عشية الذّكرى السنوية الأولى للحرب التي شنّتها إسرائيل على غزّة في 27 ديسمبر من السّنة الماضية والتي خلّفت مئات القتلى وآلاف الجرحى ودمارا واسعا في القطاع... تجري مساع حثيثة بوساطة ألمانية لتبادل الجندي الإسرائيلي شاليط مقابل الإفراج عن حوالي ألف معتقل فلسطيني من مجموع أكثر من 10 آلاف يقبعون في السّجون الإسرائيلية. ويعتقد المتتبعون لهذا الملف أنّ تتمّ هذه الصّفقة تزامنا مع الذّكرى الأولى لهذه الحرب في الوقت الذي يتعرّض فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي لضغوط من الداخل لرفض عملية التبادل علما وأن ناتنياهو ذاته وهو اليميني الذي يحفل تاريخه السياسي بمواقف متطرّفة ومُذِلَّة للفلسطينيين يرى في إتمام هذه الصّفقة ورطة حقيقية له. لقد رفضت إسرائيل على امتداد أشهر طويلة إتمام عملية تبادل الجندي المحتجز لدى المقاومة الفلسطينية مقابل إطلاق سراح مئات السجناء بدعوى أنّ أيدي معظم هؤلاء ملطّخة بدماء إسرائيلية..! وتزايد هذا الرّفض نتيجة ضغوط أُسَرِ إسرائيليين قُتِلُوا في عمليات لنشطاء فلسطينيين... يضاف لذلك عامل جديد يتمثل في دعوة البيت الأبيض حكومة ناتنياهو إلى رفض هذه الصّفقة »لنزع الشرعية« عن »حماس« ولتجنّب إضعاف السّلطة الفلسطينية في هذا الظرف بالّذات. ومقابل هذه الضّغوط تأمل الأممالمتحدة وعدّة أطراف عربية وغربية إنهاء ملف التبادل لفسح الطريق أمام استئناف مفاوضات »جدّية« بين السلطة وإسرائيل قد تشمل تخفيف الحصار المضروب على قطاع غزّة الذي يضمّ مليونا ونصف مليون فلسطيني يعتمدون على المساعدات الإنسانية من أجل البقاء.