المنستير الأسبوعي القسم القضائي: قتل خلال الأسبوع الفارط شيخ في بداية العقد السابع من عمره زوجته وأم أبنائه الستة بمنزلهما الكائن بإحدى مناطق ولاية المنستير بسبب توتر العلاقة بينهما وتعدد الخلافات. وعمد المتهم الى الانفراد بشريكة حياته داخل قاعة الجلوس ليهشم رأسها بطريقة فظيعة ثم يخنقها ب «فولارتها» قبل ان يضع جثتها على حشية ويلقي فوقها غطاء ويغادر المكان نحو مقر فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بالمنستير حيث سلّم نفسه للأعوان وروى على مسامعهم تفاصيل الجريمة التي ارتكبها في حق زوجته. خلافات حياة الزوجين ورغم أن الله أنعم عليهما بثلاثة أبناء وثلاث بنات عرفت عدّة توترات وخلافات لم تحسم ولم تعالج جذريا وظلت لسنوات تسير نحو طريق مسدود حتّى عرفت نهاية تراجيدية مؤلمة للغاية. أحد أبناء طرفي الجريمة أعلمنا أن الخلافات بين والديه إذا هدأت لفترة فإنها سرعان ما «تشتعل» من جديد. وأضاف: «قبل يوم من عيد الإضحى جاء أحد أصدقائي ليطلب يد أختي فنشب خلاف بيني وبين والدي حاولت أثناءه الانسحاب ولكنه فاجأني بلكمة في عيني فغادرت المنزل رفقة زوجتي وابني نحو نزل حيث قضينا الليلة وفي ثالث أيام العيد وبينما كنا نستعد لركوب الطائرة للعودة الى فرنسا اتصل بي أعوان الحرس الوطني هاتفيا وأعلموني أن والدي قدّم ضدّي قضية عدلية». عنف والتزام بالهدوء «واصلت الرحلة نحو فرنسا وبعد يومين عدت الى مسقط رأسي» يتابع الابن المكلوم: «في مركز الحرس الوطني جرت مكافحة بيني وبين والدي ووالدتي التي تعرّضت بدورها للضرب وفي النهاية طلبت من الأعوان أن يمنعوا والدي من العودة الى البيت ويبحث لنفسه عن مقر آخر مؤقتا حتى تهدأ الخواطر خاصة وأنه سبق له تهديد والدتي بالقتل». جريمة بشعة الأعوان حاولوا التدخل بالحسنى بين الزوجين المتخاصمين وطلبوا شفويا من الزوج أن يلتزم الهدوء.. تواترت الأيام ثقيلة وسيطر عليها الجفاء بين الزوجين الى أن وقعت الجريمة. يقول محدّثنا وقد بدا التأثر على ملامحه: «في حدود الساعة الثالثة والنصف من بعد زوال ذلك اليوم وبعد أن أنهت أداء صلاة العصر جلست والدتي بقاعة الجلوس لترتيب الملابس وما هي إلا فترة زمنية وجيزة حتى اقتحم والدي الغرفة ممسكا بمفتاح (36) المخصص لفتح العجلات وقطع غيار السيارات وانهال به على رأس والدتي مستغلا انفراده بها حتى أحدث بها شرخًا ورغم توسّلاتها إليه كي يخلي سبيلها فإنه واصل الاعتداء عليها حتى هشم رأسها ثم نزع لها «فولاراتها» وخنقها بواسطتها. وعندما أدرك انه بصدد خنق جثة قام بوضعها على حشية في وضع النائم ووضع فوقها غطاء وبالقرب منها ترك آلة الجريمة ثم أغلق الباب وغسل أطرافه ببرودة دم قبل ان يتصل هاتفيا بأحد أقاربه ويطلب منه المجيء لنقله الى مقر الحرس الوطني بالمنستير» حيث تتواصل معه التحريات الى حد كتابة هذه الأسطر في انتظار إحالته على قلم التحقيق.. أبناء بلا أب ولا أم هكذا إذن فرقت الخلافات بين زوجين بعد «عشرة عمر» ويتمت ستة أبناء.. وهكذا قاد الغضب زوجًا الى السجن وزوجة الى القبر ليظل الأبناء.. بلا أب ولا أمها