المرابيح المتأتية من «روتانا» تصلح لتمويل العروض المكلفة والقليلة المداخيل المهرجان يحصل على مقابل للحفلات من «روتانا»... إضافة لتسديدها كلفة الفنّانين ويجني كذلك أرباحا من بيع التذاكر اسدل الستار على فعاليات الدورة الثالثة والاربعين لمهرجان قرطاج منذ اكثر من اسبوع وبدأ الجدل يخف حول قيمة العروض وعن نجاح قرطاج 2007 لكن نقاشا من نوع آخر وجد طريقه الى الاذهان والآذان يتعلق بطرف اسال حبرا كثيرا منذ حضوره في قرطاج ونعني بذلك روتانا هذه المؤسسة التي قيل عنها الكثير والتي وجه اليها نقد كبير ووصل الامر الى حد اعتبارها صاحبة القرار على ارض عليسة. «روتانا» انتهى عقدها مع قرطاج رسميا وبدأت الاستفهامات تطرح هل سيقع تجديد العقد ام اننا لن نشاهد ذاك الشعار الاخضر المحلي باللون الابيض في السنوات القادمة؟ كل هذه الاستفسارات اضافة الى تجربة روتانا عموما في تونس حملناها الى السيد عبد الرحمان البناني المدير التنفيذي لمهرجان قرطاج الدولي وكان حديثنا معه صريحا وبأريحية كبيرة عودنا عليها سي عبد الرحمان. * لو نسألك عن تقييمك لتجربة روتانا مع قرطاج على امتداد سنوات؟ ككل عمل مشترك بين طرفين فانه يكون خاضعا دوما للايجابيات وللسلبيات وانطلق معك من 2004 واقر ان عدد العروض انذاك كان مهولا وقد استقبلنا عددا كبيرا من الفنانين ولم نحتكم في المقوم النوعي بقدر ما سعينا الى تلبية الاذواق المتنوعة وقد نكون تسرعنا في هذا الباب ثم ان العديد من السهرات قد عرفت تغييرات شوشت البرمجة واخلت بنسق المهرجان ولكننا بعد ذلك سعينا الى تلافي ذلك وايجاد توازن واعتدال. * هل يمكن ان توضح لنا ذلك باكثر دقة؟ اول نقطة وجهنا اليها اهتمامنا كانت متعلقة بتعديل بعض البنود الواردة في العقد والتي تنظم علاقتنا بروتانا ومن النقاط التي حاولنا اصلاحها يمكن ان اذكر لك التقليص في عدد الحفلات لان مهرجان قرطاج يبقى تحت اشراف وزارة الثقافة والمحافظة على التراث وبالتالي الرد بطريقة غير مباشرة على بعض الاتهامات التي ذهبت الى اعتبار قرطاج بيع الى روتانا وهذا امر غير صحيح اذ ان القرار الاخير دائما وابدا يبقى لادارة المهرجان ولوزارة الثقافة ثم الامر الثاني الذي سعينا الى تداركه يتعلق بالتركيز على نوعية الفنانين المشاركين. * يقال ان روتانا تفرض اسماء معينة على المهرجان؟ هذا غير صحيح فهذه الشركة تقترح مجموعة من الاسماء ولادارة المهرجان حرية الاختيار وقد استطعنا جلب اسماء فنية لها قيمتها في الساحة العربية من خلال شراكة روتانا * هل بلغتم المراد من خلال هذه التعديلات؟ استطيع ان اقول ان التجربة هذه السنة كانت ايجابية اذ وقع الاتفاق على ان الاسماء التي اعتلت ركح قرطاج تختزل العديد من النقاط المضيئة وقد اثبت اقبال الجمهور عليها انها ذات مستوى كما ان الصحافة ساندتنا في هذه الاختيارات وهذا المهم. * حسب اعتقادك ما الذي ساهم في نجاح حضور روتانا خاصة هذه السنة؟ لقد وقعت الاتصالات بصفة مبكرة واهتممنا منذ فترة طويلة بالنقاط التنظيمية مثل النقل والاقامة، فالبرمجة واضحة المعالم ولم يعد هناك مجال للخبطة او لالغاء عرض * لو نتوقف عند الجوانب المادية في تعاملكم مع روتانا لنحاول ان نفهم اكثر العملية؟ روتانا تستقدم الفنانين وتدفع لهم اجورهم في اطار عقد داخلي يربطها بالاصوات التي تتعامل معها اما ادارة المهرجان فتتكفل بالنقل والاقامة * فقط هل هناك عنصر مالي يتوفر للمهرجان؟ اجل هناك مبلغ تدفعه الشركة الى ادارة المهرجان * اذن ربح قرطاج مضمون مائة بالمائة من خلال هذه الحفلات؟ نحن نتحصل على مداخيل الحفل وعلى القيمة المادية من روتانا ولا تتصور اننا نجني الملايين من خلال ذلك * كيف توظف اذن هذه الاموال التي تمنحها روتانا؟ نحن لا نفكر في الجوانب المادية التي تبقى نسبية ان هذه الاموال تسمح لنا ببرمجة عروض اخرى ثقافية فعروض البالي والفلامنكو وغيرها تتطلب مصاريف باهظة ومداخيلها قليلة لذلك فنحن نسعى الى خلق توازن وتأسيس معادلة بين المادي والثقافي * هل هناك نقطة اخرى في الجوانب المادية تعتبر هامة؟ اجل اريد ان اشير انه من خلال دفع روتانا لكاشيات الفنانين فاننا نتمكن من الحد من تحويل العملة الصعبة وهذا جانب هانم اذن نحن لا نخرج العملة وهذا عنصر مركزي * حسب اعتقادك سي عبد الرحمان ماهي اكبر سلبية في تعاملكم مع روتانا؟ ابتسم ثم قال: روتانا شركة اعلامية تجارية في المقابل المهرجان ثقافي وهنا تبدو المعادلة صعبة اذا لم يوجد تعاون عقلاني بين الطرفين. * علاقة روتانا بالصحافة التونسية تبدو متشنجة كيف يبدو دور ادارة المهرجان في هذا السياق؟ روتانا تنقل السهرات على الهواء والنقل المباشر له التزاماته وبطبيعة الحال هذا يقلص من فرص اجراء الحوار مع الفنانين وانا اقدر في الاعلام التونسي سعيه الى الحصول على المعلومة والالتقاء بالفنان لكن هناك بعض العناصر التي تتجاوزنا جميعا ولتفادي كل هذه الاشكاليات سعينا بالاتفاق مع روتانا الى تنظيم لقاءات صحفية بالفنانين وقد وجدنا كل تفهم من الاعلاميين واشكرهم على ذلك * لو لم تكن روتانا موجودة هل يستطيع مهرجان قرطاج جلب اسماء عربية كبيرة؟ قرطاج هيكل ثقافي وصرح ابداعي كبير له من الحياة 43 دورة عاش قبل روتانا واستطاع ان يهدي للجمهور اسماء فنية لامعة وهو يستطيع المواصلة * لنأتي الى مربط الفرس عقد روتانا مع قرطاج انتهى هل هناك بوادر للتجديد؟ المسألة تحت قيد الدرس هناك لجنة تعمل لتحدد الايجابيات وتنظر الى السلبيات فالعملية التقييمية ضرورية وقد انطلقت المهم ان ننظر الى الامر بعقلانية وبعيدا عن كل العواطف والاهواء. * اذن المواصلة حاصلة؟ هذا امر وارد والايام القادمة ستوضح ذلك.