تونس الصباح المحافظة على الموارد الجينية وتثمينها من الاهداف الاساسية التي تعمل تونس على تأمينها ضمن مشروع البنك الوطني للجينات الذي تتكثف النشاطات الفلاحية والبيئية لانجازه خلال الفترة القريبة القادمة.. وبالتوازي مع هذا النشاط الخاص ببعث بنك وطني في المجال يتوالى حضور تونس الدائم في جملة النشاطات العالمية التي تقوم بها منظمة التغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة من أجل اعتماد خطة عمل عالمية شاملة للموارد الوراثية الحيوانية فماذا تحقق في تونس بخصوص انجاز مشروع بنك الجينات؟ والى أين توصلت منظمة الأغذية والزراعة بخصوص خطتها العالمية للموارد الوراثية العالمية؟ مشروع البنك الوطني للجينات تتركز الاهتمامات خلال هذه الفترة على وضع اللمسات الاخيرة الخاصة بانجاز البنك الوطني للجينات وذلك للمحافظة على الموارد الجينية وتثمينها. وتتميز منظومة التنوع البيولوجي بتونس بثرائها وتنوعها مما يدعو الى الحفاظ على هذا المخزون الذي طاله الاندثار لجملة من العوامل لعل من اهمها التغيرات المناخية المتعاقبة. وسوف يهتم هذا البنك الذي يجري انجازه بجملة من النشاطات لعل ابرزها: جمع الموارد الجينية والمحافظة عليها. اعادة ادخال الاصناف المنقوصة المتواجدة بالعالم. دعم وتنمية القدرات الوطنية في مجال التصرف في الموارد الجينية. تعزيز البحث العلمي لاستنباط اصناف تتلاءم مع منظومة الانتاج والمناخ بتونس. وينتظر ان تحتضن منطقة الشرقية مقر هذا البنك على مساحة 4340 م2 وستكون طاقة استيعابه في حدود 200 الف عينة. البنك ونشاطاته وفروعه وينتظر ان يرتكز عمل البنك الوطني للجينات على وحدة مركزية وعلى شبكة وطنية للموارد الجينية، وتتولى الوحدة المركزية العمل من خلال وحدات علمية لجمع وانتقاء واكثار وتحضير العينات للخزن، وكذلك بتبادل وتوزيع الموارد الجينية مع تسجيلها واستغلالها، كما تقوم ايضا بتخزين وتكييف وتصنيف المواد الجينية والاكثار والانبات وزراعة الانسجة. والى جانب هذا تتولى مخابر داخل البنك تقييم الموارد الجينية وتثمينها. كما يحتوي البنك ايضا على بيوت تبريد لخزن هذه الموارد الجينية في شكل بذور وانسجة ولقاح، الى جانب توفير مجموعات حقلية حية. وتضم الشبكة الوطنية للموارد الجينية مختلف المؤسسات والاقطاب البحثية المركزية والجهوية العاملة في المجال، وذلك حسب الاختصاص، وتعنى بجمع وحفظ وتنمية التراث الجيني لمختلف الاصناف النباتية والحيوانية. تونس والخطة العالمية للموارد الوراثية العالمية ومن جهة اخرى تشارك تونس ضمن منظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة في مشروع اعتماد خطة عالمية شاملة للموارد الوراثية الحيوانية. وتفيد الاخبار الصادرة عن منظمة الاغذية والزراعة انه تم التوصل يوم 11 سبتمبر الجاري الى اتفاق حول بنود تنفيذ هذه الخطة وتمويلها. وقد جاء في التقرير الذي اعدته المنظمة ان سلالة حيوانية واحدة تندثر على الاقل في كل شهر وذلك خلال السنوات السبع الاخيرة، وهذا يدعو الى تظافر كل الجهود من أجل انقاذ السلالات الحيوانية الموجودة، خاصة وان 20% من السلالات الحيوانية في العالم مهددة بخطر الاندثار. وتاتي خطة العمل العالمية في ضوء النتائج التي خلص اليها اخيرا تقرير المنظمة ويستند التقرير الى معلومات تم جمعها من 169 بلدا وبذلك فهو يعتبر اول تقرير معمق بشأن التنوع الحيواني في العالم. وتحدد خطة العمل العالمية بشأن الموارد الوراثية الحيوانية اربعة مجالات من الاولويات الاستراتيجية هي الميزات والجرد ومراقبة الاتجاهات والمخاطر، والتنمية والاستخداما المستدامة وصون الموارد وكذلك السياسات والمؤسسات وبناء القدرات وتدعو الخطة الى تأمين المساعدات التقنية لا سيما الى البلدان النامية او التي تمر اقتصادياتها بمرحلة انتقالية بما يمكنها من تطبيق احكام الخطة العالمية الشاملة للموارد الوراثية العالمية. التنوع الحيوي لحيوانات المزرعة ويتركز الاهتمام ضمن هذا المشروع العالمي على حيوانات المزرعة، وذلك من اجل المحافظة على انواع سلالاتها واستخدامها المستدام وتنميتها، وفي مقدمة ذلك نجد انواعا من سلالات البقر والضأن، ويشار في هذا المجال ان ربع التنوع الحيواني العالمي قد تطور، حيث يتكيف مع المناطق الجافة، لكن الرعي في هذه المناطق مهدد بالتراجع كنظام انتاج وكسبيل معيشة وكعنصر للموارد الوراقية الحيوانية.