كانت الامور تسير عادية في لقاء النادي البنزرتي وضيفه النادي الافريقي، حتى الدقيقة 54 التي اعلن فيها الحكم رياض الحرزي عن مخالفة للنادي الافريقي رغم امر المساعد فتحي امينة القريب من اللاعبين بتواصل اللعب كما اشرنا اليه في عدد الاحد. وشاءت الصدفة ان تحمل تلك المخالفة «الوهمية» هدف التعادل للافريقي مما اثار غضب الجماهير المحلية التي عبرت عن سخطها على تحكيم المحرزي. وفي الدقيقة 80 يأتي المنعرج الثاني للمقابلة بحصول النايلي على الورقة الحمراء لجمعه انذارين علما بأن الانذار الاول رآه الاحباء بتأثير من لاعب الافريقي الذي ارتكبت عليه المخالفة والجمهور الزائر كذلك. النقص العددي اعاد الضيوف الى المقابلة وعادوا بقوة الى الهجوم ليحدثوا الفارق (2-1) في الدقيقة 83. فازداد حنق الاحباء وشهدت تلك الدقائق رمي الملعب بالقوارير والنعال ثم الحجارة، وهو ما دعا المشرفين على النظام الى التدخل، بينما نزل مشجع من الفريق المحلي الى الميدان قبل ان يقطع الطريق امامه ليعود من حيث اتى. وبعدما توقف اللعب مدة حتى خلت ارضية الميدان الا من اللاعبين استأنف الحكم اللعب لبضع دقائق قبل انهائها امام مدارج شبه خالية بينما كانت الحجارة تسقط من خارج الملعب بين الحين والاخر. واثناء الانتظار للالتحاق بقاعة الاعلام رأينا سيارة الاسعاف تنقل بعض المصابين الى المستشفى. كما ان اعمال الشغب تواصلت بصورة فادحة حذو الملعب بعد نهاية المقابلة، لانه بالعودة الى الفضاء قرب قاعة الرياضة محمد الفطناسي حيث كانت سيارات الزائرين لاحظنا وجود الزجاج المهشم لبعض السيارات وبالتوجه امامها لاحظنا تهشم زجاج الواجهات البلورية لمصحة خاصة. وافادنا محمود دغمان القاطن بجوار المصحة ان بعض انصار الفريق الزائر قاموا باخراج سيارته وسيارة ابنته من المستودع، وهشموا زجاجها، وألحقوا بهما الاضرار ودعانا الى مشاهدتهما على تلك الحال، وغير بعيد عن ذلك المكان كانت سيارتان اخريان متضررتين احداهما غولف واخرى رينو. انها مشاهد مؤلمة، لا علاقة لها بعالم الرياضة واحداث ما كان لها ان تقع لان المنطق يرفض ان تتم الاساءة الى الاشخاص والممتلكات العامة تحت اي سبب من الاسباب. ان الرياضة وسيلة للتقارب والتعارف والتحابب، وان استغلال بعض العابثين والمستهترين والمنحرفين لغضب الاحباء على مردود حكم او نتيجة مقابلة للاندساس والتحريض على الاتيان باعمال تضر بالاشخاص وبأملاك الغير، والتي قد ينساق وراءها بعض الصغار لهو تصرف مشين مازال الشارع الرياضي ببنزرت مصدوما به. ويستوجب وضع حد له وقطع دابره وما من شك في ان التحقيقات ستكشف الحقائق لينال كل جزاءه. ومن المفيد كذلك ان يتم فتح ملف شامل في موضوع العنف بالملاعب والبحث عن اسبابه بموضوعية وعقلانية حتى تبقى هذه اللعبة الشعبية الاولى نقية من كل الشوائب والمظاهر المخلة والسلبية. وبالمناسبة فانه من المفيد كذلك ان يثار موضوع التحكيم مرة اخرى لان احداث السبت الماضي ذكرت بما حدث في منزل عبد الرحمان اثر مقابلة ادارها نفس الحكم وكانت بين الموج الرحماني ونادي مجاز الباب منذ 3 او اربع سنوات تقريبا وقد تحدثت «الصباح» عن ذلك. المؤكد ان ما حدث يوم السبت الماضي كان من فئة محدودة، وهو مرفوض ومدان من الجميع. وقد علمنا بأنه وقع ايقاف حوالي 30 شخصا للتحقيق معهم وقد يزداد هذا العدد بالتحريات.