تونس الصباح لم يفاجأ جل المراقبين السياسيين والدبلوماسيين بمصادقة الجمعية العامة للامم المتحدة يوم الجمعة الماضي على مبادرة الرئيس زين العابدين بن علي الخاصة بإعلان سنة 2010 سنة دولية للشباب.. فقد جاءت المصادقة تتويجا لتحركات مكثفة قامت بها الدبلوماسية ومؤسسات وطنية رسمية ومستقلة عديدة دعما للمبادرة الرئاسية التي أرادت مرة أخرى أن تلفت نظر العالم أجمع إلى مشاغل الشباب ومشاكله والحاجة إلى الاستماع إليه.. وتفهم تطلعاته وطموحاته.. والتفاعل مع مقترحاته ووجهات نظره حول بناء المستقبل.. لقد جاءت مصادقة الجمعية العامة للامم المتحدة على المبادرة التونسية.. تفاعلا مع البيان الذي ألقاه الرئيس زين العابدين بن علي في قصر رئاسة الجمهورية بقرطاج في نوفمبر 2008 بمناسبة افتتاحه للمؤتمر الدولي حول »شباب العالم الاسلامي رهانات الحاضر وتحديات المستقبل« الذي نظمته ببلادنا المنظمة الاسلامية للتربية والثقافة والعلوم »الايسسكو« بحضور كفاءات علمية وسياسية ودينية من مختلف الدول ال57 الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي.. بينهم الدكتور عبد العزيز التويجري المدير العام للايسسكو.. ومندوبين عن جامعة الدول العربية واليونسكو والاممالمتحدة.. قيم التسامح التونسية التفاعل مع المبادرة التونسية التي دعمتها بقوة مؤتمرات القمة العربية والمؤتمرات الوزارية لجامعة الدول العربية ومنظمةالمؤتمر الاسلامي والاتحاد الافريقي يعتبر شهادة تقدير جديدة لتونس ولديبلوماسيتها.. رمز الاعتدال والوسطية والتسامح في العالم العربي الاسلامي.. وتكريما اضافيا للخبرات والكفاءات الرسمية والمستقلة التونسية التي تعمل منذ عقود على تكريس سياسة الاعتدال والقيم العليا للسلام والعدل والتضامن بين الشعوب لما فيه خير البشرية قاطبة.كما يكشف تصويت الجمعية العامة للامم المتحدة عن تقدير للنجاحات التي تحققت في تونس خلال العقدين الماضيين في مختلف المجالات التنموية والسياسية والدبلوماسية والامنية.. ولرهان الرئيس زين العابدين بن علي المبكر على الشباب.. وعلى تحقيق توازن بين تطلعاته نحو الرقي.. من خلال رؤية تقدمية استشرافية وعقلانية تنطلق من هوية الشعب التونسية والعربية الاسلامية.. مؤتمردولي للشباب.. وميثاق ومن بين ما يزيد من أهمية مصادقة الاممالمتحدة على هذه المبادرة الرئاسية التونسية فحواها.. الذي كرس الالتصاق بهموم الشباب العالمي ومشاغله.. وعلى راسها تطلعه إلى حوار شامل عمودي وأفقي.. شباب شباب.. حوار على الصعيدين الوطني والاقليمي الدولي وآخر على الصعيد الدولي.. حوار يتوج بمؤتمر عالمي للشباب ينظم عام 2010 تشرف عليه الاممالمتحدة.. يفرز ميثاقا دوليا للشباب.. يكرس التواصل والتفاعل ضمن قيم الحداثة الكونية والعولمة.. مع احترام الخصوصيات الثقافية والحضارية.. مجتمعات أكثر عدلا إن المبادرة الرئاسية الجديدة التي رحبت بها الاممالمتحدة جاءت لدعم ندءات تونس للاحاطة بشباب العالم والاهتمام بقضاياه ودعم الحوار معه وتعميق وعيه بجسامة المسؤوليات التاريخية والحضارية الموكولة له وبأهمية دوره واسهامه الحيوي في بناء مستقبل جديد للبشرية اكثر عدلا وتسامحا واستقرارا وتقدما.. ولعل من أبرز أولويات الميثاق الشبابي العالمي الذي سيفرزه المؤتمر الدولي للشباب تعزيز التواصل والحوار بين شباب العالم وصناع القرار السياسي والثقافي الخاص بمستقبل الشباب.. وهو ما سوف يساهم في تكريس قيم العدل والمساواة.. اقليميا وعالميا.. إلى جانب دعم فرص التعارف والتقارب بين مختلف الشعوب وتشجيع الجهود الرامية الى رفع التحديات الراهنة والمستقبلية المطروحة على المجموعة الدولية. البرنامج الانتخابي الرئاسي وقد جاءت المصادقة الاممية على المبادرة الرئاسية التونسية لتحمل الدبلوماسية الرسمية والموازية في بلادنا وفي المنطقة مسؤوليات كبيرة جديدة.. وفي كل الحالات فان مسؤولية تونس كبيرة جدا لانجاح فعاليات السنة الدولية للشباب والمؤتمر العالمي الذي سيقترن بها.. وعلى الجميع أن ينطلقوا من البرنامج الانتخابي للرئيس زين العابدين بن علي الذي قدم برنامجا سياسيا وتنمويا متكاملا.. بدءا من مجالات الحوار مع الشباب ومتابعة مشاغله.. وأوضح ان الثوابت الجوهرية التي تستند عليها سياسة تونس الخارجية بقوله :«عملنا على الاسهام الفاعل في التاسيس لنمط جديد من العلاقات الدولية قوامه الشراكة المتكافئة والتنمية المتضامنة... وسنعمل على تعزيز مكانة البلاد في محيطها الاقليمي والدولي... وتكثيف علاقات التعاون والشراكة وتبادل المنافع في كنف الاحترام المتبادل«. وقد سبقت هذه المبادرة التونسية الدولية عدة اجراءات رئاسية رائدة لفائدة الشباب منذ التغيير ابرزها تنظيم ثلاث استشارات شبابية وطنية موسعة خلال العقدين الماضيين.. بهدف ترسيخ تقاليد الحوار معه والاصغاء اليه ورصد مشاغله وتطلعاته واحداث المجلس الاعلى للشباب والمجلس الاعلى للرياضة وبعث المرصد الوطني للشباب والتخفيض في سن الترشح لعضوية مجلس النواب والمجالس البلدية الى 23 سنة وفي سن الانتخاب من 20 الى 18 بالاضافة الى قرار رئيس الدولة احداث منتدى وطني دائم للحوار مع الشباب واحداث برلمان للشباب ضمن برنامج رئيس الدولة الانتخابي.. فعسى أن تشهد سنة 2010 مزيدا من الاجراءات والاصلاحات الميدانية لصالح الشباب في تونس واقليميا ودوليا..