فتح ما حف بأجواء الجلسة العامة الانتخابية للنادي الافريقي يوم 23 جوان المنقضي باب التأويلات وطرح أكثر من سؤال حول شرعية الجلسات العامّة لأنديتنا الرياضية.. ولعل مطالبة ثلة من المحامين بضرورة الالتزام بالقانون الأساسي للأندية وقانون الجمعيات في الاعداد للجلسات العامة واقامتها كان منطلق هذا الملف الذي فتحته «الأسبوعي» مع أطراف قانونية رياضية حيث سألت بعض الكتاب العامين للأندية والذين كان القاسم المشترك بين إجاباتهم هو غياب الانتخاب وعدم تطبيق اللوائح والقوانين المنظمة للجلسات العامة الانتخابية والتقييمية إلا أن كل واحد منهم فسر هذا الغياب أو التجاوز بطريقته الخاصة. ماذا قال هؤلاء الكتاب العامون؟ ولماذا لا تحترم القوانين أغلب الأحيان.. الاجابات في التحقيق التالي: عامر البحري:كل الجلسات تتشابه... يرى الكاتب العام للترجي الرياضي عامر البحري أنه من خلال تجربته الطويلة ككاتب عام قار في الترجي ان الجلسة العامة الانتخابية لانديتنا تتشابه من حيث طريقة انعقادها والاعداد لها. ويؤكد عدم تحديد شروط قانونية لانعقادها عدا التنصيص على ضرورة توفر جملة من المواصفات في كل من يرغب في الترشح لخطتي رئيس للهيئة المديرة ونائبه. وفي حديثه عمن له حق في المشاركة في الاقتراع أشار إلى أن كل من لديه بطاقة انخراط للموسم الجاري الحق في ذلك. اما عن اكتمال النصاب من عدمه فيري أيضا ان هذه المسالة ليست بمبرر لالغاء الجلسة العامة الانتخابية بل يتم تاجيلها لموعد لاحق لايتجاوز 15 يوما وذلك لعدم وجود ترشحات او لاسباب اخرى. ويختتم كاتب عام شيخ الاندية التونسية رأيه بالتأكيد على ان الجلسات العامة لجل فرقنا مناسبة لتلاوة التقريرين الأدبي والمالي ثم الاستماع لتدخلات الاحباء، بعدها يتم تقديم المترشح او المترشحين ليكون التصويت في اغلب الاحيان بالاجماع. زين العابدين الوسلاتي:حان الوقت لتجاوز الثغرات القانونية اشار الكاتب العام السابق للنادي الافريقي زين العابدين الوسلاتي في بداية رده على تساؤلاتنا الى ان الجلسة العامة للجمعيات سواء كانت تقييمية او انتخابية تنظمها جملة من القوانين منها القانون الأساسي للنادي وهو منبثق عن اجتهادات اعضاء الهيئة المديرة القائمة على الصلاحيات التي اعطاها المشرع لكل جمعية في سن قانونها الاساسي. عن الجلسة العامة الانتخابية للنوادي مُقارنا اياها بجلسات الجامعات الرياضية بيّن محدثنا ان وضع جلسات الجمعيات يختلف عن مثيلاتها في الجامعات، إذ تقتصر عملية الاقتراع على المنخرطين، ولا يهم ان تمت عملية انخراط المحب قبل انعقاد الجلسة العامة بايام او ان كان عدد المنخرطين ضئيلا او ان يكتمل النصاب القانوني من عدمه. ولهذه الاسباب استغرب الكاتب العام السابق لفريق باب الجديد ان يكون لفريق عريق كالافريقي 80 منخرطا فقط متخذا ريال مدريد كمثال موضحا وان فريق مثل الريال يعد عدد المصوتين في الجلسة العامة الانتخابية للريال مائة الف منخرط ومنهم من قام بانتخاب رئيس للنادي عن بعد عبر الانترنات. ويؤكد الاستاذ الوسلاتي على ان الوقت قد حان لتطوير عملية الانتخاب في مثل هذه المواعيد التي لا تقل اهمية عن غيرها من المواعيد لسد الفراغ القانوني الذي وحسب رايه جعل العديد من الفرق في بطولتنا لم تتعود بعد على العملية الانتخابية. كما اشار محدثنا الى ضرورة سن قوانين لتفادي ما يحصل اليوم على الساحة الرياضية. واختتم الاستاذ الوسلاتي وجهة نظره في الموضوع بمقارنة بين بطولتنا والبطولات الاوروبية، مستنتجا ان الفرق يكمن في عدة عوامل من بينها على سبيل الذكر لا الحصر قيمة مداخيل البث التلفزي. اذ يقول ان 60 بالمائة من مداخيل اولمبيك ليون تتاتى كل موسم من عائدات البث التلفزي في المقابل لم تصل مداخيل الافريقي 5% لذلك يطالب الساهرين اليوم على الرياضة ببلادنا بمزيد التفكير في قوانين حديثة تتماشى مع تطوّر حاجيات الأندية والتزاماتها.. الحبيب الغربي:ممارسة حق الانتخاب يرى كاتب عام الشبيبة القيروانية الحبيب الغربي بدوره ان الجلسات العامة الانتخابية موعد يمارس فيه المنخرط دون غيره حقه الانتخابي لاختيار رئيس جديد او تجديد الثقة في رئيس منتهية ولايته. واشار الاستاذ الغربي الى ان العملية الانتخابية تظل في حد ذاتها محل نقاش لانها تدور في ظروف مدروسة مسبقا وذلك لعدة اعتبارات. مضيفا انه لا مانع في وجود اجماع حول احد الاسماء لكن المهم ان يكون اجماعا حاصلا عن قناعة وحسب برنامج انتخابي يستجيب لطموحات الاحباء . سالم النطاحي: تنقيح القوانين لتفادي الفراغ بيّن الكاتب العام للترجي الجرجيسي سالم النطاحي ان الجلسة العامة بمفهوميها الانتخابي والتقييمي تؤدي نفس المعنى، لان ذلك يعود بالاساس الى طابع الهواية الطاغي على العمل صلب الجمعيات. ويضيف ان القوانين المنظمة لهذا النشاط تشكو فراغا، لذلك وكما اكد محدثنا لابد من تنقيح عدة قوانين لتصبح للجلسة العامة الانتخابية معنى. بلقاسم بوعلاق:غياب الاجواء الانتخابية يشير بلقاسم بوعلاق الكاتب العام للقوافل الرياضية بقفصة الى ان الجلسة العامة الانتخابية قد لا تجرى في ظل وجود مترشح او اثنين وهوما سيقلل من روح التنافس نوعا ما. ويخلص محدثنا الى القول بان المهم ان تدور الجلسات العامة في ظروف حسنة وطبقا لما خطط لها مسبقا. لكنه يستدرك ليؤكد ان الانتخابات بمفهومها الصحيح غير مطبقة، وان الجلسات العامة التي عقدتها العديد من الجمعيات المنتمية لمختلف الرابطات والأقسام لم تشهد اجواء انتخابية بالمعنى الصحيح للكلمة، وهو يجعل الأندية غير مواكبة لما يجري في الجامعات الرياضية التي تختلف نوع ما في قوانينها عن قوانين الجمعيات. جمال الفرشيشي