ظهر في الحلقة الأخيرة من برنامج «عندي ما نقلّك» -وفي خطوة غير مسبوقة- شاب كان مدمنا للمخدرات ليعترف بمعاناته المريرة لسنوات طويلة ظل خلالها غائبا عن الوعي... كشف عن جوانب خفية من هذه الآفة المدمّرة... تحدث عن أخطائه... تجاوزاته... تمرّده وعن اقتناعه في النهاية بضرورة العلاج من هذا الإدمان الذي خسر بسببه كل شيء... ماله... والديه... أصدقاءه... وبعزيمة وإصرار مع مساعدة جمعية مكافحة المخدرات تخلّص من آثار هذه الآفة ليصبح موظفا بهذه الجمعية... اعترافات تمثل عبرة لمئات الشبان المدمنين الذين ينبغي أن يتحلّوا بالجرأة والشجاعة للخروج من هذا العالم المدمّر... ولئن تناولت بعض أعمالنا الدرامية والسينمائية آفة المخدرات فإنه لم يسبق أن تابعنا اعترافات لمدمنين في البرامج الاجتماعية والحوارية بصفة واضحة وجليّة دون وضع الشارة على وجوههم. افتتاح واختتام قرطاج صرّح مؤخرا الفنان العالمي شارل أزنافور لموقع إلكتروني فرنسي أن إدارة مهرجان قرطاج ربطت قنوات الاتصال معه للغناء من جديد على ركح قرطاج في دورته القادمة... كلام أزنافور يؤكد أن إدارة قرطاج شرعت في ضبط الملامح الأولى للدورة القادمة بعيدا عن ضجّة الاسم الذي سيديرها... ما يهمّنا في هذا التوقيت بالذات هو تفكير هذه الإدارة في عرض الافتتاح والاختتام وفتح المجال أمام مختلف شركات الإنتاج مع اختيار أفضل المشاريع دون النظر إلى الأسماء التي تتشابه من دورة إلى أخرى. ويا حبّذا لو تعهد هذه المسألة إلى لجنة مختصة تقيّم المشاريع المرشحة بعين بعيدة عن كل الحسابات. أغنية العام شرعت مختلف وسائل الإعلام في تنظيم استفتاءاتها السنوية لاختيار أفضل الأعمال الفنية والغنائية... هنا أريد أن أسأل ماهي الأغاني التي فرضت نفسها وشدّت الجمهور؟ ... الإجابة تبدو واضحة ولا تستحق أدنى اجتهاد و هي أن أغنيتنا مريضة، عليلة تعاني من الركود والجمود... أغنية وحيدة شدّت الآذان وللأسف نسبها مجهول... و«المعارك» التي تابعناها بسببها تعكس إفلاس ساحتنا الفنية واحتضارها... أغنية «على الله» لم تستفد منها إلا إيمان الشريف التي ساهمت في تصاعد أسهمها بقوّة الصاروخ... والغريب أن الأطراف التي يهمّها مصير الأغنية التونسية لم تتحرّك أو تبادر بأي خطوة من شأنها تحريكها. موجة المزود تتفشى! أمام حالة انهيار... وركود... وإفلاس أغنيتنا ازدادت موجة المزود بصفة أصبحت تدعو إلى طرح نقاط استفهام وتعجب في الآن نفسه... هجمة تضاعفت حدّتها... والغريب أن مختلف القنوات التلفزية والمحطات الإذاعية انخرطت في هذه الموجة فلا يخلو برنامج أو منوعة من بعض الاختيارات «المزودية»... لسنا ضد «بومزيود» لكن لا بد من الموازنة حتى لا يساهم الجميع في «مزودة» الذوق ونحكم بذلك على فنانينا الوتريين بالإعدام ونتساءل فيما بعد لماذا تغيّر الذوق وتناقضت المعادلة. محمد صالح الربعاوي للتعليق على هذا الموضوع: