تونس 21 جويلية 2009 (وات) - لم تكن سنواته الخمس والثمانون ولا تعثر خطواته حائلا امامه لكي يصدح بصوت اخاذ وصامد لاكثر من ساعة ونصف لجمهور متنوع الجنسيات ومتحد الميولات الفنية جمهور شارل ازنافور اسطورة الاغنية الفرنسية الذى عاوده الحنين الى تونس فوقف ليلة الثلاثاء على ركح مسرحها الاثرى بقرطاج يشدو للحب وللحياة ولحفيدته ليلي . ففي تمام العاشرة والربع ليلا اعتلى ستة عازفين ومرددتين الركح وقبل ان ينطلقوا في العزف تلاهم مباشرة في الظهور النجم الفرنسي الكبير وسط عاصفة من التصفيق عكست مدى حب الجمهور الحاضر لهذا الهرم الفني الذى اتى اليه وهو يحلم بالتحليق في عوالم فنية خاصة لا يملك مفاتيحهاالا شارل ازنافور وامثاله من عمالقة الاغنية الرومانسية. المهاجرون كانت اولى اغانيه التي انطلق في ادائها بثقة عالية في النفس وقدرة على تطويع الكلمات واللحن لتمرير اولى جرعات الحب والرومانسية التي تفرده عن الاخرين فكانت رسالة مضمونة الوصول تحمل في طياتها تاكيدا قاطعا من هذا الفنان على قدرته الفائقة في اعلان التحدى تحدى السنوات وتحدى تردى الذوق الفني وتحدى من رام فنا غير الفن الذى يقدمه ازنافور وامثاله من اهرام الموسيقى. ولان البداية كانت قوية كما ارادها تصاعد النسق اثر ذلك ومعه بدأ ازنافور يطلق العنان لصوته ليبلغ طبقات موسيقية نادرا ما يبلغها من كان في سنه غنى لباريس في شهر اوت ورقص وهو يردد بشاعرية الموت حبا ونادى على ماريا ثم تغير النسق وهو يغني بصوت تطغى عليه تلك الحشرجة الجميلة فينيز الحزينة ليؤدى في المجمل 23 اغنية دون انقطاع فقط لحظات حميمية توقف فيها ازنافور ليعرب للجمهور الحاضر عن سعادته بلقائه وخاصة لكي يحس به . وكان ازنافور الممثل حاضرا على الركح بما اعطى للعرض شكلا متكاملا غناء ورقص على نغمات السلو وايقاع الجاز اضواء تتغير وتتلون حسب موسيقى الاغنية ومضمونها دويتو اول جمعه مع ابنته كاتيا في اغنية اسافر وثان بشكل مختلف اتسم بالغناء الاوبرالي امنته مرددة في كورال فرقته في اغنية احبك . وعرف الحفل ذروته مع الاغاني الخالدة لهذا الفنان على غرار لابووام و لاماما و احملني التي غناها معه الجمهور الحاضر رغم احترامه طوال الحفل لرغبة ضيف تونس وضيف الدورة الخامسة والاربعين من مهرجان قرطاج الدولي في ان يستمع اليه بانتباه وفي ان يظل جالسا في مكانه. كما غنى ازنافور لحفيدته ليلى فكان غناؤه مختلفا عما سبق حيث بدا عاطفيا بشكل مغاير ابا حنونا يروى ذكرياته ويعبر عن حبه لليلى التي كانت تجلس قبالته على الركح. وخص اسطورة الاغنية الفرنسية جمهور قرطاج في ختام الحفل باغنية حياتي التي اداها بدون موسيقى مذكرا اياه بغنائه لها في كازينو البلفيدير خلال حفله في تونس سنة 1955 . الموعد كان استثنائيا وكذلك كان الجمهور والتنظيم الذى مثل احد نقاط الضوء في هذا الحفل الذى حضرته عديد الشخصيات السياسية والثقافية والاعلامية التونسية والاجنبية يتقدمهم السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث وسفير فرنسابتونس.