نحو تعميم المشروع النموذجي للإنذار الفلاحي المبكر والإرساليات القصيرة للفلاحين هي الحلّ تونس الاسبوعي:التغييرات المناخية والامراض النباتية وسبل دعم الانتاج وتوفير المعطيات الكفيلة بضمان نجاح المواسم الفلاحية كانت ابرز المحاور التي تدارسها المختصون في الشؤون الفلاحية والرصد الجوي وامراض النباتات في لقاء انتظم صباح الاربعاء الماضي بمقر الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري وتطرق السيد مبروك البحري رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري الى واقع القطاع الفلاحي وما تحقق من تقدم وتطور علمي مكن القطاع من تحقيق قفزة نوعية مفيدا في ذات السياق بالدور الفاعل لمختلف المتدخلين. إعلام بالتغيرات وفي مداخلته قدم ممثل المعهد الوطني للرصد الجوي ملامح مشروع وطني يعنى برصد الجفاف والتغيرات المناخية واوضح ان المشروع يقوم على تركيز عدد من محطات رصد التغيرات المناخية في اقاليم البلاد وفق مناطق الانتاج والنشاط الفلاحي وبحث مدير المعهد الوطني للرصد الجوي مع الاطارات المعنية بالفلاحة سبل تقريب خدمات المعهد من الفلاحين حتى تبلغهم المعلومة بأسرع وقت ممكن موضحا ان المعهد يضع في استراتيجيته اصدار انذار مبكر حول التغيرات المناخية ويقدم معطيات قد تستشرف مدة من الزمن تفوق العشرة ايام. ويأتي التفكير في سبل تعميم هذا المشروع بعد تحقيقه نجاحا باهرا في مرحلته التجريبية خلال السنتين الماضيتين باقليم الوطن القبلي وكان استهدف 10 فلاحين واكد مدير معهد الرصد الجوي ان إعلام الفلاح بالتغيرات المناخية اليومية والاسبوعية لابد ان يقترن باصدار انذارات فلاحية مبكرة ذات جدوى علمية حتى يتعرف الفلاح على سبل حماية منتوجه من الامراض وكيفية المداواق والري بما يحقق النجاعة والجودة. انذار مبكر وامتدادا لما دعا اليه مدير المعهد الوطني للرصد الجوي اكد ممثلو الادارة العامة لحماية ومراقبة جودة المنتجات الفلاحية ان المشروع النموذجي للانذار الفلاحي المبكر لابد ان تقترن فيه المعطيات المناخية المقدمة بمعطيات علمية توضح سبل الوقاية من الامراض وكيفية المداواة مع تحديد قائمة الادوية التي يمكن استعمالها تحسبا للامراض او عند ظهورها مؤكدين ضرورة ان تعمل الهياكل الفلاحية على تفعيل دور المرشد الفلاحي والاتحادات الجهوية للفلاحة في ارشاد ونوعية الفلاحين. واكدت متحدثة باسم ادارة حماية ومراقبة جودة المنتجات الفلاحية ان الانذار المبكر الذي تصدره الادارة في بداية الموسم يتضمن قائمة في الامراض التي قد تحدث نتيجة توفر ظروف مناخية معينة اضافة الى قائمة المبيدات التي تعمل على الحد من ظهورها أو تفاقمها وبينت ان هذا الانذار سيتم توجيهه الى الفلاحين وفق اقاليم الانتاج التي تتركز فيها محطات رصد الامراض ومتابعتها. واوضحت في ذات السياق ان الادارة المركزية وبعد تلقيها للبيانات المرصودة توجه انذارا مبكرا الى الجهة المعنية بهذا المرض وبينت ان محطات رصد الامراض التي سيتم تركيزها خلال المدة القادمة على غرار المحطات المحدثة في قربة وقليبية وتاكلسة وباجة والسعيدة وصفاقس والقلعة الكبرى ستعمل بتقنيات متطورة وبرمجيات تمكن المختصين من التعرف على مواطن المرض لتقترن المتابعة النظرية بالمتابعة الميدانية في ظرف لا يتجاوز 48 ساعة من تاريخ رصد المرض في المستغلات الفلاحية. وفي الوقت الذي اشاد فيه ممثل الوكالة الوطنية للارشاد والتكوين الفلاحي بدور المرشد والاتحادات الجهوية للفلاحة في توجيه الفلاحين وارشادهم انتقد الحاضرون هذا الدور معتبرين ان الانذارات المبكرة التي عملت عدة هياكل معنية بالقطاع الفلاحي على اصدارها قصد إبلاغها للفلاحين ظلت في جانب منها حبيسة مكاتب المرشدين والاتحادات الجهوية ليكون الحل الامثل الذي اقترحه ممثل المعهد الوطني للرصد الجوي وادارة حماية النباتات هو الرسائل القصيرة SMS باعتبارها الوسيلة الاكثر استعمالا في البلاد نظرا للانتشار الكبير للهاتف الجوال اضافة الى امكانية استعمال البريد الالكتروني. وشدد المجتمعون على ضرورة تضافر مجهودات كل الهياكل من اجل توفير بنك معلومات محين لتحقيق الافادة للفلاح الذي لابد ان يجد في الارسالية القصيرة معطيات مناخية ومواقيت الري والمداواق وكيفية المداواق وانواع المبيدات لكن ذلك يتطلب توفر الكفاءات والامكانيات الكفيلة بتصميم هذا المشروع على كامل تراب الجمهورية بعد اطلاق تجربة نموذجية في منطقة معينة ورصد نتائجها.