كعادته في تنظيم لقاء صحفي مع كل مدرب للنادي البنزرتي إثر مباشرته لمهامه، استضاف نادي الصحافة ببنزرت مساء الثلاثاء الماضي المدرب الجديد للبنزرتي يوسف الزواوي في هذا الحوار المفتوح مع الإعلامين: في أي إطار يضع الزواوي هذه العودة إلى النادي بعد 14 سنة ؟ توضع ببساطة في إطار الاستجابة لنداء الواجب، وفي إطار العلاقة الحميمية التي تربطني بالفريق، رغم أنني لم أقدم لرئيس النادي أملا ولو نسبة واحد من المليون في إمكانية قبولي تدريب الفريق لما أعلمني باعتزامه فسخ عقد بوشار. ولكنك قبلت في النهاية ؟ قبل أن تعرف أسباب القبول يجب ذكر أسباب الاعتذار وليس الرفض كما سوّق البعض. اعتذرت في البداية لأن انكسار استراتيجية الفريق التي بدأت تعطي أكلها يتعارض تماما والمشاريع الضخمة التي تملأ رؤوس الأحباء. هذه هي الحقيقة التي أردت أن يدركها الجميع. و للأسف أوّل البعض كلامي، وقال آخرون بأنني أتكبّر على جمعيتي الأم واتهمني آخرون بفرض راتب تعجيزي وهو 20 ألف دينار وهذا غير صحيح. لذلك لمّا فهم الجميع قصدي واتحدت الرؤى قبلت أن أقف إلى جانب جمعيتي الأم في هذا الظرف بالذات حتى يبقى الفريق على المسار الصحيح وحتى لا يتم اتخاذ قرارات ارتجالية تقود الفريق إلى الوراء. ما طبيعة العقد الذي يربطكم بالنادي ؟ العقد الذي يربطني بالنادي هو التزام أخلاقي بالأساس. وتتمثل مهامي في الإشراف على تدريب الفريق إلى حين الاتفاق مع مدرب يقبل تطبيق سياسة الجمعية وليس سياسته الخاصة. وطبعا لن تجد هذا المدرب بين عشية وضحاها. ومن جهة أخرى لدي التزامات مع قناة الجزيرة الرياضية تجبرني على السفر بين الحين والحين ولكن ذلك لن يخلّ ببرنامج العمل المقرّر بالنادي البنزرتي. كيف تقيّم مجموعة اللاعبين حاليا ؟ أعرف مجموعة الموسم الماضي بدقة متناهية لأنني كنت قريبا جدّا من الفريق خلافا لهذا الموسم، وكان لدي برنامج كنا نسطره تدريجيا، قبل أن ينفرط العقد. يوجد بالنادي لاعبون شبّان واعدون يملكون هامشا محترما لمزيد التحسّن ولأوّل مرّة نجد 5 لاعبين من البنزرتي بالمنتخب الأولمبي فضلا عن بقية أصناف الشبان وهو جهد جدير بالثناء والتحية لأصحابه. إضافة إلى المنتدبين الذين لا أنكر قيمتهم، ولكن في المقابل اختل العمود الفقري للفريق برحيل لاعبين أساسيين، لذلك نجد أنفسنا أمام عملية بناء تتطلب الكثير من الصبر والتحمّل والعزيمة. تحدثتم عن مستقبل الجمعية فكيف ترونه بأبعاده الثلاثة : القريب والمتوسط والبعيد ؟ استراتيجية العمل التي أراها تمتد على 4 سنوات، وهي كفيلة بجعل النادي البنزرتي من الأندية التي تفرض نفسها وإرادتها في كرة القدم التونسية، هذه الاستراتيجية تستدعي إعادة الهيكلة وتتطلب إطارا فنيا من أبناء النادي بدرجة أولى في جميع الاختصاصات وأقول ذلك ليس من باب التعصّب، لذلك أرى أن تتسع قاعدة المدربين حتى لا يبقى الأمر منحصرا في العربي ويوسف الزواوي ومحمود الورتاني ومنذر كبيّر ذلك على المستوى البعيد، أما على المستويين القريب والمتوسط، فإن الثابت أن الفريق ليس في أزمة، غير أن الروزنامة كانت صعبة للغاية. ونظرا لأهمية المقابلات التي تنتظرنا قريبا، فإننا سنستعد لتلك المواعيد على النحو المطلوب، وأرجو أن يحالفنا التوفيق، لأن الانتصار يصنع الكثير من العجب، وسنراعي في برامج التمارين نوعية اللاعبين بالمجموعة لأنهم مراهقون من جهة ومستقبل النادي من جهة أخرى وبالمناسبة أطلب من الأحباء تفادي الضغط السلبي الذي كثيرا ما تكون له نتائج عكسية خلافا للضغط الإيجابي الضروري للنجاح والتألق. كلمة أخيرة المدرب هو الحلقة الأضعف دائما، ولذلك لا بد أن يكون له برنامج عمل متفق عليه مع الهيئة المديرة وخاصة رئيس النادي الذي يجب أن يقتنع بالمدرب وعمله قبل انتدابه ليحميه، وهذه التجربة عشتها في بداية كمدرب إذ وجدت دعما كبيرا من رئيس النادي محمد بلحاج رغم انهزام الفريق في أول مقابلة 5/0 مع النادي الصفاقسي وكان ذلك الدعم وراء بروز المدرب الزواوي. لذلك أقول إن كنت مؤمنا بالمدرب وكان اختيارك له عن اقتناع ولأهداف معيّنة فعليك مساندته إلى النهاية. وأغلب المدربين الناجحين كان وراءهم رؤساء يمكن تلقيبهم بأدمغة مفكرة والشواهد على ذلك عديدة.