدقاء المخرج وأصدقاء الاصدقاء وهذه مسألة أخرى سنعود اليها لاحقا. تلفزتنا وعادة التأخير مادمت أتحدث عن الاعمال الدرامية لابد أن أعرّج على مسألة في غاية الاهمية هي الاخرى وهي تعاقد تلفزتنا مع التأخير وأعني هنا عدم قطعها مع عادة ترك إنجاز الاعمال الدرامية الرمضانية الى آخر لحظة وقبل فترة قليلة من الشهر المعظم. وأريد أن أسأل هنا ما ضرّ لو شرعت الاطراف المسؤولة في ترتيب الاعمال الدرامية انطلاقا من الآن حتى يعمل الجميع في ظروف مريحة بعيدا عن ضغط الوقت.. أقول هذا الكلام لأن المخرج في النهاية يعلق مسؤولية فشله على شماعة الوقت.. أما الممثل فإنه يؤكد لك انه يصوّر لقطاته وهو يرتدي لباسا شتويا أو يقتضي عليه الدور استعمال الأغطية الصوفية.. ولا تسألوا وقتها عن «العرق» والارهاق الذي يؤدي الى تراجع المردود.. فمتى ستتخلص تلفزتنا من هذه العادة.. لعلها ستتفطن الى هذه المسألة يوم «ينهق الحمار في البحر» . صور بلا أسماء! أحيانا تستوقفك مسألة قد لا تمثل لجماعة التلفزة اية أهمية لكنها في الحقيقة بالغة الفاعلية. فما معنى أن تبث تصريحات تلفزية دون ذكر الإسم المتحدث أي أنك قد تجد نفسك أحيانا تتابع صورا مجهولة . ومثل هذه اللامبالاة تستفز المشاهد الى أبعد الحدود. ففي برنامج الاحد الرياضي تابعنا عديد الصور التي يتحدث أصحابها بلا مسمى. وما نتمناه أن تتلافى كل البرامج مثل هذه النقائص حتى لا يشعر المشاهد بأي تقصير حتى وإن كان الامر مجرد سهو. محمد صالح الربعاوي للتعليق على هذا الموضوع: