كثر الحديث في الشارع الرياضي البنزرتي حول ما وصف بخيانة اللاعب وليد الهيشري واستهزائه بمسؤوليه، استنادا لما جاء في بلاغ الهيئة المديرة التي حملت الأخير جملة من الاتهامات، أبرزها وعده بتجديد العقد، زمن حظوره حفل العشاء الذي كان مقررا لتسليم المستحقات، في وقت أمضى فيه لفائدة الترجي الرياضي التونسي. لاستجلاء الحقيقة، ومعرفة الرأي الآخر، كان لنا لقاء مع وليد الهيشري الذي تحدث بصراحة متناهية، وكأننا بالرجل ينتظر مثل هذه الفرصة لتبرئة ذمته، فكان الحوار التالي: ٭ لنبدء من حيث الموقف الرسمي لادارة النادي البنزرتي، واتهامها اياك بالضحك على الذقون، زمن حظورك لحفل العشاء الذي انتظم بمناسبة توزيع المستحقات، ومواصلتك لسياسة التطمينات؟ - أولا دعني أؤكد لكل جماهير الأصفر والأسود، أن أخلاقي أرفع من أن تسقط في دائرة الاستهزاء بالآخرين، وحضوري لحفل العشاء كان لغاية نيل مستحقاتي كسائر الحضور مع زملائي اللاعبين، ولم يكن من أجل التفاوض أو ما شابه ذلك، فالأمر قد حسم وانتهى. ٭ ولكن ما رآه الاستاذ سعيد الأسود معيبا هو مواصلتك للتطمينات في وقت امضيت فيه للترجي وليس مغادرتك النادي؟ - أقسم بأن السبب الحقيقي كان وراء نيل مستحقاتي لا غير، فأنا أحترم الأسرة الرياضية البنزرتية، ولي صداقات اعتز بها، إضافة إلى جميل الذكريات هناك، ولكن ما وجب على الأحباء معرفته أنني لم أخذلهم، بل الادارة هي من فعلت. ٭ هل من توضيح، خصوصا وأن الأستاذ سعيد الأسود عرض عليك تجديد العقد بحوافز جديدة؟ - ما أستطيع قوله أن سي سعيد تعامل معي بعقلية هاوية، أقل ما يقال عنها أنها عقلية (سوق ودلال)، فبعد أن تأخر في فتح باب النقاش وتدارس العقد الجديد، جاءني باقتراحات مضحكة ومبكية في نفس الوقت. ٭ لنترك الوصف جانبا، وتطلع جماهير القلعة الصفراء على ما عرض عليك من جديد الاقتراحات؟ - لا أخفي سرا حين أقول أنني كنت أتقاضى هذا الموسم جراية شهرية ب2500 دينار، إلى جانب منحة الامضاء 30 ألف دينار، وبعد انتهاء الموسم وفي نطاق المفاوضات التي جمعتني بالاستاذ الأسود اقترح علي زيادة ب250 دينارا في الأجر لتصبح 2750د وتعديل منحة الامضاء بزيادة قدرها 6 آلاف دينار، وحين علم بوجود اتصالات جدية مع الترجي التونسي، أعاد اقتراحاته بالقول (هاو فمّا وعد من بعض لوخيان باش نزيدوك 5000آلاف دينار على منحة الامضاء)، فهل هذا أسلوب محترف للتفاوض؟ ٭ طيب ما حكاية اتهامك بالتأثير على الأسعد الدريدي قصد المغادرة؟ - هذا اتهام باطل لا أساس له من الصحة، وربما مشاركة الأسعد لي في الترحال اليومي بين العاصمة وبنزرت هي من أسست لهذه التهمة وعلى العموم فإن الدريدي شخص راشد وكل واحد منا يعرف مصلحته قبل غيره. ٭ لنتحدث قليلا عن صفقة انتقالك إلى الترجي الرياضي التونسي، ومن كان وراءها؟ - لقد اتصل بي السيد رياض بنور والسيد بادين التلمساني وعرضا علي فكرة الانظمام إلى فريق باب سويقة، وهو لعمري شرف لي في حد ذاته لحمل ألوان شيخ الأندية، وبعد الاتفاق أمضيت عقدا مدة موسمين اثنين. ٭ ولكنك لم تحدثني عن التفاصيل؟ - كل ما أستطيع قوله أن عرض الترجي بعيد كل البعد عما اقترح علي من الجانب البنزرتي، وأظنه يرضيني إلى حين التأكيد من جانبي فوق الميدان، بإعطاء الاضافة المرجوة. ٭ قد يكون الأمر كذلك من الجانب المادي، ولكن الفرق الكبرى عكس نظيرتها الصغرى من حيث الصبر على اللاعب؟ - أعي ذلك جيدا، وأعد أحباء الترجي ببذل قصارى الجهد لأكون في مستوى التطلعات، راجيا من الله أن يوفقني في الرد عمن شككوا سابقا في اسم وليد الهيشري. ٭ أظنك تقصد فريقك الأم النادي الافريقي الذي لم يحاول الاتصال بك؟ - أقصد كل من شكك في الهيشري وليس ناديا بعينه، لكن هذا لا يمنعني من القول بأن الافريقي ظلمني في وقت من الأوقات وأساء إلي، أما بخصوص عدم دعوتي لتعزيز صفوف باب الجديد، فإن الامر موكول لأصحابه، وشخصيا حتى وإن حصل فلن أعود للافريقي مادام مسؤولوه متواجدين حاليا في إدارته. ٭ لو أترك لك حرية الاختتام فماذا تقول؟ - أقول عذرا لجماهير البنزرتي أن أسيء فهمي، فمن حق أي لاعب أن يطمح بعيدا، ومن حقي أن ألعب في رابطة الابطال الافريقية، ولجماهير الترجي أقول: أعدكم بأن أكون في مستوى تطلعاتكم.