قرطاج وات بمناسبة احتفال دولة الامارات العربية المتحدة بالذكرى التاسعة والثلاثين لعيدها الوطني أدلى الرئيس زين العابدين بن علي بحديث الى وكالة الانباء الاماراتية (وام). وفي ما يلي النص الكامل لهذا الحديث: «تحتفل دولة الامارات العربية المتحدة في 2 ديسمبر 2010 باليوم الوطني التاسع والثلاثين وهي حافلة بالانجازات الكبيرة في مجالات النهضة العمرانية والسياحية والثقافية والاعلامية والتعليمية والزراعية فهل من كلمة لسيادتكم بهذه المناسبة الوطنية العزيزة الى قيادة الامارات وشعبها. يطيب لي في البداية أن أجدد لاخي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة والى أصحاب السمو أعضاء المجلس الاتحادي والى الشعب الاماراتي الشقيق أحر التهاني بهذه الذكرى المجيدة في تاريخ دولة الامارات العربية المتحدة. كما لا يفوتني في هذه المناسبة أن أستحضر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأن أترحم على روحه الزكية وهو باني حضارة الامارات ومجدها والذي استطاع بحكمته اقامة هذا البناء الكبير لاتحاد الامارات بمعية أشقائه أعضاء المجلس الاتحادي وقد بقيت انجازاته وأعماله رمزا لقدرة الارادة وحسن توظيف الموارد والرهان على الانسان في تنمية المجتمعات وتحديثها. ولا شك أن تاريخ الثاني من ديسمبر 1971 شكل منطلقا للمسيرة الموفقة التي شهدتها دولة الامارات العربية المتحدة على مدى أربعة عقود من البناء والاعمار جعلت منها تجربة تنموية فريدة من نوعها في المنطقة ومصدر فخر واعتزاز لجميع العرب. واننا ننظر بكل تقدير لجملة الانجازات والمكاسب الهامة التي تحققت بدولة الامارات العربية المتحدة بفضل قيادتها الرشيدة ورؤيتها الحكيمة وسداد مقاربتها وتوفقها في ارساء دعائم مشروع حضاري تنموي ينعم بثماره شعب الامارات بأسره. واني أتمنى أن تتواصل هذه المسيرة الخيرة والمتميزة في هذا البلد الشقيق الذي نكن لقيادته ولشعبه كل المحبة والاحترام.
تعتبر العلاقات التونسيةالاماراتية بما تتميز به من عمق وثراء وثقة متبادلة ومن تشابه المقاربات التنموية وتقارب في المواقف السياسية نموذجا يحتذى به في النهوض بالعمل العربي المشترك وتعزيز مصداقيته في كل الميادين. وتستمد هذه العلاقات عناصر قوتها ومقومات استمراريتها مما يجمعنا بقيادة دولة الامارات الشقيقة من روابط أخوية متينة وارادة سياسية راسخة ومشتركة في الارتقاء بنسق التعاون الى أعلى المراتب. وما فتئت هذه العلاقات تتطور وتشهد حركية تصاعدية تجلت بالخصوص من خلال تبادل الزيارات والتشاور السياسي بين كبار المسؤولين في البلدين فضلا عن النمو المطرد للتعاون الثنائي في مجالات الاستثمار مما جعل من دولة الامارات العربية المتحدة أحد أفضل المستثمرين العرب والاجانب في تونس. ونحن نسعى بمعية سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة الى دعم هذه الشراكة الاستراتيجية وتوطيدها في مختلف الميادين والمجالات تجسيما للمصالح والتطلعات المشتركة. وفي هذا السياق فاننا نعمل سويا على توسيع آفاق التعاون الثنائي في مجالات الاعمال والمال والاستثمار عبر اقامة المشاريع المشتركة علاوة على تكثيف تبادل الخبرات والتجارب واستكشاف فرص أرحب للكفاءات التونسية بدولة الامارات بما يساعد بلدينا على تدعيم قدرتهما على مواجهة متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية وبما يترجم عراقة وتاريخية العلاقات التونسيةالاماراتية.
هل لنا أن نتوقع توسيعا للتعاون المشترك القائم بين البلدين ومزيد تطوير علاقات الشراكة بين بلادكم ودولة الامارات العربية المتحدة في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية؟
رغم أن حجم التبادل التجاري بين تونس ودولة الامارات في تزايد مستمر الا أنه يبقى من وجهة نظرنا دون المأمول ودون الامكانات التي تتوفر لكلا البلدين حيث بلغت نسبته العام الماضي 100 مليون دولار. واننا في تونس وفي دولة الامارات العربية المتحدة نعمل باتجاه تطوير علاقات التعاون والشراكة القائمة بيننا عبر مختلف الاليات التي أنشأناها على غرار اللجنة المشتركة التونسيةالاماراتية وباقي اللجان القطاعية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الى جانب التعاون الوثيق القائم بين الغرف التجارية والصناعية ومجلس رجال الاعمال التونسيالاماراتي المشترك. ولئن توفقنا بفضل هذه الاليات الى قطع خطوات هامة على درب تعزيز التعاون الثنائي في مختلف الميادين فاننا مدعوون الى بذل مزيد من الجهود من أجل توسيع مجالات الاستثمارات المشتركة وتنويعها لتشمل القطاعات الواعدة ذات القيمة المضافة العالية والمحتوى المعرفي الرفيع. واننا نعول في هذا الصدد على القطاع الخاص في البلدين لما له من دور حيوي في دفع حركة الاستثمار. واننا لفخورون بأن تكون تونس وجهة هامة لرؤوس الاموال الاماراتية لما تتميز به بلادنا من أمن واستقرار ولما يتوفر فيها من مناخ ملائم يحفز على الاستثمار. وقد حرصنا على تذليل جميع العقبات التي قد تحول دون تطور الحركة الاستثمارية بين البلدين الى جانب ما وفرناه من امتيازات وحوافز للمستثمر العربي في شتى القطاعات والمجالات. ولا شك أن تكثيف التظاهرات الاقتصادية والثقافية بين البلدين ومزيد تطوير السوق السياحية من شأنهما أن يزيدا علاقات التعاون والشراكة رسوخا ويرتقيا بها الى آفاق أرحب. كما يتيعين أن نولي اهتماما متزايدا للتعاون الفني بين بلدينا بما يتيح لدولة الامارات العربية المتحدة الاستفادة أكثر من الخبرات التونسية في مختلف المجالات ويعزز جسور التواصل بين شعبينا الشقيقين. وأغتنم الفرصة لأتوجه بعبارات الشكر والامتنان للمسؤولين في دولة الامارات العربية المتحدة لما يلقاه أفراد الجالية التونسية المقيمون على أرضهم من رعاية واهتمام. وفي الختام أجدد تهاني لدولة الامارات العربية المتحدة قيادة وشعبا متمنيا لهذا البلد الشقيق اطراد الازدهار والرقي والرخاء».