في اجماع قلما يسجل على الساحة السياسية اعترضت الولاياتالمتحدة ومعها الاتحاد الاوروبي بشدة على قرار اسرائيل بناء وحدة استيطانية جديدة لاقامة سبع مائة مسكن في القدسالشرقيةالمحتلة عام1967 . واذا كان البيت الابيض اعتبر ان مصير القدس يحدد في المفاوضات النهائية معلنا بذلك معارضته لكل عمل احادي من شانه ان يؤثر على نتائج المفاوضات مستقبلا فان بيان الاتحاد الاوروبي ذهب الى ابعد من ذلك بوصفه قرار السلطات الاسرائيلية غير مشروع ويشكل انتهاكا للقانون الدولي وذلك قبل ان تكشف مصادر اسرائيلية ان المشروع الاستيطاني الجديد تم بتنسيق تام مع واشنطن التي اطلعت على الخطة قبل اعلانها... وسواء ارادت السلطات الاسرائيلية من خلال هذا الاعلان استباق الاحداث وفرض سياسة الامر الواقع كعادتها او سواء ارادت التنصل من التزاماتها فان الواضح ان الموقفين الاوروبي والامريكي لم يخرجا عن مسار الكثير من البيانات السابقة التي اريد لها ان تكون ذرا للرماد ومحاولة مدروسة للهروب من الامر الواقع والتنصل من مسؤولياتها. فليس سرا بالمرة ان المساعدات العسكرية والاقتصادية الاوروبية وخاصة الامريكية كانت ولا تزال وراء تعنت اسرائيل واصرارها على المضي قدما في ممارساتها وخروقاتها التي من المتوقع ان تتضاعف خاصة مع ارتفاع المساعدات الامريكية المقررة لاسرائيل سنة 2010 والتي ستصل الى 2.2775 مليار دولار بما يكفي لتبديد كل الوعود والبيانات السياسية التي لم تعد قادرة على استبلاه الراي العام الفلسطيني والعربي والترويج لاوهام السلام...