أسدل الستار منذ فترة قصيرة على أغلب المهرجانات التي دخلت مرحلة التقييم والوقوف على الايجابيات والسلبيات ولقد مثلت هذه التظاهرات الثقافية الموسمية قيمة هامة على المشهد الابداعي الفني فجاءت متنوعة منفتحة على ضروب عدة من الاشكال التعبيرية وخلقت في فترة قصيرة علاقة حميمية مع الجمهور وكذلك مع بعض الوجوه الفنية التي حاولت أن تواكب بعض العروض وتتعرف على جزئياتها ولقد سعينا أن نتعرف على آراء بعض الفنانين الذين حضروا جملة من العروض. العمل عائق أول اتصالاتنا كانت بالفنان رشدي علوان الذي قال لنا إنه بحكم التزاماته في العمل لم يستطع أن يحضر العروض ولم تتح له فرصة التعرف على مستجدات الساحة المهرجانية إن صحّ هذاا لتعبير. رهان ناجح عفاف الغربي كانت موجودة في تونس خلال الصائفة وحرصت على ان تكون موجودة في بعض السهرات وتقول «انها تابعت عددا كبيرا من العروض وتؤكد أن برمجة مهرجان قرطاج الدولي لهذه الصائفة كانت ثرية جدا وتحفز على الحضور» وتضيف عفاف المتمرسة بالواقع الفني «ان الدورة الرابعة والاربعين جاءت ببرمجة أسماء كبرى من تونس ومن العالم العربي اضافة الى قامات عالمية» وتؤكد عفاف أنها تفاعلت كثيرا مع سهرة كاظم الساهر وكذلك هاني شاكر إذ مثّلا بحق الطرب الاصيل. أما عن العروض التونسية فتقول عفاف انها مثلت الاستثناء فهي لم تواكب هذه الحفلات مباشرة بل عاشتها من خلال قناة حنّبعل التي بثت بعض اللقطات فانبهرت بمستوى سهرات صابر الرباعي ، محمد الجبالي، أمينة فاخت وسعاد محاسن وتضيف «لم يكن الرهان على الفنان التونسي خاطئا ولم يكن عشوائيا بل كانت له مبرراته ومنطقه الخاص». المحافظة على التراث لاحظنا في فضاء العبدلية حضور العداء التونسي محمد القمودي الذي جاء صحبة ابنته لحضور عرض الفنانة زهرة الاجنف فسألناه عن علاقته بالمهرجانات فأجاب قائلا: أحاول أن أكون موجودا في بعض الحفلات هذه الليلة سمعت عن سهرة شامة لزهرة الاجنف فحرصت على الحضور هذه الفنانة تعجبني فلها حضور ركحي متميز وتقدم انتاجا فنيا رائقا يرتكز اساسا على التراث الذي يجب أن نتعهده ونحافظ عليه صوت زهرة الاجنف قوي وصاف وهومن أروع الاصوات التونسية». -الامتياز ..النجوم.. تقول الممثلة سامية العياري «لقد حضرت كل العروض تقريبا وأغلبها كانت في مسرح قرطاج الاثري وأعتبر أن الدورة الرابعة والاربعين كانت استثنائية فهي دورة الامتياز، دورة النجوم ودورة النجاح لقد لبّت البرمجة كل الاذواق ولاقت كل السهرات اقبالا جماهيريا وما أثلج صدري حقا هو ما قدمه المطربون التونسيون لقد كانوا في حجم المسؤولية التي أعطتها لهم إدارة المهرجان لقد تفوقت سعاد محاسن، وابدع الجبالي وعانق صابر الروعة ولا ننسى حفل الاختتام للدكتور محمد القرفي الذي كان على مستوى كبير من الاناقة والمستوى الفني» وتقول سامية «التونسي حنين على التونسي لقد تمتعنا وعرفنا أن المتعة ليست مع الشرقي والغربي فقط» وتؤكد سامية «ان قرطاج 2008 لبّى كل الاذواق كل الانواع كانت حاضرة كل الثقافات ماثلة على هذا الركح الاكبر لقد انبهرت لمستوى بالي «كياف» في بحيرة البجع وهذا ما نريده من مهرجاناتنا أن تقدم غذاء الروح والعين معا، أما عن بالي انانا فقد اعجبني العرض الذي قدم منذ سنتين لكن تبقى هذه المجموعة من أهم المحطات العربية. لقد حدثت في نفسي «شيخة» بالملابس والاضواء والحضور الركحي وفي هذا الخضم تمنيت حضور الاوركستر السمفوني لفيانا أو غيره ولا أنسى أن أذكر أن اختتام العبدلية كان ممتازا هو شريط من ألف ليلة وليلة، كلمات أسامة فرحات كانت بديعة ورائقة فضاء العبدلية له جمهوره الذي يبحث عن القيمة الفنية ويبتعد عن «الشطيح والرديح». بندقة و«التنبير» ختام هذا التقييم السريع كان مع الكوميدي لطفي بندقة الذي يقول «سعيت الى حضور بعض العروض التي لم تتزامن مع الايام التي أشتغل فيها أعجبني كاظم الساهر وانتشيت بماجدة الرومي.. سألناه عن العروض التونسية فقال« اتحاشى حضورها عامة لأن بعضهم يتصور أنني آتي «للتنبير» وللنقد وهذا عين الخطأ فنحن نشجع الابداع التونسي ولا نحاول بحال من الاحوال أن نضع العقبات أمامه». نبيل الباسطي للتعليق على هذا الموضوع: