بلغ عدد المداخلات التي سجلت بمجلس النواب خلال مناقشة ميزانية الدولة لسنة 2011 أكثر من 400 مداخلة. وقد تضمنت اقتراحات جاء بها النواب لاول مرة. كما كانت فرصة للوقوف على مدى جدية نواب الشعب في تناول المواضيع التي تشغل بال المواطن. وبالرغم من تسجيل الجديد في المداخلات فان نوابا آخرين تناولوا ذات المواضيع واقترحوا نفس الاقتراحات ومنهم من ارتكب الاخطاء نفسها. كما لم تخل مداولات المجلس من طرائف سجلها النواب وادخلت جوا من المرح اثناء المداولات.
تعديل دستوري
ومن ابرز المداخلات التي سجلها مجلس النواب ولاول مرة ما دعا اليه النائب ابراهيم حفايظة ( الاتحاد الديمقراطي الوحدوي) حيث اكد خلال مداخلته تعديلا دستوريا يُخَفِّفٌ من شروط الترشح لرئاسة الجمهورية ويسمح للأحزاب السياسية بتقديم مترشحين عنها ويزيل عراقيل وشروط الممارسة فالمحدد في مبدإ التداول على السلطة هو الشعب من خلال انتخابات حرة ونزيهة... والشعب وحده هو الذي يختار من يقوده بإرادة حرة... ولكي يتمكن الشعب من اختيار من يقوده فلا بد في نظرنا من تعديل دستوري يزيل بعض الشروط المتعلقة بحق الترشح لفتح الباب الديمقراطي أمام الشعب وهو وحده الذي يحدد التداول على الحكم عبر صندوق الاقتراع.
مناوشة.. فاعتذار.. فرسالة
كما لم تخل مداخلات النواب من بعض المناوشات الكلامية كتلك التي حصلت بين وزير التربية حاتم بن سالم والنائب فوزي جراد (الوحدة الشعبية) والذي تحدث عن الابواب الموصدة بالوزارة فما كان من الوزير الا أن يرد بالقول « أن 90 بالمائة من النواب يأتونه لقضاء شان خاص» وقد اثارت هذه الاجابة حفيظة عدد من النواب الذين طالبوا باحداث هيكل خاص بهم في مختلف المؤسسات والدوائر الحكومية. غير أن هذه المناوشة سرعان ما تجاوزها ممثلو الوحدة الشعبية حيث تتالت الاعتذارات وختمها النائب هشام الحاجي بتوجيه رسالة اعتذار رسمية إلى السيد الوزير باسم الكتلة.
تصفية حسابات
وأثار تدخل النائب احمد الغندور حفيظة حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي والذي عبر عن سخطه لتدخل الغندور باسمه « في حين انه لا يمثل الحزب في شيء» على حد تعبير البلاغ الصادر عن الحزب يوم الاربعاء الماضي كما هو الامر بالنسبة للنائب العربي بن علي وهو ما دعا بالامين العام لحزب الاجتماعي التحرري منذر ثابت إلى اعتبار التدخلات بمثابة تصفية الحسابات بين نواب وامناء عامين للمعارضة.
اطرف مداخلة
من اطرف المداخلات تلك التي جاءت على لسان النائب بوجمعة اليحياوي والذي طالب بتغيير مكان جلوسه من الصف الاخير إلى الصفوف الاولى حتى يتمكن ابناؤه وابناء جهته من مشاهدته في التلفاز اثناء المداولات وطالب في ذات السياق باعتماد منهج يمكن الجميع من التداول على الصفوف الامامية في المجلس اثناء مداولات الميزانية وقال لقد تمكنت من اقتناء تلفاز ذي شاشة كبرة رغم الازمة المالية والعالمية الصعبة وذلك بغرض أن تنقل صورتي على تلفازي الجديد الا انه لم يحصل ذلك ان مكاني بعيد ولا يمكن للكاميرا أن تلتقطني.» وقد اثارت هذه المداخلة ضحكات الحضور بمن فيهم السيد رئيس مجلس النواب الذي لم يقاطعه رغم أن المداخلة كانت لا تعني نقاش الميزانية.